هذه قطعة قماش غير صالحة للاستخدام وتلك طاولة كسرت فلابد من رميها لعدم صلاحيتها، وهنالك زجاجة عطر فارغة أصبحت عديمة الفائدة.. كم من المرات رددنا في حياتنا عبارة «غير صالحة للاستخدام « وكم هي الأشياء التي تخلصنا منها بسبب ذلك!! ولكننا قصرنا لغة غير صالحة للاستخدام على أشياء وأدوات أصبحت لا تلزمنا، ولم نعلم أن اللغة ذاتها طالت بعض البشر في حياتنا فأصبحوا هم غير صالحين للاستخدام أيضاً. فكم كان في حياتنا من بشر أعدادهم هائلة وأفعالهم فارغة في المحتوى والعقل. هؤلاء هم بعض البشر الذي يعجبك قولهم وحديثهم المنمق، وعندما تبحث عن المحتوى تجده كقلم فرغ حبره فأصبح عاجزاً عن الكتابة.. بشر -روحاً وجسداً وعقلاً- ولكنهم غير صالحين للاستخدام! لقد دعا ذلك النفس البشرية إلى إصدار تحذير من وزارة العقل بأن من يجد في حياته بشراً بالمواصفات التالية عليه أن يتنازل عنهم, وهذا التحذير يشمل من يكثر حديثهم ويقل فعلهم. ومن ازدادت مساحات سواد قلبه ومن كانت لغته مرتكزة على النفاق ومن وضع لغة الآخرين همه وشغله الشاغل، ومن كان شعارهم الحسد والحقد.. فمن كان في حياته منهم أحد فليبعدهم عنها لأنهم غير صالحين للاستخدام في مشورة أو نصح أو حديث عابر. الحذر هو سمة الفطين والعقل هو سلاح الوعي في اختيار كل من يطرقون أبواب حياته ويكونون موجودين فيها.. ما كان هذا إلا حديث عقل ولغة منطق، ورأي فكر عاش بين البشر وأخذ دروساً ومواعظ فخرج لكم حرفه بنبض صادق.