اكتشفت إصابتي بمرض التصلب اللويحي في أواخر عام 2014م وكنت في نهاية المستوى السابع من المرحلة الجامعية.. لن أطيل كثيرًا في تفاصيل تلك المرحلة لأني لا أحبّذ الوقوف عندها، فهذه المقالة ليست لشرح معاناة الألم الجسدي والأعراض المستمرة، إنما لما هو أهم وما لا يقل عنها ألماً وإيلاماً، وهو المعاناة المترتبة على ذلك اجتماعياً.. فنقص الوعي وعدم القراءة أو حتى متابعة فيلم قصير تصل من خلاله رسالة المصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد وخصوصاً من جانب الأشخاص المقربين مثل الأهل والأصدقاء أجبرني على أن أكتب لعلّها تكون سبباً في تغيّر شيء من الأمر.. لن أتطرق للجانب الصحي سأبقى في حدود التعبير عن معاناة سيوافقني عليها كثير من المصابين. المرض العصبي يختلف عن غيره من الأمراض فجسد الإنسان كله عبارة عن أعصاب والتصلب المتعدد أعراضه تتفاوت، فالبعض يعيقه عن أداء مهامه اليومية وإن أداها فيكون بصعوبة بالغة. قد لا يستطيع من حوله الشعور بذلك الألم وتلك المعاناة، لجهلهم بهذا المرض وأعراضه المزعجة. فكيف إذا اجتمع معها قسوة في المعاملة؟ والخشونة في الرد؟ والرعونة في المساعدة؟! وعدم تفهّم الوضع واللامبالاة بالأعراض المصاحبة بل وتكذيبها أحياناً!!. عدا الاكتئاب الذي هو أحد أعراض التصلب المتعدد، ويأتيك من لا يأبه به وقد يراه غير حقيقي.. فمن لا يشعر بالمعاناة لا يشكو ألمها. وهنا يكمن خطر الجهل أو اللاوعي بهذه الأعراض وهذا المرض مما يثقل كاهل المريض بمكابدة الألمين معاً. فأجواؤنا شديدة الحرارة في الصيف وشديدة البرودة في الشتاء، وكلا الاثنين لا تناسب مرضى التصلب وبالتالي تزادا المشكلة وتتفاقم فيعيشون في ضغط نفسي وصحي عجيب. رسالتي إلى كل عائلة وصديق وكل من قرأ هذه السطور: «المريض ضعيف جدًا عكس ما يبدو عليه أمام الجميع، ولكن حاجته تزيده قوّة، فأفيضوا علينا من إحسانكم قولًا وفعلًا لا أقصد بذلك الشفقة بل سخاءً بمحبة فما جزاء الإحسان إلا الإحسان».