بعد عقدين كاملين من المشاركة السابقة الوحيدة له في بطولات كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، يعود المنتخب الياباني لكرة القدم إلى المشاركة في البطولة، ولكن بطموحات مختلفة من خلال النسخة الجديدة، التي تستضيفها البرازيل في الأسابيع القليلة المقبلة. وقبل شهور قليلة، كان المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) يمني نفسه بإحراز اللقب القاري الخامس له من خلال بطولة كأس آسيا 2019 التي استضافتها الإمارات مطلع هذا العام. ولكن الفريق خسر المباراة النهائية أمام نظيره القطري بعد عروض قوية على مدار البطولة. ومع عودته إلى المشاركة في كوبا أميركا من خلال الدعوة التي وجهها إليه اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية (كونميبول) يتطلع الفريق إلى ظهور أفضل في هذه النسخة بعدما انتهت مشاركته الأولى في 1999 بخروجه من الدور الأول صفر اليدين. وكان الفريق قد خسر مباراتين وتعادل في مباراة واحدة واحتل المركز الأخير في مجموعته بنسخة 1999، التي ضمت معه منتخبات بوليفيا وبيرو وباراجواي. ورغم وقوعه هذه المرة في مجموعة أكثر صعوبة، بل إنها مجموعة نارية تضم معه منتخبات أوروجواي وتشيلي والإكوادور، يتطلع الساموراي لتحقيق نتائج أفضل. وبعد الأداء الراقي الذي قدمه الفريق في مشاركته ببطولة كأس العالم 2018 في روسيا، جاء بلوغه المباراة النهائية في كأس آسيا 2019 ليمنحه دافعا قويا للظهور بشكل جيد في كوبا أميركا 2019 بالبرازيل. وتغلب المنتخب الياباني على مشكلة تغيير القيادة الفنية للفريق قبل أسابيع قليلة على بطولة كأس العالم، بإسناد المهمة إلى المدرب الوطني أكيرا نيشينو بدلا من البوسني وحيد خليلودزيتش، واجتاز الفريق الدور الأول (دور المجموعات) بالمونديال الروسي. واستهل المنتخب الياباني مسيرته في المونديال الروسي بفوز ثمين للغاية 2 - 1 على نظيره الكولومبي، ثم تعادل مع نظيره السنغالي قبل أن يخسر المباراة الأخيرة في مجموعته أمام المنتخب البولندي. وواصل الفريق عروضه القوية في دور الستة عشر للبطولة، ولكنه خسر 2 - 3 أمام المنتخب البلجيكي القوي، الذي كان مرشحا للفوز باللقب العالمي في هذه النسخة، وودع البطولة من المربع الذهبي. وبعيدا عن مباريات الفريق في كأس العالم بروسيا، خاض الساموراي الياباني عشر مباريات ودية دولية خلال عام 2018، فاز في خمس منها، من بينها الفوز على منتخب أوروجواي العنيد 4 - 3، وتعادل في مباراتين، وخسر ثلاث مباريات، علما بأنه لم يتعرض لأي خسارة في المباريات التي خاضها بعد المونديال الروسي. وفي مطلع 2019، قدم محاربو الساموراي ملحمة جديدة في مشاركاتهم ببطولات كأس آسيا، لم تفسدها سوى الهزيمة أمام المنتخب القطري في النهائي. ويدين المنتخب الياباني بفضل كبير في تطور مستواه إلى احتراف عديد من لاعبيه في أوروبا، خاصة في ألمانيا، لكن الفريق الحالي يعتمد على مزيج من اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي، واللاعبين الذين ينشطون في بطولات دوري مختلفة بأوروبا، مثل البرتغال وهولندا وإنجلترا وألمانيا وبلجيكا. كما مزج الفريق خلال مشاركته بكأس آسيا بين عدد من العناصر الشابة، التي أثبتت كفاءتها في الآونة الأخيرة واللاعبين أصحاب الخبرة العريضة. لكنه سيخوض فعاليات كوبا أميركا 2019 معتمدا على مجموعة من العناصر الشابة فقط لمنحها الخبرة بالمواجهة مع المنتخبات الكبيرة، مع دعمها بعنصر خبرة وحيد هو المهاجم المخضرم شنجي أوكازاكي 33 عاما نجم ليستر سيتي الإنجليزي. ومثلما كان الحال في كأس آسيا، سيخوض المنتخب الياباني فعاليات كوبا أميركا 2019 تحت قيادة المدرب الوطني هو هاجيمي مورياسو، الذي كان مساعدا لأكيرا نيشينو خلال المونديال الروسي، وجرى تصعيده إلى منصب المدير الفني بعد استقالة نيشينو عقب انتهاء المونديال. ويستهل المنتخب الياباني مسيرته في البطولة بلقاء نظيره التشيلي حامل اللقب، ثم يلتقي نظيريه الأوروجوياني والإكوادوري في المباراتين التاليتين على الترتيب.