بعد الأداء الراقي الذي قدمه المنتخب الياباني في مشاركته في بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا، يطمح المنتخب الياباني إلى استعادة عرشه القاري من خلال بطولة كأس آسيا. وتغلب المنتخب الياباني على مشكلة تغيير القيادة الفنية للفريق قبل أسابيع قليلة على بطولة كأس العالم، بإسناد المهمة إلى المدرب الوطني أكيرا نيشينو بدلا من البوسني وحيد خليلودزيتش، واجتاز الفريق الدور الأول (دور المجموعات) بالمونديال الروسي. واستهل المنتخب الياباني مسيرته في المونديال الروسي بفوز ثمين للغاية 2-1 على نظيره الكولومبي، ثم تعادل مع نظيره السنغالي، قبل أن يخسر المباراة الأخيرة في مجموعته أمام المنتخب البولندي. وواصل الفريق عروضه القوية في دور ال 16 للبطولة، ولكنه خسر 2-3 أمام المنتخب البلجيكي القوي، الذي كان مرشحا للفوز باللقب العالمي في هذه النسخة، وودع البطولة من المربع الذهبي. وبعيدا عن مباريات الفريق في كأس العالم بروسيا، خاض "الساموراي الياباني" عشر مباريات ودية دولية خلال عام 2018 فاز في خمس منها من بينها الفوز على منتخب الأوروجواي العنيد 4-3، وتعادل في مباراتين، وخسر ثلاثا، علما بأنه لم يتعرض لأي خسارة في المباريات التي خاضها بعد المونديال الروسي. ورغم مشاركته المتأخرة في بطولات كأس آسيا، التي كان أولها في النسخة التاسعة للبطولة عام 1988 في قطر، ترك المنتخب الياباني بصمة سريعة في تاريخ البطولة، وأحرز اللقب القاري أربع مرات في ثماني مشاركات له فقط. وقبل ثماني سنوات، وفي قطر أيضا، توج المنتخب الياباني بلقبه الرابع لينفرد بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب متفوقا على نظيريه الإيراني والسعودي اللذين توج كل منهما باللقب ثلاث مرات ليصبح محاربو الساموراي هم الأكثر نجاحا في البطولة الآسيوية. ولم يقدم المنتخب الياباني العروض المتوقعة منه في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وخرج من الدور الأول للبطولة صفر اليدين، ثم سقط مبكرا في رحلة الدفاع عن اللقب الآسيوي، وخرج من دور الثمانية في نسخة 2015 بأستراليا. ولكن الأداء القوي واجتياز الدور الأول في مونديال 2018 في روسيا ضاعف من حجم الترشيحات والتوقعات التي ترافق محاربي الساموراي في رحلتهم إلى الإمارات لاستعادة اللقب الآسيوي خلال النسخة السابعة عشرة التي تستضيفها الإمارات من الخامس من يناير الحالي إلى أول فبراير المقبل. وبعد أربع سنوات من خسارة اللقب القاري، ما زال المنتخب الياباني مرشحا بقوة للفوز بلقب البطولة وتعزيز رقمه القياسي بإحراز لقب البطولة الخامس في تسع مشاركات فقط. وبخلاف مشاركته الأولى في كأس آسيا، وذلك في نسخة 1988 بقطر، التي خرج فيها الفريق من الدور الأول، كان المنتخب الياباني حاضرا بقوة في جميع المشاركات السبع التالية، ولم يغب عن أي نسخة للبطولة منذ بداية ظهوره فيها. وعندما استضافت بلاده البطولة في 1992، استغل المنتخب الياباني هذه الفرصة، وتوج بلقبه الأول بعد التغلب في النهائي على المنتخب السعودي حامل اللقب وقتها. ومنذ ذلك الحين، أصبح المنتخب الياباني مرشحا بقوة في كل مشاركة له في البطولة الآسيوية، خاصة مع بداية القرن الحالي بإحرازه لقب البطولة التي استضافتها لبنان عام 2000 وبلوغه نهائيات كأس العالم بانتظام منذ نسخة 1998 في فرنسا. واعتاد المنتخب الياباني الفوز على الكبار في طريقه لإحراز اللقب القاري؛ حيث تغلب في 1992 و2000 على نظيره السعودي وعلى المنتخب الصيني صاحب الأرض في نسخة 2004، ثم على المنتخب الأسترالي العنيد في نهائي 2011. ويدين المنتخب الياباني بفضل كبير في تطور مستواه إلى احتراف عديد من لاعبيه في أوروبا، خاصة في ألمانيا، لكن الفريق الحالي يعتمد على مزيج من اللاعبين الذين ينشطون في الدوري المحلي واللاعبين الذين ينشطون في بطولات دوري مختلفة بأوروبا، مثل البرتغال وهولندا وإنجلترا وألمانيا وبلجيكا. كما يمزج الفريق بين عدد من العناصر الشابة، التي أثبتت كفاءتها في الآونة الأخيرة واللاعبين أصحاب الخبرة العريضة، مثل يوتو ناجاتومو مدافع جالطة سراي التركي ومايا يوشيدا مدافع ساوثهمبتون الإنجليزي، بعدما شهدت الفترة الماضية ابتعاد عديد من الوجوه المخضرمة والقديمة التي صالت وجالت في صفوف الفريق مثل شنجي أوكازاكي وماكوتو هاسيبي. ومثلما كان الحال في المونديال الروسي، سيخوض المنتخب الياباني فعاليات كأس آسيا 2019 تحت قيادة مدرب وطني هو هاجيمي مورياسو، الذي كان مساعدا لأكيرا نيشينو خلال المونديال الروسي وجرى تصعيده إلى منصب المدير الفني بعد استقالة نيشينو عقب انتهاء المونديال. ورغم وقوعه في المجموعة السادسة متوسطة المستوى بنهائيات كأس آسيا، يواجه المنتخب الياباني المجهول في بداية رحلته بالبطولة؛ حيث يلتقي منتخب تركمانستان الذي يخوض البطولة للمرة الثانية فقط في تاريخه، وهي الأولى منذ عام 2004. ويلتقي المنتخب الياباني بعدها منتخبي عمان وأوزبكستان لتتدرج مواجهات الفريق في هذه المجموعة من حيث مستوى المنافسين تصاعديا.