تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في أميركا الجنوبية وفي كل أنحاء العالم اليوم (السبت) صوب استاد "فونتي نوفا آرينا" بمدينة سلفادور البرازيلية لمتابعة ضربة البداية في رحلة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي للبحث عن "اللقب المفقود". ويقود ميسي منتخب بلاده في مواجهة من العيار الثقيل في افتتاح مسيرة الفريق ببطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) 2019؛ حيث يلتقي نظيره الكولومبي في افتتاح مباريات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة. وتبدو المواجهة بين الفريقين بمنزلة نهائي مبكر للبطولة؛ نظرا لكون الفريقين من بين المنتخبات المرشحة للقب في النسخة الحالية، خاصة المنتخب الأرجنتيني الذي لم يعد أمامه وأمام نجمه الكبير ليونيل ميسي سوى الفوز باللقب في البطولة الحالية لمصالحة الجماهير بعد أكثر من إخفاق على مدار السنوات القليلة الماضية. ويضاعف من حدة الإثارة في هذه المواجهة وقوع الفريقين في مجموعة صعبة للغاية، تضم معهما منتخبي باراجواي العنيد وقطر المتوج أخيرا بلقب كأس آسيا 2019 في الإمارات. ولهذا، يبحث كل من الفريقين عن ضربة بداية قوية في رحلة البحث عن اللقب الغائب عن كليهما منذ سنوات، إذ أحرز التانجو الأرجنتيني آخر ألقابه ال 14 في البطولة عام 1993، فيما يعود تاريخ اللقب الوحيد للمنتخب الكولومبي (راقصو الرومبا) إلى عام 2001. وتأتي المباراة بينهما بعد عام واحد من خروج الفريق مبكرا من بطولة كأس العالم 2018 بروسيا بالسقوط في دور الستة عشر للبطولة، ما يعني أن المباراة تمثل الخطوة الأولى لكليهما في عملية تضميد الجراح. ومنذ الإخفاق في المونديال، يقود المدرب ليونيل سكالوني مسؤولية المنتخب الأرجنتيني بشكل مؤقت خلفا للمدرب خورخي سامباولي، إذ تم تعيينه بشكل مؤقت في البداية حتى نهاية عام 2018 ثم منحه الاتحاد الأرجنتين للعبة فرصة الاستمرار مع الفريق حتى نهاية كوبا أميركا 2019. وإذا كان سكالوني راغبا في الاستمرار في تدريب الفريق بعد هذه البطولة، فإنه يحتاج إلى الفوز باللقب من خلال تقديم الفريق لعروض قوية ونتائج مقنعة. وقد يكون اللقب أيضا هو المؤشر على استمرار ميسي نفسه مع الفريق؛ لأن إخفاقه مجددا مع الفريق قد يدفع لإعلان اعتزاله مجددا، والإصرار عليه هذه المرة. وكان ميسي قد أعلن اعتزاله عقب الخسارة في نهائي كوبا أميركا 2016 بركلات الترجيح أمام تشيلي، لكنه عدل عن قراره وعاد إلى صفوف الفريق. وابتعد ميسي عن صفوف المنتخب الأرجنتيني بعد الخروج المبكر من المونديال بالهزيمة 3-4 أمام المنتخب الفرنسي ولم يعد للمشاركة مع الفريق إلا في مارس الماضي. ويحلم ميسي بإحراز اللقب الأول له مع المنتخب الأرجنتيني، خاصة أنه سيحتفل بعيد ميلاده الثاني والثلاثين في 24 يونيو بعد يوم واحد فقط من مباراة فريقه أمام قطر في ختام مباريات الفريق بالدور الأول للبطولة الحالية. وتتشابه ظروف المنتخب الكولومبي مع نظيره الأرجنتيني في الآونة الأخيرة، إذ خرج الفريق من دور الستة عشر في المونديال الروسي على يد نظيره الإنجليزي، علما بأنه احتل المركز الثالث في كوبا أميركا 2016 بالولايات المتحدة. ويطمح الفريق بقيادة لاعبه الموهوب خاميس رودريجيز في تكرار إنجاز الجيل الذي توج باللقب الوحيد لكولومبيا في 2001، علما بأن الجيل الحالي يضم عديدا من اللاعبين الموهوبين الآخرين مثل المهاجم الخطير راداميل فالكاو جارسيا. وتبدو المباراة بين الفريقين متكافئة إلى حد بعيد لما يمتلكه الفريقان من إمكانات عالية ولاعبين متميزين. وتشهد بطولات كوبا أميركا سجلا حافلا من المواجهات بين الفريقين بخلاف المواجهات بينهما في تصفيات كأس العالم. وخلال آخر سبع مباريات رسمية بين الفريقين في كوبا أميركا وتصفيات المونديال، لم يحقق المنتخب الكولومبي أي نصر؛ ما يصب في مصلحة المنتخب الأرجنتيني، إذ يعود آخر انتصار للمنتخب الكولومبي على نظيره الأرجنتيني إلى عام 2007. وكانت آخر مباراة بين الفريقين انتهت بالتعادل السلبي، وهي المباراة الودية التي أقيمت بينهما في سبتمبر الماضي. وفي الإطار نفسه، يستهل منتخبا فنزويلاوبيرو مشواريهما في البطولة بمواجهة قوية بينهما في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الأولى للبطولة التي تستضيفها البرازيل. وسبق لمنتخب بيرو الفوز بلقب كوبا أميركا مرتين من قبل عامي 1939 و1975 خلال 31 مشاركة سابقة للفريق، أما منتخب فنزويلا فكانت أفضل نتائجه السابقة احتلال المركز الرابع في نسخة 2011، وبالتالي فإن التاريخ قد يرجح كفة بيرو بعض الشيء. وخلال الأشهر السابقة للبطولة خاض منتخب فنزويلا خمس مباريات ودية، إذ تغلب على الأرجنتين 3-1 وخسر أمام منتخب كاتالونيا 1-2 وتعادل مع الإكوادور 1-1 وخسر أمام المكسيك 1-3 وتغلب على أميركا 3-صفر. أما منتخب بيرو فخاض أربع مباريات ودية استعدادا للبطولة، إذ فاز على باراجواي 1-صفر ثم خسر أمام السلفادور صفر-2 وتغلب على كوستاريكا 1-صفر ثم سقط أمام كولومبيا بثلاثة أهداف دون رد. ويعتمد منتخب فنزويلا بشكل كبير على جهود مهاجمه سالومون روندون، الذي أصبح الهداف التاريخي للفريق بتسجيله 25 هدفا متفوقا بفارق هدفين على الرقم القياسي السابق لخوان أرانجو، كما تألق روندون في الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما سجل 11 هدفا وصنع ثمانية أهداف مع نيوكاسل. أما منتخب بيرو فبكل تأكيد سيكون اعتماده بشكل أساس على مهاجمه التاريخي خوسيه باولو جيريرو البالغ من العمر 35 عاما، الذي يتم اعتباره بطلا قوميا في بلاده. وعلى مستوى المواجهات السابقة، التقى المنتخبان الفنزويلي والبيروفي 34 مرة من قبل، إذ فازت بيرو 20 مرة مقابل ستة انتصارات فقط لفنزويلا وحسم التعادل ست مواجهات بينهما. كولومبيا