لا مانع شرعاً من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أي لغة أخرى بشرط أن يكون المترجم أميناً عالماً.. بل إن ذلك مطلوب شرعاً؛ لأن القرآن العظيم نزل للناس أجمعين، وترجمة معانيه إلى لغاتهم مما يسهل وصوله إليهم واطلاعهم عليه. ولكن بنفس الوقت الحذر من ترجمته الحرفية..، لأن الترجمة الحرفية معناها ذكر المرادف أو المقابل للفظ من اللغة الأخرى، وهذا ما لا يمكن في اللغة العربية، وذلك لسعتها وعمقها اللغوي والبلاغة التي تختص بها العربية ويقل نظيرها في اللغات الأخرى، فإذا ترجم القرآن ترجمة حرفية تغير المعنى.. وقد ترجم بعضهم قول الله تعالى:" هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ "{البقرة187} ترجمة حرفية.. فقال: هن ثياب لكم وأنتم ثياب لهن، فليس المقصود باللباس هنا اللباس الحسي.. وإنما هو السكن والستر، فكل واحد منهما ستر وسكن لصاحبه. إذاً معنى هذا التفسير والتعبير: هو الإطلاق والإباحة.. هذا كله.. فكيف لو كانت ترجمة القرآن الكريم على هيئة قصص مصورة بحجة تسهيل على الطفل فهمه بطريقة سلسلة وسهلة الحفظ. هذه الترجمة وتجسيدها برسوم متحركة.. يجب عدم تركها نهبة لأفراد يجتهدون بطريقتهم في عرض معاني القرآن الكريم مصورة، فيقعون في ما سبق من محاذير، لهذا لا بد من إشراف علماء ذوي ثقة على إنتاج مثل هذه الوسائل التعليمية. الخلاصة مما سبق.. أننا لا نعارض أصل فكرة استعمال الرسوم للأطفال في توضيح بعض معاني القرآن الكريم، ولكننا نحذر مما يقع خلال ذلك من مخاطر، ونحذر من التجاوزات التي لا تحبب القرآن في نفوس الناشئة. إن جهود الترجمة لكتب الأطفال.. لا تتمُّ وَفْق معايير مُوحَّدة، ولتحقيق غايات مُتَّفق عليها عربيًّا، بل هي جهود متفاوتة ومتباينة الأهداف.