انطلقت أعمال المنتدى السنوي للقيم الدينية والإنسانية لمجموعة العشرين، بالعاصمة اليابانية طوكيو، تحت عنوان: (العمل من أجل السلام والناس وكوكب الأرض.. التحديات التي تواجه مجموعة العشرين)، بمشاركة منظمات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ وحضور 2000 مشارك في جلسات المؤتمر لتبادل الخبرات وإعداد التوصيات. ويهدف المنتدى السنوي للمؤسسات المختصة بالحوار إلى أهمية دور القيم الدينية والإنسانية في مجالات التنمية المستدامة، وبناء شبكة من المؤسسات العاملة للحوار حول موضوعات القيم الدينية والإنسانية وعلاقتها بصناعة السياسات، والاقتصاد والقضايا الاجتماعية. واستضاف المنتدى معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر؛ لإلقاء الكلمة الرئيسة في الافتتاح، بالإضافة إلى المشاركة في عدة جلسات؛ عرفانا وتقديرا بمبادرة المملكة العربية السعودية في تأسيس المركز؛ وتقديرا لإنجازات مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ودوره المبذول في تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسّسات الدينية لمساندة صانعي السياسات، وخاصة في مجال القيم الدينية، والإنسانية المشتركة. وأكّد ابن معمر أهمية الدور الذي يضطلع به منتدى القيم لمجموعة العشرين في تسليط الضوء على الأعمال والإسهامات الحيوية للمجتمعات، والقيادات، والمنظمات الدينية في التعامل مع العديد من قضايا التنمية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تؤثّر على العالم اليوم، والهدف الرئيس هو جلب الأفكار والرؤى المتعمقة بشأن بعض التحديات المُلحة التي تواجه العالم، وتوجيه انتباه واهتمام قادة المجموعة إليها لمناقشتها على طاولة قمة مجموعة العشرين، في الأسابيع القادمة، مشيرًا إلى أن بعض المشكلات التي تواجه العالم ليست جديدة؛ فالحروب والعنف والفقر وتغير المناخ كانت قضايا حاضرة ضمن جدول الأعمال العالمي لعقود، موضحًا أن هناك تحديات جديدة ينبغي مواجهتها، مثل: الثورة التكنولوجيَّة؛ فضلاً عن العملة الرقْمية والذكاء الاصطناعي اللذين لا يمتَّان بصورة عامَّة إلى القيم الدينية، وكذلك النزاعات؛ التجارية أو العقوبات؛ ما أدّى إلى حدوث تغييرات جذرية في الطريقة التي نتواصل بها مع بعضنا البعض، ونشأت معها الفرص والتحديات كذلك. وأوضح أن تأسيس مركز الحوار العالمي، العام 2012م، من أجل تعزيز الحوار بين أتباع الأديان على أساس القيم المشتركة، كمنظمة دولية، وحيدة يحكمها مجلسٌ من دول ومجلس إدارة من القيادات الدينية، للإسهام في بناء إجماع قائم على الحوار بخصوص أي قضية من القضايا. وأشار إلى تجربة المركز التي تؤكّد أنه عندما يواجه المجتمعات أحداثا مشتركة من العنف والصراع؛ فإن الحلول، تكمن في التركيز على القيم والأخلاق المشتركة في دينهم في حوار منظَّم أن يمهد الطريق للسلام والعيش المشترك. واستعرض معاليه جهود مركز الحوار العالمي في تسخير أدوات الحوار ووسائله؛ لترسيخ التعايش واحترام التنوع وقبول التعددية تحت مظلة المواطنة المشتركة. وشدّد على أهمية التضامن والرغبة في تحقيق السلام والتعايش والعدالة كقيم إنسانية مشتركة في جميع الأديان؛ مؤكداً ضرورة ترسيخ رؤية أكثر شمولية حينما ننظر إلى القيم الدينية والإنسانية كونه جزءًا أساسيًا من الحل، وليس، كما هي الحال دائمًا، جزءًا من المشكلة.