شارك مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، في فعاليات المنتدى الدولي الخامس G20 للمؤسسات التي تعنى بالحوار حول القيم الدينية وعلاقتها بقضايا الاقتصاد والتنمية للنهوض بدور كبير وفاعل لما فيه خير المجتمعات الإنسانية، وتركز الحوارات حول مواضيع البيئة والمرأة والعمل والمعونة الإنسانية والصحة والتعليم والأمن العالمي وحقوق الإنسان وسيادة القانون، بمشاركة مؤسسات عالمية مهتمة بمواضيع القيم الدينية. وأقيم منتدى هذا العام بعنوان "بناء توافق في الآراء من أجل التنمية المستدامة: مساهمات القيم الدينية من أجل مستقبل كريم"، في العاصمة الأرجنتينية بيونيس آيرس، بحضور ممثلين من المنظمات الدولية والأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني؛ لتبادل الخبرات وإعداد التوصيات المناسبة التي من المأمول المساهمة بها في قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في العاصمة الأرجنتينية خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر 2018. ويهدف منتدى G20 السنوي للمؤسسات المختصة بالحوار حول دور القيم الدينية في مجالات التنمية الشاملة، هذا العام، إلى بناء شبكة من المؤسسات العاملة للحوار حول موضوعات القيم الدينية وعلاقتها بصناعة السياسات. كما يهدف أيضًا إلى إبراز مساهمات القيم الدينية والمجتمعية فيما يتعلق بأهم القضايا العالمية التي من المتوقع أن تكون محور اهتمام قادة دول العالم في اجتماع قمة العشرين القادم. وشارك الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن معمَّر، بكلمة في حفل افتتاح المنتدى الذي أقيم في مقر وزارة الخارجية الأرجنتينية، وافتتحته نائبة الرئيس الأرجنتيني غابريلا ميتشاني، بكلمة، أعربت خلالها عن سعادتها بتواجدها في هذا المنتدى الدولي المهم، لدعم مبادراته وقضاياه الإنسانية المهمة، واعتزاز الأرجنتين بدعم هذه الشراكة بين المنتدى المشترك ومجموعة العشرين، الذي يشكِّل فرصة لبناء جسور بين مؤسسات الحوار العالمية وصناع السياسات يسعى قادة العالم لتحقيقها؛ لتعكس توجهات مؤتمرات القمة الاقتصادية لمجموعة العشرين. وأشارت إلى أن جميع المجتمعين في هذا المنتدى متفقون على أن الدين له رسالة والقيم الدينية لهما دور رئيس في دعم الحلول المناسبة لمعالجة كثير من التحديات التي تواجه العالم اليوم؛ ما يفرض أهمية التعاون والحوار بين أتباع الأديان من أجل تعزيز المواقف المتبادلة. وأعرب ابن معمّر في كلمته عن اعتزاز المركز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) كمنظمة دولية تم تأسيسها بمبادرة من المملكة العربية السعودية عضو مجموعة العشرين، ويشارك في تأسيس المركز جمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان، ويضم في مجلس إدارته أعضاء من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس، بالمشاركة في أعمال هذا المنتدى العالمي. وأعرب عن أمله في أن تساهم نتائج هذا المنتدى في دعم الجهود المبذولة لنجاح القمة التي تجمع قادة العالم في G20، خصوصًا أن بيونس أيرس هي المدينة العالمية التي تم إعلانها لتكون مدينة الحوار بين أتباع الأديان؛ ومرجعًا إقليميًا ودوليًا في هذا الخصوص، مذكِّرًا بجهود مؤسسات الحوار والمؤسسات والقيادات الدينية، الذين عملوا بحماسة وشغف للحفاظ على التعايش بين أتباع الأديان وتعزيزه داخل جمهورية الأرجنتين وخارجها؛ حيث قاد الكاردينال خورخي بيرغوليو، (البابا فرنسيس)، جهودًا لبناء جسور التفاهم والتعاون بين المجتمعات الدينية. وقال: منذ ما يقرب من عقدين من الزمان حيث أسس ثلاثة من ممثلي الأديان من المسلمين والمسيحيين واليهود معهد حوار أتباع الأديان، مؤكداً على أن صانعي السياسات في المؤسسات الدولية والإقليمية يشاركون مشاركة فاعلة في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان، وأن مبادرات الأرجنتين في التعايش والحوار بين أتباع الأديان، تعد من المبادرات الرائدة عالمياً. واستعرض ابن معمر جهود المركز العالمي للحوار في أجزاء مختلفة من العالم، ولاسيما في الأماكن التي يكون فيها استغلال الدين عاملاً رئيسًا في النزاعات، مشيرًا إلى دعم المركز لإنشاء منصات للحوار، التي تجمع بين الأفراد والمؤسسات من أديان وثقافات متنوعة في كلٍّ من: نيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والمنطقة العربية وميانمار، ويستخدمونها كمساحات مشتركة لمناقشة التحديات، وصياغة التوجهات والتوصيات لمساندة صانعي السياسات في سبيل تعزيز التعايش في تلك المجتمعات، بالإضافة إلى تغطية مساحة عمل المركز في أجزاء أخرى من العالم لتعزيز دور الحوار والقيم الدينية لبناء السلام والتعايش ، والجهود التي يقوم بها المركز مع اللاجئين. وأكّد ابن معمّر على التزام المركز على المستوى العالمي أيضًا بإقامة شراكات مع المنظمات الوطنية والدولية، وخصوصًا الجهات المختصة في مجموعة العشرين التي تجمع قادة ثلثي سكان العالم، ويشكل منتداه هدفًا مثاليًا بالنسبة لبرامج المركز في هذا الخصوص. يُشار إلى أن المنتدى (G20 لمؤسسات القيم الدينية)، منصة تبذل فيها الجهود للمشاركة بنتائجها في اجتماعات مجموعة العشرين سنويًا، ويشكِّل فرصة لتبادل الخبرات حول أهداف التنمية المستدامة (SDG) . وعقد المنتدى خلال السنوات الخمس الماضية في أستراليا (2014م)؛ تركيا (2015م)؛ الصين (2016م)؛ ألمانيا (2017م)، والأرجنتين (2018م)؛ وقد عزز المركز مشاركاته العالمية بهدف تفعيل ما تم الاتفاق عليه في نيويورك بتشكيل المجلس الاستشاري للجنة هيئة الأممالمتحدة حول الدين والتنمية وفقا لسبق.