عند التخطيط لفعاليات الأعياد في المدن، مثل: الرياض، جدة، والدمام، هل يؤخذ في الحسبان الإنسان أم المكان؟ وأي إنسان نقصد هنا، ساكن المدينة أم زائرها؟ أسئلة كثيرة تدور في أحاديث مجالس العيد، التي يلفت نظر المرء فيها أنها تمثل سكان المدينة، التي لا تعنيهم فعاليات العيد فيها وكأنها تقام في بلد آخر. قد يأتي من قد يعتبرها مبالغة، وربما يشاركه آخر، وأن هذه ملاحظة من رواسب ثقافة من داخل السور أو خارجه. أعتقد أنها لا هذه ولا تلك، وإنما هي جزء من حديث مكرر، وأن أمانات تلك المدن لا تستطلع آراء سكان المدينة بشكل علمي منتظم، وليس قياس الانطباع بعد الفعاليات من أشخاص معظمهم من زوار المدينة. عموما قد تكون المدينة طاردة على مدار العام، فتدفع أهلها إلى الانكفاء الذاتي أو المغادرة. أستطيع القول إن تخطيط الفعاليات السياحية للمناسبات الدينية والوطنية بات جاذبا لزوار المدن السعودية من غير أهل تلك المدن، خاصة من المراكز والقرى من حول المدينة، وفي هذا نجاح تدريجي وتراكمي، ولكن الترفيه لأهل المدن يحتاج إلى عمل تصاعدي، ويأخذ في الحسبان زحام المدينة، فمن الصعب مثلا أن تذهب من شمال مدينة الرياض إلى جنوبها من أجل حضور فيلم فقط لتوفر المقاعد، الذي يعكس الندرة وقوانين الجشع النابعة منها. ويبقى السؤال: ماذا يعمل أهل المدن في الأعياد إذا لم تجذبهم فعاليات العيد في مدينتهم؟ الجواب بكل بساطة: التخطيط الأسري الموازي للتخطيط البلدي أو التجاري الخدمي. نعم، بعض الأسر تخطط مبكرا لمناسبات أعيادها، وبعض الأسر تكتفي باللجوء إلى الاستراحات. ومهما كان الخيار فإن مناسبات المدينة ليست جزءا من جدول تلك الأسر. أظن أن الأسبق للتفكير في تغيير الخطة هو الجانب التجاري، الذي سيخرج لنا بفعاليات أعياد قد تفرق المجتمع اقتصاديا أكثر مما هو عليه الحال الآن. أبرز الفعاليات لأهل المدن هو تجمع الأسر السنوي، الذي لا يجدون بديلا عن صالات الأفراح أو الاستراحات، وهناك مدن عالمية مثل لوس أنجلوس ونيويورك ولندن وبروكسل أصبحت الحدائق العامة مركزا لأعياد الأسر في المدن. فهل سيكون في أمانة المدينة قسم لتخطيط الفعاليات، يأخذ في الحسبان سكان المدينة، وأن التخطيط على مدار العام وليس لحدث طارئ كما تعودت تلك الأقسام وتستمر في النوم طيلة العام، أو تسليم الموضوع لشركات تتحرك وفق تدفق مالي، بينما الأسرة ستدفع مقابل الخدمة؟ ولعل لنا في المخيمات الحكومية خير مثال ودون توضيح أكثر. وكل عام وأنتم بخير في مدينتكم.