في يوم الخميس ليلة الجمعة 11 /9 / 1440ه، أبلغتني ابنتي بوفاة خالها اللواء الأستاذ الدكتور فهد بن أحمد الشعلان، وانتقاله لجوار ربه، بعد مرض عضال ألم به قرابة العامين، وقد أحدث ذلك غصة وحرقة في قلوب محبيه وأقاربه وأصدقائه، وهم كثر صلوا عليه، وحضروا جنازته، ودفنه في مقبرة النسيم، وتلقي العزاء فيه. والفقيد - رحمه الله - قضى سنين عمره في خدمة دينه ومليكه ووطنه ضابطاً، وكاتباً، ومؤلفاً، وقائداً لكلية الملك فهد الأمنية، ومستشاراً في مكتب سمو وزير الداخلية، وأكاديمياً (أستاذ دكتور) في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تخرج على يده المئات من الضباط، وأنجز العشرات من الكتب والمقالات والدراسات والمؤلفات في الأمن والإدارة والاستراتيجيات، ولعل من أبرزها كتابه عن إدارة الأزمات، وأشرف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، وكان محل ثقة ولاة الأمر فيما كلف به من مهمات وأعمال وتقدير واحترام زملائه وتلاميذه. وعرف - رحمه الله - بكرم الأخلاق، والبشاشة، ورحابة الصدر، والوقوف إلى جانب المحتاجين، وحل مشكلاتهم بما له من علاقات وجاه بالشفاعة الحسنة. فكم من مريض ومحتاج ومدين وقف إلى جانبه، وأعانه على قضاء حاجته، وتيسير أمره. وقد شرفت بمعرفته بزواجي من أخته الصغرى قبل أربعة وعشرين عاماً، كان لي الأخ الكبير الناصح الذي لم تلده أمي بحكمته، وحسن معشره، ولطف حديثه، الحريص على جمع العائلة والأسرة من أقارب وأصهار وأنساب وأصدقاء، والسؤال عنهم، وتفقد أحوالهم. كان - رحمه الله - باراً بوالديه ملازماً لهما، لا يسافر في مهمة إلا بعد أن يمر عليهما، ويسلم عليهما، ويودعهما، ويطلب رضاهما، وعند عودته من السفر يذهب لبيت والديه، ويسلم عليهما قبل أن يمر على بيته. وقف إلى جانبهما في مرضهما في آخر أيامهما - رحمهما الله - وبذل كل جهد لعلاجهما، وكان يقول لي اليوم نذهب بهما للمستشفى ونرعاهما ونعالجهما، وغداً سيذهب بنا أبناؤنا إلى المستشفى إذا كبرنا ومرضنا، وهذا ما حدث يا أبا ماجد، فبرك انعكس على بر أبنائك بك فقد كانوا نعم الأبناء البررة (ماجد وفراس وأحمد وأخواتهم)، ومن خلفهم وأمامهم زوجك المخلصة رفيقة دربك أم ماجد لازموك طيلة فترة مرضك في الرياض وفي ألمانيا وبذلوا الوقت والجهد والتفرغ من أعمالهم وأشغالهم وسهروا على راحتك براً واقتداء بك. رحمك الله يا أبا ماجد رحمة واسعة، وغفر لك، ورفع قدرك في العليين، وجمعنا معك في مستقر رحمته، وعزاؤنا في أخويك عبدالرحمن وعبدالله، وأبنائك البررة ماجد وفراس وأحمد وبناتك وزوجك أم ماجد الصابرة المحتسبة، وفي هذا الجمع الكبير الذي صلى عليك، وشهد جنازتك وفي سيرتك العطرة الحسنة ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.