مع أنني لست من هواة السفر خارج البلاد ولكنني من هواة التغيير والانتقال في الداخل ودون شك أن السفر له فوائد جمة ومهمة وقد وصف ذلك الإمام الشافعي -رحمه الله- في أبياته المشهورة: تَغَرَّب عن الأوطان في طلب العُلا.. وسافر ففي الأسفار خمسُ فوائد تفريجُ همٍّ واكتسابُ معيشة.. وعلمٌ وآدابٌ وصُحبةُ ماجد. لذا على الإنسان أن يغير الروتين المعتاد والانحباس بين الأربعة جدران في المنزل أو في مقر العمل حتى وإن كان للقرية المجاورة؛ لأن هناك من يرى أن السفر مجهد وباعث على الضغوط ومكلف لكن فيه مغامرة واكتشاف ومتعة ترى أشياء جديدة لم ترها من قبل ويتجدد لديك النشاط، لأنك في السفر تحاول الانفصال بالنفس عن أعباء الحياة وروتينها وهو مكسب لعقل الإنسان وجسده. ويجعلك أكثر حيوية ويجنبك الرتابة مهما كان نوع السفر فهو يكسر المعايير ويحقن الإنسان بجرعات عالية من الطاقة والثقافة. السفر ممتع حتى وإن لم تقض وقتك على الشاطئ أو في تسلق الجبال فيكفي أن تستنشق الهواء النقي والاستمتاع بأشعة الشمس. ويكفي أن الشخص يتنفس الهواء الخارجي ويجدد الأكسجين. إنّ السفر من الأمور الممتعة فقد يكون لغايات اجتماعية أو ترفيهية أو تعليمية، وربما يكون رحلة دراسة أو عمل أو مع الأهل للترفيه رفقة طيبة ولكن لا شكّ أنّ به متعة واكتساب فوائد جديدة عن ثقافة وحضارة البلد التي تسافر لها، اضرب في كل أرجاء الدنيا سافر حيث شئت، سترى أشياء كثيرة في العالم تغنيك وتفتح أمامك أفاقاً كثيرة لم تكن تخطر لك على بال كل هذا يجدد نشاطك ويزيد ثقافتك ويريح أعصابك. وعند السفر للبلاد غير الإسلامية التزم بالأخلاق الحسنة الإسلامية التي كان عليها سيد هذه الأمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى بها أمته حيث قال: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). وأدعو الناس بخلقك الطيب، بالمعاملة الحسنة، كن ودوداً معهم، كن صبوراً عليهم، قدم المعونة للآخرين، بهذه الأخلاق الحسنة سوف يُعجب الناس بك، وقد يتقربون منك وينجذبون إليك، بعد ذلك يفتشون ويتفحصون عن معدنك وعن دينك حينها تكون بلغت رسالتك كما يجب. وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والسداد.