روى الترمذي في السنن عن أنس رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم ( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ). الغربة أحد الميادين لتهيئة الإنسان وإكسابه المعرفة وكيفية الاعتماد على النفس، والتعامل مع الآخرين باختلاف طبائعهم أو انتماءاتهم ، تجعله قادراً على مواجهة التحديات العديدة بمفرده دون عون الآخرين له . الغربة نقطة تحول في حياة الإنسان تذهب به بعيداً عن عالمه المعتاد إلى عالم آخر و ثقافة أُخرى وأناس جدد وحياة جديدة يستقي من تجاربها فترويه الطاقة الهائلة التي يمد بها الإنسان حياته، وتصقل شخصيته وتعلمه الصبر على مشقة الترحال فلا ينحصر في ذات نفسه، ولا ينحصر في واقعه الضيق القريب، بل ينفذ للمستقبل على ضوء الحاضر. الغربة تجربة فريدة وممتعة لمن له صبر ويقين وعزيمة لا تلين, لكنها مخيفة لمن إيمانهم ضعيف وصبرهم شحيح الذين ينجرفون وراء الملهيات ومسليات الحياة ويتركون هدفهم الذي تغربوا لأجله فالنفس داعية إلى الملل والسآمة والراحة فإذا طاوع المُغترب ملذات نفسه قادته إلى الحسرة والندامة. قال الإمام علي رضي الله عنه: تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرجُ همٍ واكتسابُ معيشةٍ وعلمٌ وآدابٌ وصحبةُ ماجد ولا ننسى دور الملحقيات الثقافية في دعم الطلاب المغتربين لكي يتموا دراستهم ويحققوا أهدافهم تجاه وطنهم الغالي . متمنياً لزملائي وزميلاتي التوفيق والنجاح و أن يعودوا الى أرض وطنهم سالمين غانمين وان يستفيدوا من المعارف والخبرات التي اكتسبوها ليخدموا بها دينهم ووطنهم. *كلية الهندسة -جامعة ساوث بانك-المملكة المتحدة