خلافاً لكل ما يقال وما هو سائد فإنه من المستبعد جداً أن تذهب إيران في التوتير مع الولاياتالمتحدة إلى حدِّ المواجهة العسكرية، فالمعروف أن هؤلاء «القوم» هم أهل «تقية»، وأنهم يبطنون غير ما يظهرون، وأنهم بالنسبة لمثل هذه الأمور لديهم «فتاوى» جاهزة للتراجع عما يلوحون ويهددون به لإخافة الخصم الأميركي الذي من المؤكد والواضح أنه هو بدوره سيتحاشى في اللحظة الحاسمة عن كل تهديداته وعن إرغائه وإزباده. إنه لا يمكن لإيران، التي تتضور الآن جوعاً والتي يرفض غالبية شعبها نظامها الذي بمغامراته وألاعيبه وتطلعاته الأبعد كثيراً من إمكاناته، أن تدخل في مواجهة عسكرية مع الولاياتالمتحدة إن هي تمت بالفعل، وأغلب الظن لا بل المؤكد أنها لن تتم، فإن دولة الولي الفقيه ستعض على أصابعها ندماً وأنها ستفرخ دويلات أو دول متعددة.. دولة عربية ودولة كردية ودولة ل «البلوش» ودولة ل «اللور» ودولة ل «الآذاريين» وهذا مع أن الولي الفقيه علي خامنئي آذاري وربما يعود بنسبه البعيد إلى صفي الدين أردبيلي!. إنَّ من في رؤوسهم عقول من الإيرانيين، الذين ليس من بينهم لا قاسم سليماني ولا محمد جواد ظريف، لا يمكن أن يواصلوا استفزازهم المتصاعد للأميركيين وللعديد من دول هذه المنطقة وبعض دول العالم فأوضاعهم «لا تسرّ الصديق ولا تغيض العدا» وحقيقة أنه لا أصدقاء لهم إلاّ بشار الأسد ومجموعته وبعض الطائفيين المذهبيين العراقيين واللبنانيين ومعهم الحوثيون وفي مقدمة هؤلاء بالطبع حسن نصرالله وحزبه ورجب طيب أردوغان الذي وصل به جنون العظمة إلى حدّ أنه لم يعد يرتاح إلاّ لمن يخاطبه على أساس أنه «أمير المؤمنين»!. إنه غير ممكن لدولة وضعها كوضع إيران أن تذهب بالتصعيد مع الولاياتالمتحدة إلى حد المواجهة العسكرية الشاملة فالمفترض أنها تعرف أن هناك مثلاً عربياً من المؤكد أن معظم الإيرانيين يعرفونه على اعتبار ما كان يقول: «هِرٌّ يتبع بلبده الأسد».. والمقصود بالأسد هو «السبع» وليس بشار الأسد!.