نائب أمير تبوك يطلق حملة نثر البذور في مراعي المنطقة    منتدى المدينة للاستثمار.. يراهن على المشروعات الكبرى    انطلاق منافسات سباقات الخيل في ميدان الفروسية بالدمام الجمعة المقبل    عبد العزيز بن سعد يشهد الحفل السنوي لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة بحائل 2024    المملكة تُطلق الحوافز المعيارية لتعزيز الصناعة واستقطاب الاستثمارات    مدرب البحرين مازحاً: تمنياتي للعراق التوفيق في كأس العالم وليس غداً    سفير المملكة لدى أوكرانيا يقدّم أوراق اعتماده للرئيس فولوديمير زيلينسكي    خطة تقسيم غزة تعود إلى الواجهة    225 مليون مستفيد بجمعية هدية الحاج والمعتمر    مسفر بن شيخة المحاميد في ذمة الله    فريق علمي لدراسة مشكلة البسر بالتمور    فرصة لهطول الأمطار على الرياض القصيم الحدود الشمالية والشرقية    من رواد الشعر الشعبي في جازان.. عبدالله السلامي    تشريعات وغرامات حمايةً وانتصاراً للغة العربية    "الوعلان للتجارة" تحتفل بإطلاق "لوتس إمييا" 2025 كهربائية بقدرات فائقة        "البروتون" ينقذ أدمغة الأطفال.. دقة تستهدف الورم فقط    الترفيه تعلن عن النزالات الكبرى في فعالية UFC ضمن «موسم الرياض»    الجيلي يحتفي بقدوم محمد    جسر النعمان في خميس مشيط بلا وسائل سلامة    وزير داخلية الكويت يطلع على أحدث تقنيات مركز عمليات 911 بالرياض    عمان تواجه قطر.. والإمارات تصطدم بالكويت    تيسير النجار تروي حكاية نجع في «بثينة»    الصقارة.. من الهواية إلى التجارة    زينة.. أول ممثلة مصرية تشارك في إنتاج تركي !    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع    قبل عطلات رأس السنة.. أسعار الحديد ترتفع    "الصحي السعودي" يعتمد حوكمة البيانات الصحية    مستشفى إيراني يصيب 9 أشخاص بالعمى في يوم واحد    5 طرق لحماية أجسامنا من غزو البلاستيك    وتقاعدت قائدة التعليم في أملج.. نوال سنيور    «بعثرة النفايات» تهدد طفلة بريطانية بالسجن    رشا مسعود.. طموح وصل القمة    "فُلك البحرية " تبني 5600 حاوية بحرية مزود بتقنية GPS    استدامة الحياة الفطرية    قدرات عالية وخدمات إنسانية ناصعة.. "الداخلية".. أمن وارف وأعلى مؤشر ثقة    آبل تطور جرس باب بتقنية تعرف الوجه    محمد بن سلمان... القائد الملهم    تنمية مهارات الكتابه الابداعية لدى الطلاب    منصة لاستكشاف الرؤى الإبداعية.. «فنون العلا».. إبداعات محلية وعالمية    محافظ جدة يطلع على برامج "قمم الشبابية"    البرازيلي «فونسيكا» يتوج بلقب بطولة الجيل القادم للتنس 2024    هجوم ألمانيا.. مشهد بشع وسقوط أبشع!    سيكلوجية السماح    عبد المطلب    زاروا معرض ومتحف السيرة النبوية.. ضيوف «برنامج خادم الحرمين» يشكرون القيادة    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    26 مستوطنة إسرائيلية جديدة في عام 2024    "الداخلية" تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    إعداد خريجي الثانوية للمرحلة الجامعية    التشريعات المناسبة توفر للجميع خيارات أفضل في الحياة    سعود بن بندر يلتقي مجلس «خيرية عنك»    خادم الحرمين يرعى منتدى الرياض الدولي الإنساني    تجويد خدمات "المنافذ الحدودية" في الشرقية    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    لتعزيز الروابط النيابية وتوعية الجمهور.. تدشين الموقع الالكتروني لجمعية النواب العموم العرب    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة إيران تسقط مشروع الملالي وقدسية الخميني
نشر في الرياض يوم 10 - 01 - 2018

أكد متخصصون في ندوة "الرياض" حول مستقبل ثورة الشعب الإيراني وجود الكثير من السيناريوهات المحتملة لنظام الملالي بسبب تلك الثورة.
واتفق المحاضر بكلية الملك خالد العسكرية د. نايف الوقاع، وعضو جبهة تحرير الأحواز اللواء فيصل عبدالكريم، ورئيس قسم الإعلام المتخصص بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. عبدالله العساف، والخبير في الشؤون الاإيرانية عايد الشمري، على أن الجيل الذي نشأ على ثورة 79 ثبت لديه بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القدسية للثورة ولأشخاصها هي قدسية زائفة وبالتالي سقطت المثل والقيم التي كانت تسوقها، فلا يخفى على أحد أن النظام الإيراني غارق في الفساد.
وأضافوا: هذه الثورة لم تأت بسبب عابر أو سبب واحد، بل اندلعت نتيجة أسباب متعددة ومتراكمة، فالنظام منذ نشأته، سعى لتصفية كل الرموز التي ترى أن ينتهج نهج التعايش، وكان يرى أن بعض الأنظمة ترتكز على عمود واحد مما جعله يعتمد على أربع ركائز لتمكين السلطة، لكنها تآكلت في آخر المطاف.
وطالب المشاركون بالندوة بموقف دولي حازم وأكثر قوة ووضوحاً تجاه ما يجري في الداخل الإيراني والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الذي يواجه ألة القمع والبطش من قوات النظام بعد سنوات الظلم والفقر والجوع وتضييع مقدراته لسنوات في حروب خاسرة.
ثورة قوية
وفي بداية الندوة أجاب عايد الشمري عن سؤال عن أسباب اندلاع انتفاضة الشعب الإيراني في هذا التوقيت تحديداً، وقال: هذه الانتفاضة هي ثورة لأنها تشبه ثورة 1979، وقد بدأت في مدينة مشهد التي تعد مدينة مقدسة عند المذهب الشيعي وهذا سر قوتها، وهي ثورة قوية فليس لها قائد أو موجه يستطيع أن يوقفها كما حدث في مظاهرات 2009، عندما تم القبض على الكروبي وموسوي وبالتالي تم إخماد تلك الثورة بشكل سريع.
وقد بدأت بشعارات اقتصادية محضة حيث أصبح الشعب الإيراني بكل أطيافه يرزح تحت خط الفقر، ففي عام 2000 كان يعادل الدولار 74 ألف نومان إيراني، وفي عام 2009، كانت ال100 دولار تساوي 100 ألف نومان، والآن فإن ال 100 دولار تساوي 430 ألف نومان بمعنى أن العملة خسرت ثلاثة أرباع قيمتها، فأصبحت مرتبات الموظفين ضعيفة جداً حيث إن مرتب المدرس في إيران لا يتجاوز 200 دولار.
بالإضافة إلى العنصرية التي يمارسها النظام، فالمقربون من السلطة هم الذين يحصلون على مميزات حكومية، حيث وضع النظام مميزات لفئة لا تتجاوز 5 ٪ من الشعب وهم الذين يسيطرون على البلد، بينما بقية الفئات مهملة تماماً من جانب الحكومة، فهناك 40 مليون إيراني يحصلون على مساعدات حكومية من وزارة الشؤون الاجتماعية وقد ألغيت في هذه الميزانية بسبب تردي وهبوط سعر النفط، وفي ذات الوقت رفعت الحكومة ميزانية الحرس الثوري إلى ثلاثة أضعاف، والشعب يشاهد هذه المليارات التي تمول بشار الأسد منذ أن اندلعت الثورة في سورية، إضافة إلى المليارات التي صرفت على «حزب الله» والحوثيين، في حين من المفروض أن تذهب إلى الشعب الإيراني، بينما يضطر الشاب الإيراني إلى عرض كليته للبيع ويقوم بالإعلان في الشوارع من أجل الحصول على طعام، وهناك الملايين من الإيرانيين الذين هربوا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهم لا يريدون الهجرة، لذا تحولت الثورة إلى المطالبة بإسقاط النظام، وقد رأينا حاجز الخوف ينكسر لدى المواطن الإيراني وأصبحت صور الخميني وخامنئي تداس في الأرض وتحرق بالنار.
قدسية زائفة
وحول المسار المتوقع الذي يتوقع أن تذهب له الثورة ومدى التوقعات بتمددها، علق د. نايف الوقاع: قبل أن أبين إلى أين تتجه هذه الثورة، يجب أن نؤصل لهذه المسألة لأنها مسألة حيوية تؤثر علينا تأثيراً مباشراً ومن خلال قرائتي لهذا الموضوع بشكل عميق جداً لمعرفة الأسباب التي أدت إلى قيام هذه التظاهرات العنيفة، يتضح أن هناك سبباً رئيسياً، يعززه سبب آخر، ثم أسباب مساعدة، فالسبب الرئيسي هو بلوغ الجيل الذي نشأ على الثورة 33 سنة حيث ثبت لديه بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القدسية لثورة 79 ولأشخاصها هي قدسية زائفة وبالتالي سقطت المثل والقيم التي كانت تسوقها هذه الطغمة الفاسدة فلا يخفى على أحد أن النظام الإيراني غارق في الفساد، ونذكر أن فايزة رفسنجاني اتهمت النظام بتصفية والدها، ما يعني أن النظام بدأ يأكل بعضه.
الأمر الآخر الذي يأتي بعد سقوط القيم وقدسية النظام، هو سقوط المشروع الإيراني في التهام المنطقة والتدخل السافر فيها، فلو نجح التفاف إيران على المملكة من خاصرة اليمن، لتقدمت إلى شرق السودان ثم إلى غزة وإلى جنوب لبنان وتكون قد أحكمت الطوق وشكلت دائرة وهذا يعطي النظام الإيراني قوة اقتصادية هائلة بالسيطرة على العراق وسورية والسيطرة على لبنان وتلقائياً ستتساقط دول مثل البحرين والكويت، وبالتالي تكون لديها قوة مالية هائلة تغطي على الاحتياطات التي استنزفت في الصراعات، وعلينا أن ندرك أن إيران لا تخسر كثيراً في تدخلاتها وحروبها فهي تعتمد على الخمس الذي يدفعه الشعب، والخمس الآخر يأتيها من دول الخليج الغنية، وكذلك من المخدرات وتجارة الأسلحة، فالعامل الاقتصادي ليس من الأسباب التي شوهت هذا النظام.
فكانت الحصيلة ثورة الشعب الإيراني على امتداد رقعة البلاد التي نجد فيها 70 محافظة ولا يمكن للحرس الثوري الذي يبلغ عدده 250 ألف رجل أن يسيطر على ما يزيد على 80 مليون نسمة ومن اللافت أن ليس لها قيادة انتهازية تقفز على سدة الحكم وبالتالي فإن الشعب هو الذي سيفرض إيراداته ويحرر نفسه.
والوقت مبكر للتنبؤ بالنهاية، لكن من المؤكد أن إيران لن تعود إيران السابقة حتى لو أخمدت الثورة أو تم التوصل إلى حلول وسط، فإن إيران ستخرج جريحة وممزقة وضعيقة جداً، ولا يجب أن ننتظر النهاية لهذا الحراك، بل علينا التحرك لأن صراعنا مع إيران هو صراع وجود وليس صراع مصالح وقد قصفت الرياض بصواريخ مدمرة، فهدفها امتلاك أم القرى لذلك هدفها المملكة بشكل كامل، وبالتالي يجب تطوير إستراتيجية معينة تتواءم مع قدراتنا ومع وضعنا ومع الوضع الدولي القائم مما يسمح لنا الاستفادة من الوضع الحالي حتى لا تكون مخرجات هذه الثورة في النهاية ضدنا.
أربع ركائز
وتداخل اللواء فيصل عبدالكريم: عند تقييم هذه الثورة نرى أنها لم تأت بسبب عابر أو سبب واحد، بل اندلعت نتيجة لأسباب متعددة ومتراكمة، فالنظام منذ نشأته الأولى وتسلمه السلطة سنة 1979، سعى لتصفية كل الرموز التي ترى أن ينتهج النظام النهج المسالم ونهج التعايش، لذلك قضى على الطالقاني، والمنتظري وغيرهما. وكان هذا النظام يرى أن بعض الأنظمة ترتكز على عمود واحد مما جعلهم يعتمدون على أربع ركائز لتمكين السلطة، لكنها تآكلت في آخر المطاف وقضت على الاتجاه الطائفي الذي جاء في أساسه لبث الفتن وتخريب المجتمع وحرص على أن يبدأ بالمجتمع العربي ولعل الساحة العربية تشهد على ذلك.
ولو قارنا هذه الثورة بثورة 2009، نجد أن الأخيرة كانت ثورة نظام ضد نظام ف»الخضر» كانوا في السلطة، وكانوا يهيئون الوضع للبديل وهم يظنون أنه سيأتي يوماً ويصلون فيه إلى هذه المرحلة. ونظام إيران لديه الآن العديد من السيناريوهات، تم تنفيذ بعضها، عندما وجه ممثل خامنئي بالبدء في خلق فتنة بين الشعب الإيراني من خلال أجهزتهم الأمنية ببسط الزي العربي باعتبار أن المنطقة عربية وأن يخرجوا في مسيرة ليلية مؤيدة للنظام لكي يقتل بعضهم بعضاً ليخلقوا حالة من الشك أو التردد عند الآخرين.
هذه التراكمات ليست اقتصادية فقط، بل هي معاناة قومية ونحن نعلم أن إيران تتشكل من 5 قوميات، حرمت من جميع حقوقها التي كانوا يتمتعون بها إلى حد ما في عهد الشاه، وجاءت هذه السلطة لتلغي تماماً أسماء القوميات وتحرمهم من جميع حقوقهم.
عندما قامت الثورة قامت على خلفية أن الشعب الإيراني كان شعباً متحضراً ومنفتحاً على العالم، وجاء هذا النظام لتغيير أسلوب التعامل مع الآخرين بانتهاجه نهجاً عدائيا، لذا نرى بصمات إيران موجودة في أي حدث يحدث في المنطقة العربية من أجل خلق الفتنة.
وهناك أمر يتعلق بقضية نهب الثروات حيث نجد أن الثروات أصبحت في زمرة النظام، وقد نهبوا المواطنين عام 2004 وتحصلوا على أموالهم بالخداع لأن شعارهم»عندما تريد أن تهيمن على الشعب اجعله فقيراً»، لذا ستستمر هذه الثورة وسيكون لها تطورات مستقبلية، ومن مميزاتها أنها لا تعمل بأجندة خارجية، وهدفها إسقاط النظام، بعد أن كان الشعب يردد «اللهم صل على محمد وآل محمد» كلما سمع اسم خامنئي، ومع ذلك أرى سيناريوهات معادية للثورة لكنها ستكبح النظام وتوقفه عند حده وستشعر المنطقة بالأمن والأمان.
مستقبل الثورة
وفي سؤال عن الرؤية لمستقبل هذه الانتفاضة في ظل قوة القمع الايراني المتشدد، قال د. عبدالله العساف: من المعروف أن الشعب الإيراني عبارة عن فسيفساء وخليط من ثماني عرقيات، تكون مزيجاً غير متجانس من المجتمع، وقد أدرك نظام الملالي خطورة هذا المزيج وأنه لا يستطيع التواصل معه في مشروعاته التدميرية وبالتالي خلق له عدداً من الأعداء، بداية من حرب ال 8 سنوات ثم القنبلة النووية والسلاح النووي وغيره.
وهذا الشعب هو نفسه الذي ثار على السافاك التي كانت تصنف كأقوى أجهزة الاستخبارات أمنياً وقمعياً، وتسببت في خروج الشاه.
وأعتقد أن «الباسيج» لا يستطيع مواجهة هذا الموج الهادر لأن الناس أصيبت بالملل والسأم من هذا النظام، حيث رأينا ولي الفقيه خلال العقود الأربعة الماضية يسعى إلى حقن الناس بهذه الأيديولوجيا والحوزات والخطاب السياسي المؤدلج بالتوجيه فالذين يثورون على خامنئي الآن هم الذين ولدوا في ظل الثورة ويشكلون رفضاً شعبياً عارماً، حتى الفرس الذين يشكلون العقل الأساسي لهذا النظام هم من بدؤوا الثورة، ولديهم أهداف بدأت تتبلور.
واليوم كُسِرَ حاجز الخوف وهو الأهم حتى لو بقي النظام، كما ظهرت المطالبة برحيل هذا النظام بأكمله، لكن لا يجب أن نثق في أي نظام إيراني جديد، بل يجب أن نعول على قوتنا ونبني إستراتيجيتنا، لأننا نعرف أن النظام الإيراني الحالي والقادم سيكون له تطلعات في المستقبل ونحن ضمن أهدافهم ومن ضمن المشروع الحيوي لأهدافهم سواء النظام الحالي أو النظام القادم الذي سيحل محل هذا النظام.
وسيكون عام 2018 عام مواجهة النظام الإيراني الذي أصبح قابلاً للسقوط لأن عمره الافتراضي انتهى ولم يعد الجيل الحالي يحمل نفس التوجهات التي كان يحملها الجيل الأول.
شعب صبور
وتداخلت الزميلة تواصيف المقبل: معظم المفكرين والسياسيين المحسوبين على النظام الإيراني، منشقون فكرياً أو سياسياً عن المجموعة الحاكمة، وما يجمع معظم هؤلاء أن الأجواء السياسية في الوقت الراهن تطابق تماماً المرحلة التاريخية التي مرت بها روسيا عشية الانهيار الكبير عام 1991، فهل سنشهد انهيار إيران على غرار الانهيار السابق للاتحاد السوفييتي؟
وأجاب عايد الشمري: لا شك أن هناك الكثير من المفكرين والناشطين في حقوق الإنسان المقيمين في الخارج صرحوا بأنهم يؤيدون هذه الثورة ويباركونها، أما في الداخل فأعتقد لا يوجد التأييد الكبير من المثقفين خوفاً من سخط النظام، أو لأن معظمهم مستفيدون من النظام، لذا لا نعول كثيراً على الداخل فيما يخص إصدار البيانات عن هذه المظاهرات.
وأضاف: من يعرف طبيعة الشعب الإيراني لا يمكن أن يقارنها بطبيعة الشعب الروسي، فثورة الخميني ضد الشاه استمرت تقريبا 13 شهراً والشعب الإيراني صبور ولعلنا نتذكر الاتفاق النووي الذي استغرق عدة سنوات، لذا ستتواصل هذه التظاهرات، لكن ما زال النظام قوياً ولا يستسلم بسهولة وهناك عدة سيناريوهات محتملة ومنها دخول خاتمي في المشهد الذي قال: هذه ثورة الشباب الإيراني، كذلك بدأ النظام باتهام بعض الدول الخارجية بدعم التظاهرات وبالتالي فإنهم كل يوم يقومون بإحداث أشياء من أجل الإسراع لوقف التظاهرات.
ومن أهم السيناريوهات التي يقوم بها النظام هو تدخل رجال الأمن ومشاركة أفراد الباسيج الذين ارتدوا ثياب رجال الأمن بحيث تكون هذه المواجهة بين الشعب ورجال الأمن التابعين لرجال وزارة الداخلية والظهور بمظهر يدل على أن الحرس الثوري ما زال يتعامل مع المتظاهرين بطيبة.
وهناك سيناريو محتمل يتمثل في عزل الرئيس روحاني وإسقاط خامنئي وروحاني وإسقاط نظام الملالي وبالتالي تشكيل مجلس عسكري لقيادة إيران والمحافظة على مكتسبات الدولة وعلى وجودها في العراق وسورية ولبنان.
سيناريو التهدئة
وأوضح اللواء فيصل عبدالكريم: هذه من السيناريوهات المحتملة، لكن ليس في الوقت القريب، فقد بدؤوا بحرق وتشويه كتاب الله وينشرون على اليوتيوب أن من قام بذلك هم المتظاهرون، وتمت سرقة المحلات التجارية من قبل جماعة الباسيج وتم القبض عليهم وهم يكسرون المحلات ليلاً من أجل تشويه صورة المتظاهرين.
أما السيناريو الذي سيسعون إلى اختياره هو التهدئة وقد أرسلوا المدرعات إلى مدينة أصفهان وإلى شيزار وإلى أملاير التي تسكنها قبائل اللور الشرسون وهي أهم ثلاث محافظات تم إرسال قوات مدججة إليها، في حين تعمل قوات الجيش بالدعم من الخلف.
ولا ننسى أن هذا النظام لديه شخصيات مهيأة من خلال أيديولوجيات جديدة لأن النظام الفارسي يعمل على ربط حلقات تاريخية لمنهج فارسي لأنهم يعتبرون حربهم مع العرب ليست طائفية وإنما هي قضية حرب حضارية قومية وليس من السهل ترك مواطئ القدم التي تحصلوا عليها في العراق وسورية وقد قال السيستاني: إذا سقط نائب الإمام خامنئي سوف يسقط كل شيء.
اختطاف الثورة
وتداخل د. نايف الوقاع: السؤال عميق جداً ولا شك أن هناك مشتركات قوية بين الاتحاد السوفييتي وبين إيران وهذه المشتركات تتمثل في الطبيعة الجغرافية والقومية في طبيعة الاستبداد وغالباً نجد استبدادهم ضد السنن الكونية، ومشكلة النظام الإيراني ليست بسيطة، فخامنئي لا يستطيع اختطاف الثورة أو إعادة توجيهها ومسرحية سرقة المحلات وحرق القرآن الكريم لن تنجح في ذلك، ومن وجهة نظري الأمر أعمق ويشبه سقوط الاتحاد السوفييتي.أما ما يتعلق بالمثقف الإيراني، فإنني لا أعول عليه.
وأنا شخصياً متفائل بهذه الثورة حتى لو لم تنجح 100 ٪ فالنظام الإيراني سيخرج جريحاً وذليلاً.
تفاؤل مبالغ
وقال د. عبدالله العساف: السيناريوهات الواردة هنا محتملة، لكن لا يجب أن نبالغ في التفاؤل بسقوط هذا النظام، بالرغم أنه نظام آيل إلى السقوط، ولا شك أن اختطاف الثورة أمر وارد وسبق لهم أن اختطفوا العديد من الثورات، فقد قاد رجوي ثورة ضد الخميني وهناك ثورة محمد لصدق وغيرهما من الثورات ومثل هذا الاختطاف موجود في جميع الأنظمة الفاشية في العالم، فعندما يزج بمجموعة في الشارع قبل أن تقطف الثمرة، يأتي آخرون ليستفيدوا منها.
وأرى أن النظام الإيراني يعيش حالة من الرعب فهناك خطاب سرب من مكتب المرشد يقول فيه: ما سبق أن عهدنا مثل هذه التظاهرات ولا نستطيع أن نتعامل معها وعلينا أن نقوم باستبدال أجهزتنا الأمنية والسياسية والعسكرية من أجل إيجاد حلول.
أما السيناريو الآخر المتعلق بالتضحية بروحاني فليس مقبولاً، لأن الجميع يدركون أنه مجرد سكرتير تنفيذي لا يستطيع أن يمرر أي قرار دون موافقة خامنئي أو قيادات الحرس الثوري.
وأرى أنه يجب أن نعول على الجيش الإيراني بشكل كبير خاصة عندما يلتزم الحياد أو عندما يتخذ موقفاً إيجابياً، ففي مصر وتونس وقف الجيش موقفاً إيجابياً وبالتالي نجحت الثورة في البلدين.
وأعتقد أن الجيش الإيراني يشعر أن النظام يضعه في المرتبة الثانية لأن الحرس الثوري يتكون من 150 ألف عنصر وميزانيته في عام 2017، بلغت 7 مليارات دولار، مقابل 450 ألف عنصر من الجيش النظامي بجميع قطاعاته البرية والبحرية والجوية والطيران ولم تتجاوز ميزانيته مليار دولار، مما أدى إلى تذمر بعض قيادات الجيش، لذا يجب استغلال هذه النقطة والعمل مع هذه القيادات والاستفادة من انعدام الثقة بين النظام وقيادات الجيش.
مواجهة مستبعدة
وعلق اللواء فيصل عبدالكريم: هناك منتفعون في الحرس الثوري لذلك سيحرصون على إخماد هذه الثورة، والبلدان التي ذكرها د. عبدالله ليس لديها حرس ثوري وكما تعلمون أن تسليح الحرس الثوري الإيراني أقوى بكثير من الجيش، وليس من الوارد أن يتقاتل الحرس الثوري مع الجيش.
وتداخلت الزميلة تواصيف المقبل: أحد المؤشرات التي قاربت بها سؤالي نحو انهيار النظام الإيراني على غرار الاتحاد السوفييتي هو دفع نظام الشاه لوضع الشعب تحت خط الفقر.
وأضاف اللواء فيصل عبدالكريم: دولة إيران تتكون من خمسة شعوب وكل شعب من هذه الشعوب له جذور وكانت تشكل دولة منفصلة، فهناك احتمال كبير أن تتفكك الدولة إذا حدث انهيار للسلة وتصبح خمس دول.
وتساءلت الزميلة تواصيف المقبل: هل تعتقدون أن هذه الثورة هي ثورة ضد المعتقدات الدينية، مثل الثورة الفرنسية، خصوصاً أننا نجد مشاركة للمرأة الإيرانية في التظاهرات الإيرانية؟
وأجاب عايد الشمري: كثير من الأشخاص لا يعرفون أن الشعب الإيراني ليس متديناً، فهم في الشارع ملتزمون، لكن داخل منازلهم بعيدون كل البعد عن الدين، وأغلب الإيرانيين الذين يهاجرون إلى أوروبا هم يهربون من بطش النظام.
تأثير الثورة
وتساءل الزميل جمال القحطاني: بصرف النظر عما ستؤول إليه هذه الثورة، ألا ترون أنه سيكون لها تأثير على الملفات الإقليمية؟
وأجاب د. نايف الوقاع: سيكون لها تأثير كبير ومباشر على دول الخليج العربي، ففي حال انهار النظام سريعاً سيكون تأثيره إيجابياً، وفي حال استمرار الصراع لفترة طويلة سيكون العمل على استكمال تقويض المشروع الإيراني في اليمن والعراق وسورية ولبنان واستئصاله بشكل كامل.
فإذا تفجر الوضع في إيران بشكل دموي كبير فإن تأثيره سيرتد علينا بشكل مباشر، وقد رأينا أن روسيا والاتحاد الأوروبي وأميركا لا تريد الانغماس بشكل مباشر.
وقال د. عبدالله العساف: هناك مثل يقول: عندما تحرك فراشة جناحها في طوكيو تغرق نيويورك، ونحن اليوم مع إيران في مركب واحد وما يحدث في الداخل الإيراني يؤثر علينا سلباً أو إيجاباً، والتداعيات التي ذكرها د. نايف محسوبة، لذا نرى أردوغان يقف مع الحكومة ضد الثورة خوفاً على الحدود الطويلة التي بين تركيا وإيران التي تؤدي إلى تدفق اللاجئين، إذ ليس من السهل على تركيا استقبال لاجئين من سورية وآخرين من إيران.
المهم في هذا الأمر هو ملفات اليمن وسورية والبحرين والعراق، فهناك الحشود الإيرانية وحزب الله ثم الحوثيين التي ستعمل إيران على تقويتها والنظام يعلم أن خسائره ستكون كبيرة جداً متى ما كسرت هذه الأذرع وفشل في التواصل معها وبالتالي خسر كل ما أنفقه من مال في السنوات الماضية، لذلك لا أتوقع أن يستسلم النظام الإيراني بسهولة وسيقمع ويضرب بقوة لأنه في الأساس نظام قمعي استبدادي ولديه قدرة على الصبر ورأسه صلب جداً ولا يمكن التفاهم معه بسهولة وبالرغم من الحصار عشر سنوات إلا أنه حاور الغرب حول المفاعل النووي 12 سنة إلى أن وصل معهم إلى اتفاق، لذا من المهم اليوم أن نضع إستراتيجيتنا التي تسمح لنا أن نبتر هذه الأذرع ونقطع الحبل السري الذي يغذيها من أجل مصلحتنا ومصلحة المنطقة ومصلحة أمننا، حتى لو لم يرحل النظام الإيراني فإنه يجب علينا أن نعمل على إضعافه قدر الإمكان وأن نحرص على معالجة جميع الملفات الشائكة في منطقتنا.
المجالس الخارجية
وتداخلت الزميلة نوال الجبر: من خلال انتفاضة إيران، تأسس مجلس الديمقراطيين في ألمانيا حيث أدرك الإيرانيون أن إسقاط النظام في إيران لا يتم إلا من خلال توسيع رقعة المعارضة وتوحيد نشطاء القوميات المختلفة في جبهة واحدة.
وعلق اللواء فيصل عبدالكريم: لعلكم تعلمون أن النظام الإيراني بنى سياجاً متيناً لقطع الارتباط العربي بالمنطقة ويبدو أن هذا السياج تم خرقه مؤخراً.
وهذا المجلس محاولة جادة لترك الأبواب مفتوحة أمام أي جهة تؤمن بتغيير جذري في إيران ويريده مجموعات معروفة تشعر أن هناك نزعة عنصرية، لكنه محارب بقوة، ولن يكون فعالاً، لذا لا يجب أن نعتمد على كل ما يصدر من الموجودين في المهجر.
وعلق عايد الشمري: مثل هذه المجالس ستكون مضرة بالداخل الإيراني، وقيام الإعلام العربي بتغطية نشاطاتها هو خطأ جسيم فلا يجوز إعطاؤهم أي قيمة. فالذي حرك الثورة هو موقع اسمه «آمد نيوز» وهو الذي يتحكم في الثورة ويتابعها ما يزيد على 1.5 مليون شخص، وقد سعى النظام الإيراني إلى إغلاقه، كما تم إيقاف قناة التلغرام.
وأضاف د. عبدالله العساف: معظم الإيرانيين يحبون إيران ويكرهون النظام فمثلاً نجد والي نصر علماني وشارك في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني ليزدهر بلده، وهناك مثقفون لديهم حب كبير لإيران، لكنهم لا يحبون النظام.
مستقبل الميليشيا
بدورها تساءلت الزميلة تواصيف المقبل: ماذا عن مستقبل حزب الله والحوثيين بعد سقوط نظام إيران؟
وعلى ذلك أجاب عايد الشمري: بعد تغيير نظام الملالي، فإن المنطقة كلها ستهدأ فكل شعوب المنطقة ودولها ستتغير أوضاعها، فلا أحد يشك أن النظام الإيراني أجرم في حق هذه المنطقة وخصوصاً لبنان التي كانت من أجمل دول الشرق الأوسط استقراراً وأمناً وأصبحت اليمن مخيفة منذ أن تدخل النظام الإيراني فيها.
موقف متخوف
وعن الموقف الدولي مما يحدث في إيران، قال اللواء فيصل عبدالكريم: الموقف الدولي متخوف من الأوضاع في إيران ونرى مثلاً أميركاً تتخوف من النفط وتسأل في يد من يقع النفط الإيراني؟ والرئيس الفرنسي ألغى زيارته إلى إيران إلا بعد تحقيق الحقوق المشروعة للشعب، وبدأ ابن الشاه يظهر بعد خمسين سنة ليوجه رسالة إلى إيران، لكن المواقف الدولية ستتبدل بناء على ما يستجد في الأرض.
وعلق د. نايف الوقاع: لا يجب أن نعلق جميع مشكلاتنا على النظام الإيراني ولا نتفاءل بحل مشكلات المنطقة عند زوال النظام الإيراني، فالموقف الدولي يبنى على المنفعة المباشرة وبالتالي نلاحظ أن روسيا لم تظهر بقوة كما ظهرت في سورية عندما أرسلت قواتها وهددت باستخدام السلاح النووي، لكن ليس لها موقف واضح في إيران.
ومن أهم المؤشرات التي يجب أن نقف أمامها أن الموقف الدولي موقف مرتبك تماماً ما عدا الولايات المتحدة الأميركية عندما حسم ترمب موقف أميركا من المظاهرات الإيرانية بالتأييد المطلق، وألغى الرئيس الفرنسي الزيارة إلى إيران، أما البقية ففي مرحلة توقف.
وأوضح عايد الشمري أن الاتحاد الأوروبي تحكم سياساته العوامل الاقتصادية وإيران لا يفصلها عن أوروبا سوى تركيا فقط وخوف الدول الأوروبية من نزوح الإيرانيين هو الهاجس الكبير بالنسبة لها، ولا أتوقع شيئاً من الدول الأوروبية تجاه التظاهرات الإيرانية فحينما تتدخل في أي مشكلة نجدها تتعقد، أما أميركا فمن المتوقع أن تظهر موقفاً قوياً، لكن الخيارات الأساسية ستبقى من الداخل الإيراني.
تحالف هش
وتداخل د. عبدالله العساف: أختلف مع ما طرح من آراء حول الموقف الدولي من الأحداث الإيرانية، فالولايات المتحدة والغرب بشكل عام مازال يحسب حساباته من حيث الأرباح من هذا النظام ومن النظام القادم، ويترقب ويعرف ماذا يريد، ويرتب أوضاعه حسب المنافع التي تعود على كل دولة أوروبية.
أما وجود الرئيس الأميركي فهو مهم ومفيد ويجب أن نستغله استغلالاً حاسماً، فالغرب بعيد عن الإنسانية وبعيد عن اللاجئين ويبحث عن مصالحه، ولعل أحداث سورية خير شاهد على ما ذكرته.
أما الروس فإنهم يرون إيران خطراً كبيراً جداً والتحالف الذي بينهما تحالف هش جداً، لأنهم يرون أن البعد الجيوسياسي بينهم وبين إيران والتداخل العرقي يمثل خطراً على روسيا وأن إيران لديها تطلع للتمدد داخل روسيا.
المواجهة بين الجيش والحرس الثوري مستبعدة
استبعد اللواء فيصل عبدالكريم حدوث مواجهة بين الجيش والحرس الثوري، نتيجة الثورة القائمة حالياً في إيران.
وقال: تسليح الحرس الثوري الإيراني أقوى بكثير من الجيش، وليس من الوارد أن يتقاتل الحرس الثوري مع الجيش،
وأضاف: عند تقييم هذه الثورة نرى أنها لم تأت بسبب عابر أو سبب واحد، بل اندلعت نتيجة لأسباب متعددة ومتراكمة، فالنظام منذ نشأته الأولى، سعى لتصفية كل الرموز التي ترى أن ينتهج النهج المسالم ونهج التعايش، لذلك قضى على الطالقاني، والمنتظري وغيرهما.
وكان هذا النظام يرى أن بعض الأنظمة ترتكز على عمود واحد مما جعلهم يعتمدون على أربع ركائز لتمكين السلطة، لكنها تآكلت في آخر المطاف وقضت على الاتجاه الطائفي الذي جاء في أساسه لبث الفتن وتخريب المجتمع، وحرص على أن يبدأ بالمجتمع العربي.
وتابع: إيران تتكون من خمسة شعوب، وكل شعب من هذه الشعوب له جذور، وكانت تشكل دولة منفصلة، فهناك احتمال كبير أن تتفكك الدولة إذا حدث انهيار للسلطة وتصبح خمس دول.
عاصفة الحزم عجلت غضب الشعب الإيراني
قال د. نايف الوقاع: إن عاصفة الحزم هي الخطوة الأولى التي أدت إلى التسريع بهذه الثورة، بعد أن أصبح الإيراني يتساءل: لماذا خسرنا في سورية ولم ننجح في العراق وتم تدميرنا في اليمن؟!
وأضاف أن فشل المشروع الإيراني في التهام المنطقة والتدخل السافر فيها، جعل الشعب يدرك مستقبله المظلم، فلو نجح التفاف إيران على المملكة من خاصرة اليمن، لتقدمت إلى شرق السودان ثم إلى غزة وإلى جنوب لبنان و بذلك تكون قد أحكمت الطوق وشكلت دائرة مما يعطي النظام قوة اقتصادية هائلة بالسيطرة على العراق وسورية ولبنان ثم تتساقط دول مثل البحرين والكويت، وبالتالي تكون لديها قوة مالية هائلة تغطي على الاحتياطات التي استنزفت في الصراعات، التي تعتمد على الخمس الذي يدفعه الشعب، والخمس الآخر الذي يأتيها من دول الخليج الغنية، والمخدرات وتجارة الأسلحة، فالعامل الاقتصادي ليس من الأسباب التي شوهت هذا النظام.
وسيكون لهذه الثورة تأثيراً كبيراً ومباشراً على دول الخليج العربي، ففي حال انهار النظام سريعاً سيكون التأثير إيجابياً، وفي حال استمرار الصراع لفترة طويلة سيكون العمل على استكمال تقويض المشروع الإيراني في اليمن والعراق وسورية ولبنان واستئصاله بشكل كامل، وإذا استمر الصراع لفترة طويلة، فإنني أخشى من نزوح بشري كبير إلى العراق والكويت.
إيراني يبيع كليته لتأمين لقمة العيش!
أكد عايد الشمري أن الشعب الإيراني أصبح يرزح تحت خط الفقر، ففي عام 2000 كان يعادل الدولار 74 ألف تومان إيراني، وفي عام 2009، كانت ال100 دولار تساوي 100 ألف تومان، والأن فإن ال 1000 دولار تساوي 430 ألف تومان بمعنى أن العملة خسرت ثلاثة أرباع قيمتها، فأصبحت مرتبات الموظفين ضعيفة جداً حيث إن مرتب المدرس لا يتجاوز 200 دولار.
وأضاف: يمارس النظام العنصرية بشكل كبير، فالمقربون من السلطة هم الذين يحصلون على مميزات حكومية، حيث وضع النظام مميزات لفئة لا تتجاوز 5 % من الشعب وهم الذين يسيطرون على البلد، بينما بقية الفئات مهملة تماماً من جانب الحكومة، فهناك 40 مليون إيراني يحصلون على مساعدات حكومية من وزارة الشؤون الاجتماعية وقد ألغيت في هذه الميزانية بسبب تردي وهبوط سعر النفط، وفي ذات الوقت رفعت الحكومة ميزانية الحرس الثوري إلى ثلاثة أضعاف، والشعب يشاهد هذه المليارات التي تمول بشار الأسد منذ أن اندلعت الثورة في سورية، إضافة إلى المليارات التي صرفت على «حزب الله» والحوثيين، في حين من المفروض أن تذهب إلى الشعب الإيراني، بينما يضطر الشاب الإيراني إلى عرض كليته للبيع ويقوم بالإعلان في الشوارع من أجل الحصول على طعام.
وهناك الملايين من الإيرانيين الذين هربوا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهم لا يريدون الهجرة، لذا تحولت الثورة إلى المطالبة بإسقاط النظام.
الموقف الدولي متردد وغير واضح
أوضح اللواء فيصل عبدالكريم أن الموقف الدولي متخوف من الأوضاع في إيران، فمثلاً أميركا تتخوف من النفط وتسأل: في يد من سيقع؟ والرئيس الفرنسي ألغى زيارته إلى إيران إلا بعد تحقيق الحقوق المشروعة للشعب، وبدأ ابن الشاه يظهر بعد خمسين سنة ليوجه رسالة إلى إيران، لكن المواقف الدولية ستتبدل بناء على ما يستجد على الأرض.
فيما يؤكد د. نايف الوقاع -في مداخلته- على عدم تعليق جميع مشكلاتنا على النظام الإيراني وألاّ نتفاءل بحل مشكلات المنطقة عند زوال هذا النظام، فالموقف الدولي يُبنى على المنفعة المباشرة وبالتالي نلاحظ أن روسيا لم تظهر بقوة كما ظهرت في سورية عندما أرسلت قواتها وهددت باستخدام السلاح النووي.
ومن أهم المؤشرات التي يجب أن نقف أمامها أن الموقف الدولي موقف مرتبك تماماً ما عدا الولايات المتحدة الأمركية عندما حسم ترمب موقف أميركا من التظاهرات الإيرانية بالتأييد المطلق، ألغى الرئيس الفرنسي الزيارة إلى إيران، أما البقية ففي مرحلة توقف.
فيما يرى عايد الشمري أن العوامل الاقتصادية تحكم سياسة الاتحاد الأوروبي وإيران لا يفصلها عن أوروبا سوى تركيا وخوف الدول الأوروبية من نزوح الإيرانيين هو الهاجس الكبير بالنسبة لها، ولا أتوقع شيئاً من تلك الدول.
لا موثوقية في أي نظام جديد..!
أشار د. عبدالله العساف إلى أن نظام الملالي أدرك خطورة المزيج الإيراني وأنه لا يستطيع التواصل معه في مشروعاته التدميرية وبالتالي خلق له عدداً من الأعداء، بداية من حرب ال8 سنوات ثم القنبلة النووية وغيرهما.
وقال: هذا الشعب هو نفسه الذي ثار على السافاك التي كانت تصنف كأقوى أجهزة الاستخبارات أمنياً وقمعياً، وتسبب في خروج الشاه وأعتقد أن «الباسيج» لا يستطيع مواجهة هذا الموج الهادر لأن الناس أصيبت بالملل والسأم من هذا النظام، حيث رأينا ولي الفقيه خلال العقود الأربعة الماضية يسعى إلى حقن الناس بهذه الأيديولوجيا والحوزات والخطاب السياسي المؤدلج بالتوجيه فالذين يثورون على خامنئي الأن هم الذين ولدوا في ظل الثورة ويشكلون رفضاً شعبياً عارماً، حتى الفرس الذين يشكلون العقل الأساسي لهذا النظام هم من بدؤوا الثورة، ولديهم أهداف بدأت تتبلور.
واليوم كُسِرَ حاجز الخوف وهو الأهم حتى لو بقي النظام، كما ظهرت المطالبة برحيل هذا النظام بأكمله، ويجب أن نعول على قوتنا ونبني إستراتيجيتنا.
د. الوقاع: خامنئي لا يستطيع اختطاف الثورة والصراع مع إيران ليس صراع مصالح
اللواء عبدالكريم: هدف الثورة إسقاط النظام ولا أجندات خارجية لها
د. العساف: النظام الإيراني يعيش حالة رعب.. وكسرُ حاجز الخوف الشعبي هو الأهم
الشمري: النظام أجرم بحق المنطقة وسيناريو عزل روحاني وإسقاط خامنئي وارد
ضيوف الندوة خلال حديثهم عن الثورة الإيرانية
#حضور«الرياض»
هاني وفا
جمال القحطاني
ناصر العماش
نوال الجبر
تواصيف المقبل
Your browser does not support the video tag.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.