تعمل أرامكو السعودية على مسارات تكنولوجية متعددة لتحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية التي من شأنها أن توفر منافسة أكبر ضد وحدات التكسير القائمة على الغاز الصخري الأميركي وبالتالي تغيير أساسيات المشهد الصناعي العالمي في صناعة البتروكيميائيات ولقائمها. ومن المخطط أن يتضمن مشروع «أرامكو سابك» الضخم الجاري تنفيذه في ينبع الصناعية واحدًا أو أكثر من هذه المسارات أو مجرد إعادة توحيد تكامل المصافي ووحدات التكسير لزيادة طاقة البتروكيميائيات إلى الحد الأقصى حيث يتطلع المشروع لتحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية مع الحد الأدنى من خطوات المعالجة. وتوصلت أرامكو إلى أن أحد المسارات التكنولوجية يتضمن تحويل الخام الحراري إلى الكيميائيات وهي عملية من خطوتين، الأولى تشمل مرحلة التكييف الخام حيث يتم إرسال الزيت إلى محطة المعالجة المائية حيث يخضع للمعالجة الهيدرولوجية والتكسير الهيدروجيني وإزالة الملوثات مثل المعادن والكبريت والنيتروجين والملح. وفي الخطوة الثانية يتم إرسال النفط الخام المعالج إلى وحدة التكسير بالبخار لإنتاج البتروكيميائيات. وتستهدف هذه العملية تحويل حوالي 70 % من برميل النفط إلى مواد كيميائية مقابل 8-12 % من التكوين التقليدي للمصافي ووحدات التكسير، بالإضافة إلى أن هذه العملية تؤدي إلى انخفاض بنسبة 30 % في النفقات الرأسمالية للمشروع. وتتعاون «أرامكو» في مسار تكنولوجيا الخام الحراري مع شركة الهندسة والتكنولوجيا والمعالجة «ماكدموت» و»شيفرون لوموس جلوبال» وتتوقع أرامكو أن تحقق هذه التقنية استعدادًا تجاريًا في 2020، ويمكن استخدام هذه التقنية لبناء وحدات تكسير عالمية النطاق بطاقة 1.5 مليون طن سنوياً من الإيثيلين حيث تتم معالجة حوالي 120 ألف برميل يوميًا من النفط الخام. وتشارك أرامكو أيضًا في مسار تكنولوجي متميز آخر يتمثل في تحفيز الخام للتحول للكيميائيات مع شركتي إيكسنز وتكنيب، وتنطوي العملية على معالجة الزيت في مفاعل بدرجة حرارة عالية، ويعتمد مسار المعالجة الحفازة على النجاحات السابقة لشركة أرامكو في تكسير الحفاز السائل وتستهدف العملية تحويل 60-80 % من برميل النفط إلى مواد كيميائية، مع تخفيض مماثل للنفقات الرأس مالية بنسبة 30 %. وتستهدف أرامكو الاستعداد التجاري لهذه التكنولوجيا المعالجة الحفازة للخام بعد عام من تطبيق المعالجة الحرارية أو في عام 2021. وسيعمل مسار تكنولوجيا المعالجة النفطية الحفازة أيضًا على معالجة حوالي 120 ألف برميل في اليوم من النفط الخام ولكن في سلة من الأوليفينات وليس فقط الإيثيلين، وكلتا التقنيتان تتخطيان خطوة المصفاة مما يقلل من متطلبات النفقات الرأسمالية. وإلى جانب هذه التقنيات، تعمل أرامكو في مركز البحث والتطوير التابع لها في الظهران على مسارات تقنية أخرى عالية المخاطر والتكاليف غير معلن عنها ومن شأنها أن تغير قواعد اللعب في سوق البتروكيميائيات في وقت يكمن أسباب تعدد المسارات التكنولوجية للاستخدامات المتعددة للنفط الخام السعودية ودرجاته المتعددة حيث ستستخدم عملية المعالجة الحرارية الخام العربي الخفيف وكذلك الدرجات الأخرى. في غضون ذلك، يمكن اعتبار مشروع أرامكو الضخم المخطط له مع شركة «سابك» في عام 2016 مسارًا ثالثًا وذلك باستخدام التقنيات التي أثبتت جدواها ولكن تتطلب إعادة تشكيل تكامل المصافي مع البتروكيميائيات للتوجه نحو المزيد من إنتاج المواد الكيميائية بنسبة تتراوح بين 40 و50 % من برميل النفط مقابل الطرق التقليدية 8-12 % ويستهدف هذا المشروع 3 ملايين طن سنوياً من الإيثيلين وإجمالي البتروكيميائيات والزيوت الأساسية وقدرها 9 ملايين طن سنوياً وهي في المرحلة الأولى من الهندسة والتصميم مع بدء مستهدف في عام 2025. في حين أن استحواذ أرامكو على غالبية أسهم شركة «سابك» في صفقة تبلغ قيمتها 69 مليار دولار من شأنها أن تزيد بشكل كبير من عملياتها النهائية. ومن خلال مساراتها التكنولوجية المتعددة تبقي أرامكو خياراتها مفتوحة بشأن أي من العمليات التي يجب استخدامها وكيفية ومكان تطبيق التقنيات بما في ذلك داخل المشروع الضخم. ويستخدم مشروع البتروكيميائيات على نطاق عالمي تكنولوجيا جديدة لتحويل النفط لكيميائيات قد يكلف 5 مليارات دولار أو أقل. إذا ثبت أن واحدة أو أكثر من التقنيات قابلة للتطبيق، يمكن لشركة أرامكو نشر تقنياتها في مشروعات إضافية منفصلة. ومن الواضح أن أرامكو تشارك في تسويق التقنيات الرائدة للانتقال مباشرة من النفط الخام إلى الكيميائيات متجاوزة المصافي للحصول على تركيز أكبر على اقتصاديات البتروكيميائيات.