طالب مدرب الفتح التونسي فتحي الجبال بمراجعة قرار الثمانية محترفين الأجانب في المنافسات المحلية، موضحاً أن ذلك لن يخدم مصلحة المنتخب السعودي مستقبلاً، وأرجع غياب المهاجم السعودي في المنتخب إلى تفضيل الأندية المحترفة للمهاجمين الأجانب. وتحدث مدرب الفتح التاريخي عن الإنجاز الذي حققه مع فريقه عام 2012م، وخروجهم على يد القيصومة من كأس خادم الحرمين الشريفين، في حوار خاص أجرته معه «دنيا الرياضة». * كيف رأيت مستويات الفتح هذا الموسم؟ * الحمد لله قدمنا مستوى مرضيا نوعاً ما، واكتفينا هذا الموسم بوجود الفتح في المراكز الوسطى من سلم الترتيب، وسنسعى إلى تحسين المركز خلال الجولات المقبلة. * سبق أن حققت الدوري مع الفتح عام 2012، ما الذي ينقص الفتح لتكرار ذلك؟ * إنجاز الفتح تحقق بعمل مجموعة آمنت بقدرات كل فردٍ فيها، وبالإرادة والعزيمة والتخطيط وتوفير كل متطلبات النجاح من لاعبين مميزين، إدارة فنية، وإدارية تستطيع الوصول إلى الهدف المنشود وهو إنجاز كبير لا يُنسى. * خروج الفتح من كأس خادم الحرمين الشريفين أمام القيصومة يعتبر صدمة للجماهير الفتحاوية، ما أسباب الخروج؟ * صحيح، خروجنا كان خيبة أمل لنا، وكان بالإمكان الذهاب بعيداً مع المجموعة الموجودة، ولكن مباريات كرة القدم وتحديداً بطولات الكأس لا تعترف بميزان قوى معيّن، والمقياس الوحيد هو الجدية والعطاء في الملعب، والقيصومة قدّم مباراة حماسية جيدة وكان الأجدر بالنتيجة. * هل ستبقى مع الفتح الموسم المقبل؟ * لا أستطيع الإجابة الآن، ولكن سيتحدد هذا الأمر بعد نهاية الدوري. * وماذا عن إمكانية تدريب المنتخب التونسي؟ * لم تحن الفرصة بعد، وكل مدرب ينتظر أن يحظى بذلك الشرف، ونحن سنبقى داعمين للمنتخب، سواء كنا داخل أو خارج الإطار الفني. * ما رأيك في تجربة الثمانية أجانب في المنافسات السعودية؟ * قرار ممتاز جداً لتحسين مستوى الدوري وإذابة الفوارق الفنية بين الفرق الكبيرة والصغيرة، ولكن يجب مراجعته والنظر إلى المصلحة العليا لكرة القدم السعودية وهي المنتخب طبعاً، خصوصاً أن اللاعب السعودي لا يحظى بإمكانية الاحتراف خارجياً، وفرصته القوية هنا في الدوري، وهذا سيؤثر في جاهزية لاعبي «الأخضر»، ولكن على مستوى المنافسة أعتقد أنه زاد من قوتها. * البعض توقع أن قرار الثمانية أجانب سيزيد من عدد الفرق المتنافسة على الدوري، ولكن الحال بقي كما هو، تعليقك؟ * فارق الإمكانات بين اللاعبين المحترفين وقيمة اللاعب المحلي هما اللذان صنعا الفارق، فالفرق المتنافسة جلبت لاعبين بقيمة ميزانيات أندية في الدوري، وذوي أهمية فنية عالية تصنع الفارق، كذلك العنصر المحلي يعتبر الأفضل في فرق المقدمة، لا بد أن يعلم الجميع ذلك. الثمانية أجانب سيضر المنتخب.. والدوري لم يحسم بعد * هل أنت مع تقليص هذا العدد، وإعطاء الفرصة للاعب السعودي؟ * لو ننظر من زاوية مصلحة الأندية بالطبع أن عدم التقليص هو الأفضل لإتاحة اختيارات فنية متعددة، وتنافس الفرق والإثارة ستكون حاضرة، ولكن بالنظر لمصلحة المنتخب السعودي، فأعتقد أن تقليل العدد سيعود على اللاعب السعودي بالفائدة، وستتاح له الفرصة لتطوير مستواه الفني، خصوصاً أن احترافه خارج السعودية غير وارد في المستقبل القريب. * كيف تصف تجربة المدرب الأرجنتيني خوان بيتزي مع المنتخب السعودي؟ * أرى أنه لم يُعط الوقت الكافي للحكم له أو عليه. * هل يعاني «الأخضر» غياب المهاجم الهداف؟ * صحيح؛ لأن الأندية تلعب بمهاجمين أجانب، فمن الطبيعي أن يكون هناك شح في الهجوم السعودي، إذا تحدثنا عن فترة سابقة كان هناك مالك معاذ، ياسر القحطاني، سعد الحارثي، ونايف هزازي الذين يعتبرون خيارات قوية في الهجوم، أما الآن فلا يوجد سوى مهاجم الحزم محمد الصيعري. * ماذا يحتاج اللاعب السعودي للاحتراف خارجياً؟ * يحتاج الإرادة والعزيمة من اللاعب نفسه، والدعم مادياً وتشريعياً من الاتحاد السعودي لكرة القدم، ونصيحتي للاعب السعودي الذي يعتبر ممتازا وبإمكانه الاحتراف الأوروبي أن يحسّن نواقصه البدنية والتدرب على الحياة الاحترافية منذ الصغر. * في رأيك، ما أسباب كثرة إقالات المدربين أثناء المنافسة؟ * الاستعجال على النتائج وتغيير الأهداف من فترة إلى أخرى تعتبر من أهم أسباب الإقالات، مع العلم أن نجاح الأندية لا يأتي إلا بالاستقرار الفني والتقييم الموضوعي بعيداً عن الضغوظ، والنتائج تحتاج إلى صبر لا أكثر. * كيف رأيت تقنية ال(var)؟ وهل قللت الأخطاء؟ * أرى أنها وسيلة مساعدة للحكام، وأعطت الفرق حقها، وقللت كثيرا من الأخطاء التحكيمية، وهذا الموسم بالتحديد تم جلب حكام من التصنيف الأول عالمياً، وأعتقد أن هذه التقنية ستساعد الحكام المحليين على تفادي الأخطاء، وسيقدمون مستوى جيدا. * من ترشح لتحقيق لقب الدوري؟ * الدوري ما زال بين النصر والهلال، ومن الصعوبة أن ترشح فريقا على آخر، خصوصاً أن الفارق نقطة واحدة، وكلا الفريقين يملكان مقومات تحقيق اللقب، تبقى عدد قليل من المباريات، وأعتقد من سيتعامل معها بتركيز عالٍ فسيكون بطل الدوري. * من اللاعبون الأبرز هذا الموسم؟ هناك عدة لاعبين مميزين خلال الموسم، نذكر منهم ديجانيني، غوميز، تاومبا، ماتياس، ونور الدين إمرابط. * ماذا تقول للجماهير الفتحاوية؟ * الشكر فقط لا يفي حقهم، فجماهير «النموذجي» ساندتنا في كل الظروف، وهم الداعم الأول لنا، ونعدهم دائما بالاجتهاد والعمل، وتقديم كل ما بوسعنا لإسعادهم. * كلمة أخيرة؟ * أشكركم في صحيفة الرياض على إتاحة الفرصة للتواصل مع الرياضيين، وأتمنى أن يكون حواراً هادفاً يفيد القراء الأعزاء، ورسالة أخيرة أوجهها لكل فتحاوي، أن الفتح هذا الكيان الغالي هو أسرة واحدة، ونجح بتضافر جهود الكل من دون استثناء. من تتويج الفتح بالدوري إمرابط تاوامبا غوميز