{ أكد نجم المنتخب السعودي الأول لكرة القدموالنادي الأهلي مالك معاذ، أن ما يمّر به فريقه هذا الموسم، نتيجة طبيعية لتحامل الحكام على الفريق وسلبهم حقوقه في النقاط. ووصف مستواه الحالي بحال جميع اللاعبين الذين تقل مستوياتهم لظروف خاصة، كما عزز حظوظ فريقه في البطولة الآسيوية الأهم من وجهة نظره. وأكد نجم هجوم المنتخب السعودي أن الفرصة التي سنحت لياسر القحطاني للانتقال إلى أوروبا كانت ستشكل فتحاً جديداً في طريق اللاعبين السعوديين للعب خارج بلادهم، مؤكداً إن هذه الفرصة لو سنحت له للعب في أوروبا لوافق من دون تردد، إلا أنه أكد أنه لن يلعب في السعودية لغير الأهلي الذي عشقه منذ صغره. واعتبر معاذ المقابل المادي الذي يتحصل عليه لاعبو الكرة في المملكة معقولاً مقارنة بإمكاناتهم الفنية التي تتطور من فترة إلى أخرى، وموهبتهم الكبيرة، مؤكداً أن هناك لاعبين لا يحصلون إلا على أقل من إمكاناتهم ومما يستحقونه. وأشاد بالوقفة الصادقة من جماهير النادي الأهلي، في حين يرى أن مباراة الاتحاد المقبلة بمثابة رد الدين ل"العميد"، ... فإلى تفاصيل الحوار: مالك معاذ نجم الموسم الماضي لم يقدم هذا الموسم أي مستوى يذكر، ما السبب في ذلك؟ - لا يوجد سبب بعينه، فأنا مواظب على أداء التدريبات بانضباط، وأسعى دائماً للاجتهاد وكل ما هو حاصل الآن عدم توفيق. بعد كأس آسيا مستواك في تنازل ومشاركتك في البطولة العربية خير دليل على ذلك؟ - أي لاعب يمّر بظروف والظروف التي مررت بها، سواء إصابة أو إعداد لم يكن جيداً أو ما شابه ذلك، كانت سبباً في الانخفاض الذي طرأ على مستواي الفني. ولكن في كل الأحوال أنا أحاول استعادة الثقة بنفسي، كي أعود كما كنت سابقاً، وإن كنت أرى أن ما أمرّ به الآن حالة طبيعية. في كأس العرب يقوم مدرب المنتخب آنغوس بإخراجك في كل مباراة. ألم يكن هذا دليلاً على أن مستواك لم يكن مقنعاً له كمدرب للفريق؟ - في كأس العرب المشاركة عموماً لم تكن كما كان يتوقع لها، فلم نقدم كلاعبين مستوانا المعروف، ولم نظهر بالصورة التي كنا عليها في بطولة آسيا الأخيرة، وأنا لاعب من ضمن مجموعة، وهذه كانت مفاجآت البطولة، ففي الوقت الذي كان من المتوقع أن يكون المنتخب السعودي هو البطل في تلك البطولة لم نتحصل على اللقب، بل لم نحصل إلا على المركز الثالث، وهذا دليل على عدم نجاح مشاركتنا العربية. بالعودة إلى الأهلي، كيف تراه هذا الموسم وهو يقبع في ذيل القائمة؟ - الأهلي ليس هذا مكانه، فهو البطل الذي نافس على جميع الألقاب في الموسم الماضي، واستطاع أن يحقق بطولتين من أربع شارك فيها، ولكن الظروف التي مرّ بها هذا الموسم جعلته يحتل المركز الحالي الذي لا يرضينا أبداً وليس بطموحنا، فعلى رغم أننا حققنا بطولتين الموسم الماضي كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل، وحصلنا على الأفضلية في جميع منافسات هذا الموسم، ولكن وبكل صراحة الحكام سلبوا منا نقاطاً كثيرة كنا اجدر بها، وأتحدى إن كان هناك فريق سعودي تعرض لظلم تحكيمي كما تعرضنا له هذا الموسم. هذه أمور ساعدت في جعلنا بالمركز الحالي، ولكن يبقى الأهلي بطلاً وسيكون تعويضنا في البطولات الأخرى وأهمها بطولة آسيا، التي سنحاول الحصول على لقبها لنشارك في"مونديال"الأندية في اليابان. هل الحكام هم السبب الوحيد الذي جعل الأهلي بهذا المستوى، أم أن هناك أسباباً أخرى؟ - ليس الحكام فقط، فنحن لم نكن جيدين واستعدادنا كان ناقصاً ولكن كان للتحكيم دور كبير في خسارتنا لنقاط كنا الأجدر بها، فكل متابع للرياضة السعودية شاهد ذلك الظلم الذي تعرضنا له. بعض الجماهير الأهلاوية ترى أن تغيير المدرب والإعداد السيئ للفريق وعدم وجود اللاعبين المحترفين الأكفاء في الفريق هي التي أسهمت في تدني مستوى اللاعبين عموماً؟ - الأمور الفنية بكل تأكيد تؤثر في مسيرة أي فريق، فالأهلي هذا الموسم أقام معسكراً خارجياً لم يشارك فيه من الأساسيين سوى حسين عبدالغني وصاحب العبدالله، وبقية اللاعبين الأساسيين الحالين كانوا مرتبطين بمعسكرات المنتخبات الوطنية، وكانت هناك أمور لم تساعد بوكير في ذلك الوقت، كما أن اللاعبين المحترفين السابقين للفريق لم يكونوا على قدر المستوى وليسوا بطموح الأهلي، فلدينا لاعبون أفضل منهم بكثير، والكل يعرف تأثير اللاعب الأجنبي في الفريق. وماذا عن تغيير المدرب الألماني السابق بوكير، وعودة الصربي نيبوشا بعد مطالبة جماهيرية كبيرة؟ - بوكير مدرب كبير ولا أحد ينكر ذلك فما قدمه مع الوحدة الموسم الماضي خير دليل على ذلك، ولكن كما ذكرت سابقاً لم يكن المعسكر إيجابياً لنا كلاعبين وللمدرب أيضاً، إضافة إلى عدم انسجام اللاعبين وارتباطهم بخطة المدرب التي كان يضعها، فنحن لا نتدرب مع بوكير كثيراً بحكم الارتباط بالمنتخبين الأول والأولمبي. أما بالنسبة للمدرب الحالي نيبوشا، فهو قريب منا كلاعبين ويفهمنا جيداً، ولكن عودته كانت في وقت صعب جداً، فرحيل خالد بدرة وعدم وجود المحترف الأجنبي، إضافة إلى الحظ الذي يلازمنا طوال المباريات، جميعها أمور أسهمت وبشكل واضح في تفريطنا بالنقاط. في مباراتكم أمام الاتحاد الدربي كانت العصبية واضحة على جميع لاعبي الأهلي، ما السبب في ذلك؟ - دائماً مباراة الاتحاد والأهلي يكون الشد العصبي هو الطاغي على مجريات المباراة. وقد حاولنا في تلك المباراة أن نجاري الاتحاد، ولكن ما حصل لنا في آخر الدقائق من طرد، أثّر بطبيعة الحال في نتيجة المباراة، ولكننا ننتظر المباراة المقبلة لنرد لهم الدين. ماذا عن محترفي الأهلي الحاليين كايو وليوناردو وبيانو؟ - أتمنى لهم التوفيق، وأعتقد أن كايو لاعب معروف فقد كان واحداً من أفضل اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي في العام الماضي، وبالنسبة إلى المدافع البرازيلي ليوناردو فهذا اللاعب أتوقع له مستقبلاً كبيراً مع الأهلي، فهو يملك مميزات رائعة للمدافع وكايو يعرفه جيداً وقد امتدحه لنا، وبالنسبة إلى المهاجم فال بيانو فهو هداف الدرجة الثانية في الدوري البرازيلي وهو لاعب مكسب بالتأكيد والإدارة الأهلاوية التي يترأسها أحمد المرزوقي ترى أن هذا اللاعب فيه مميزات كثيرة والمباريات المقبلة - بإذن الله - ستشهد بروزه وبشكل لافت. كيف ترى استعدادكم للمشاركة في دوري أبطال آسيا؟ - هذه البطولة مهمة لنا ونسعى في تقديم مستوانا المعروف للانتقال إلى النهائيات ومن ثم المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية حلم كل فريق آسيوي، فأن تلعب إلى جوار عمالقة الكرة في العالم فهذا شرف كبير سنسعى للحصول عليه. مستويات مجموعة الأهلي وهي السد القطري والوحدة الإماراتي والكرامة السوري متقاربة، كيف ترى حظوظ الأهلي من بين تلك الفرق؟ - هي مجموعة قوية جداً، خصوصاً أن هذه الفرق تمتلك لاعبين محترفين مميزين خصوصاً السد القطري والوحدة الإماراتي، ولكن الأهلي قادر بمشيئة الله أن على يحقق الطموح ويسعد جماهيره الوفية، وأتمنى أن نصالح جماهيرنا بالتأهل إلى البطولة الآسيوية، التي تحتاج من الجميع إلى التكاتف إدارةً وأعضاء شرف ولاعبين وجماهير. لو تحدثنا قليلاً عن اللاعبين السعوديين، كيف ترى مستوى اللاعب السعودي حالياً؟ - هناك لاعبون مميزون ويملكون موهبة كبيرة، ولا ينقصهم سوى الاحتراف الخارجي الذي بطبيعة الحال سيفتح المجال للعالم، لمعرفة إمكانات اللاعب السعودي. فمشاركتنا في أربع دورات في كأس العالم، كفيلة بأن يكون اللاعب السعودي مطمعاً للفرق الأوروبية. من مِنْ اللاعبين السعوديين مؤهل للاحتراف خارجياً؟ - هناك مجموعة كبيرة، وأعتقد أن ياسر القحطاني وسعد الحارثي وحسين عبدالغني وتيسير الجاسم ومحمد نور وحمد المنتشري، وجميع لاعبي المنتخب السعودي الأول مؤهلون. كيف تصف تجربة ياسر القحطاني مع مانشستر سيتي، التي لم يكتب لها النجاح؟ - كنت أتمنى أن يحترف ياسر في أوروبا، وهو جدير بذلك فهو يملك الموهبة التي تساعده على ذلك، إضافة إلى أنه سيفتح المجال لنا كلاعبين سعوديين للاحتراف خارجياً، الذي هو حلم كل لاعب سعودي، وسيكون المردود إيجابياً بطبيعة الحال للمنتخب السعودي. لو عُرض عليك عرض القحطاني نفسه، هل ستوافق عليه؟ - من دون تردد فهو فرصة، فاللعب مع فريق مانشستر سيتي حلم لا يتحقق بالسهولة، علماً بأن ياسر يستأهل الاحتراف في أقوى الفرق العالمية، وأعتقد أنها فرصة لن تأتي بعد ذلك بالسهولة. في المقابل كيف ترى الاحتراف في الدوري السعودي؟ - أعتقد أنه جيد فالفرق السعودية والمنتخبات الوطنية تعتبر الأبرز آسيوياً، ويعود ذلك الاحتراف اللاعب السعودي ويجعل اهتمامه منصباً في الفريق الذي يلعب له. فالدوري السعودي يعد الأقوى والأبرز عربياً إن لم يكن آسيوياً، وبشهادة الجميع وبكل تأكيد الاحتراف هو السبب الأول في قوة الدوري. أنا أعتقد بأننا نحتاج إلى كثير من التطوير في أنظمة الاحتراف، وفي طريقة تطبيقه لنصل إلى المرحلة الموجودة في أوروبا، التي تسهم في إبراز كل إمكانات اللاعب هناك. ألا ترى أن قيمة عقد اللاعب السعودي أصبحت مبالغا فيها؟ - اللاعب السعودي يملك الموهبة، وإلا لما ارتفعت أسعار عقود اللاعبين، وأنا لا أرى أنها ارتفعت، بل هناك لاعبون يستحقون مبالغ أكبر من قيمة عقودهم مع أنديتهم. لو حصلت على مبلغ عقد يسيل له اللعاب، هل سترحل من الأهلي؟ - لا أتخيل نفسي في غير النادي، الذي أحببته منذ نعومة أظفاري، ومهما كانت قيمة العقد فالأهلي قادر على إعطائي قيمة العقد التي تناسبني، لأنه النادي الذي يعطي اللاعبين حقوقهم بصدق وواقعية.