لم أعتد حقيقة الحكم على مدرب عامل قبل أن ينتهي موسمه، ليكون تقييمه عادلًا على أقل الأحوال، لكن ما فعله زوران في مباريات قليلة، أمر عجيب ومريب! يجعلنا نحكم عليه بالفشل ونحن جازمون بحكمنا، فالرجل لا يخرج عن احتمالين،فإما أن يكون جاء ليعبث بالهلال صراحة، أو أنه جاء ليتدرب على الفريق وليس ليدربه، وكلا الأمرين أمر من أخيه في الواقع، ونحن هنا سنحسن الظن بالرجل، ونرجح الثانية، فالرجل بالفعل تشعر من خلال المباريات التي أشرف عليها حتى الآن، بأنه يتدرب على الفريق! فهو في كل لقاء وفي مباريات حساسة جدًا، يجرب بعض اللاعبين، خصوصاً في منطقة الوسط والتي يركز عليها كثيرًا في خططه، ويعبث فيها كثيرًا أيضًا، وعندما يكتشف أن هؤلاء اللاعبين لا يصلحون أو لا يناسبون رؤيته الفنية، يقوم بتغييرهم في منتصف الشوط الثاني، وقد حسمت الأمور وطارت النقاط..! ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، فحتى مراكز اللاعبين يجرب فيها هي الأخرى، فالمدافع يتحول إلى محور ارتكاز، والمحور يعود للدفاع، وفي مباراة النصر غربل الفريق كله، وغير مراكز أغلب اللاعبين، وحول إدواردو إلى لاعب طرف، مما حد كثيرًا من قدراته، وقد كان أشركه في مكانه الأصلي في السابق، وأبدع معه وعاد إلى خطورته المعتادة وإلى صناعة اللعب وتسجيل الأهداف، ومباراة النصر هذه بالتحديد، هي طامة المدرب الكبرى، فهو قد دخل اللقاء من أجل التعادل فخسر، وقد بان هذا جليًا على اللاعبين وعلى تحركاتهم، منذ الدقائق الأولى من اللقاء، وقدم لنا الفريق وهو مهزوز وتائه ومستسلم، وكأنه يلعب مع البرازيل، وليس مع فريق اعتاد الفوز عليه لعقدين كاملين، في جل اللقاءات التي جمعتهما، باختصار زوران يعبث بالفريق، والهلال أكبر منه بكثير ومن إمكاناته، واستمراره مع الفريق قد يضيع كل الآمال، وقد يقصي الفريق من كل الامتيازات التي يحارب عليها، ونحن هنا لا نطالب بإقصائه، ونعلم أن الوقت حساس جدًا، نحن نطالب فقط بمساءلته، وإذا كان لا يملك أكثر من هذا، أو أصر على عبثه، فلا بد حينها من إعفائه مهما كانت العواقب.