استراتيجية ترمب بدأت تؤلم إيران.. ونظام الملالي محشور في الزاوية قال تيودور كاراسيك، كبير المحللين في معهد دول الخليج للدراسات إن قطر اخترقت الإعلام الأميركي وتستخدمه لمهاجمة أهم مشروعات التغيير الاجتماعي التي تجري في وقتنا الحاضر، وهو رؤية السعودية للعام 2030، حيث تحاول قطر عبر أدواتها تدمير المسلمات الأميركية وتشويه الحقائق وتسميم الأجواء السياسية. وأضاف كاراسيك في حوار ل"جريدة الرياض"، نعلم أن قطر عبر إعلامها العربي تستخدم أدوات التحريض والإسلام السياسي لمواجهة التحول في السعودية من منطلقات ووجهات نظر أشخاص متطرفين ولهم ارتباطات إرهابية مثل القرضاوي، فبدلاً من الاشادة العالمية بما حققته السعودية في وقت قياسي لا يتجاوز السنتين، نرى قطر تدفع لتبث الأكاذيب حول كل ما يتعلق بالسعودية، فمثلاً الخبراء جميعهم يعلمون أن الحوثي يخترق كافة الهدن واتفاقات السويد في اليمن باستمرار، كما يتسبب الحوثي بمشاكل أبعد من حدود اليمن، نرى رغم ذلك الإعلام اليساري يمرر أكاذيب أذرع قطر حول هذا الملف. ويكشف كاراسيك عن أن الكثير من الأخبار التي خرجت في الإعلام الأميركي اليساري، كان يسمعها المتحدث باللغة العربية قبل أن تخرج في أميركا من إعلام قطر، لأنه يقدم المعلومة لأعداء ترمب السياسيين بطريقة فيها الكثير من الانحياز والتحريض. ويؤكد كاراسيك أن العلاقة السعودية الأميركية التي بدأت من الحرب العالمية الثانية ستستمر لعقود قادمة، لأنها علاقة صحية وقادرة على تجاوز حالة الاستقطاب السياسي، كما تدعم الولاياتالمتحدة منذ البداية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي جاء ليمثل المستقبل الجديد، عبر عملية تحول اجتماعي تتناسب مع عمق الثقافة السعودية، وليس عملية إصلاح بالمفهوم الغربي للكلمة. وفيما يلي نص الحوار: * مسألة النظام الإيراني هي مسألة قديمة تنتقل من إدارة إلى أخرى.. هل تعتقد أننا الآن مع هذه الإدارة سنرى تغيراً لم نراه من قبل. * بحلول السنة القادمة، سنرى الكثير من الضغط المطبق على إيران، وزارة الخزانة الأميركية تبحث في المزيد من العقوبات على إيران، ولكن أيضاً تبحث الخيارات لمعاقبة المتعاملين مع إيران دون استثناءات، في مقدمة هذا، من يذهبون للتعامل بعملات غير الدولار، ظناً منهم أن هذا سيبعدهم عن العقوبات الأميركية، ولكن إدارة ترمب واعية لهذا وتبحث عن خيارات حتى للتعامل مع هذه الظاهرة. بحلول العام 2020، سنبدأ برؤية إيران تتهاوى وتتحرك بالاتجاه الذي أرادت إدارة ترمب وضع إيران فيه * أين ترى العلاقة السعودية الأميركية اليوم؟ * العلاقة السعودية الأميركية اليوم في وقت جيد، كبار المسؤولين الأميركيين يتواصلون مع نظرائهم في السعودية.. في مقدمة هذا هناك علاقة عميقة بين البلدين وما يحصل اليوم في واشنطن من ترويج حول العلاقة الهائلة بين البلدين لن يؤثر عليها وعلى عمقها والشكل الذي بنيت عليه هذه العلاقة المشتركة بين البلدين، هذه الأمور لا تحصل عادة إلا بالقانون. حين يردد بعض أعضاء الكونغرس موقف ما بشأن الصفقات العسكرية فهذا فقط تعبير رمزي من هذه الفئة فقط، ففي الواقع أنظمة بيع الأسلحة أو الإمداد بمعداتها التي تستخدمها السعودية في أرض المعركة هي صفقات قد تمت مسبقاً من سنوات.. أما الحقائق: فالعلاقة السعودية الأميركية صحية بما يكفي لتستمر وتقطع الطريق على حالة الاستقطاب، بإمكاننا أن نختلف في السياسة والاقتصاد ولكن العلاقة الاستراتيجية التي بدأت من الحرب العالمية الثانية ستستمر لسنوات وعقود قادمة. الأمير محمد بن سلمان جاء ليمثل هذا المستقبل الجديد.. وهذا المستقبل مهم جداً للسعودية كبلد يجب أن ندعمه، محمد بن سلمان يقوم بعملية "ترانسفورم" (أي نقل للمجتمع لمرحلة جديدة) وليس "ريفورم" بالشكل الغربي للكلمة والتي يستخدمها الغرب لوصف الواقع في السعودية، فالنقطة المهمة هنا، هو أن أميركا تحتاج أن تفهم أن ولي العهد ينقل البلاد إلى مكان أكثر انفتاحاً، فيه فرص أكثر للنساء والرجال ليتفوقوا بشكل متساوٍ وبشكل يراعي قوانين المملكة وثقافتها، ونلاحظ الآن أن ثقافة السعوديين وتقاليدهم قوية جداً وتقربهم من بعض للوصول لمستقبل جديد. * واحدة من الاستراتيجيات الناجحة لإدارة ترمب هي الاستراتيجية ضد إيران، نرى أيضاً الإعلام الديموقراطي يعترف بأن الاستراتيجية تنجح، النيويورك تايمز كتبت قبل أيام أن حزب الله بات عاجزاً عن دفع أي مرتبات لمقاتليه.. كيف ترى تأثير هذه الاستراتيجية على إيران وسلوك نظامها في الشرق الأوسط. * السياسة تجاه إيران والعقوبات قوية حقاً وتضغط النظام بشكل كبير لدرجة أن نظام الجمهورية الإسلامية بدأ يبحث عن طرق أخرى للوصول إلى الأموال، حتى هذا الخيار غير متاح للنظام الإيراني بسبب الضغط الأميركي على أوروبا. هذه الآليات للضغط على إيران قطعت قدرات نظام الجمهورية الإسلامية للحصول على الأموال اللازمة لتمويل مشروعاته الخارجية، ولذلك نرى التمويل لحزب الله توقف بسبب العقوبات على اقتصاد إيران والشكل الذي تطبق فيه العقوبات. من المهم معرفة الشكل الذي تعمل فيه العقوبات، وكيف ترتبط بسلوك حزب الله، من المهم فهم شبكة اقتصاد حزب الله فهي ليست فقط في لبنان بل تمتد من لبنان إلى غرب أفريقيا، وإلى أميركا اللاتينية، ومن هنا نفهم استراتيجية إدارة ترمب مع فنزويلا، ففنزويلا واحدة من خطوط الإمداد بالأموال لحزب الله وبالتالي الضغط على الطرفين سيؤدي إلى ضغط كبير على حزب الله وتمويله من إيران. * لو عدنا قليلاً إلى الوراء، أوباما دعم الحرب في اليمن حتى النهاية، وحتى الكونغرس الديمقراطي لم يكن ممانعاً ومحتجاً مثلما هو اليوم.. لماذا يحدث هذا الآن؟ o إدارة أوباما ركزت على اليمن في إطار حملة مكافحة الإرهاب وكان ضمن ذلك كيفية التعامل مع الحوثي.. للأسف إدارة اوباما لم تتعامل بالشكل المناسب مع الحوثي لأن النقاشات كانت تجري آنذاك مع إيران عبر مسقط للتأسيس لما جاء لاحقاً من اتفاق نووي أعطى النظام الإيراني هامشاً للتحرك. ولذلك إدارة ترمب دفعت بشكل أقوى من إدارة أوباما، لأن إدارة ترمب رأت الحقائق على الأرض وكيف يمكننا جلب السلام لليمن، للأسف في واشنطن الآن هناك الكثير من العواطف التي بدأت بتدمير المسلمات، ومن المسلمات أن الحوثي باستمرار يخرق هدن السويد وفي مقدمة ذلك يستمرون بالتسبب بالمشاكل في اليمن وما وراء حدود اليمن. وهنا إدارة ترمب تحاول اقناع السياسيين وكل اللاعبين في واشنطن هو أن ما يفعله الحوثي في اليمن هو تهديد مباشر ليس لحلفائنا فقط ولكن أيضاً لأميركا نفسها لأن الحوثي عميل ايراني. * شهدنا حملة إعلامية ذات طابع مسيس تهاجم السعودية، إلى أي حد كانت حملة مفتعلة؟ * نحتاج أن نفهم هنا أن من الجانب الديمقراطي في واشنطن، الديموقراطيون منزعجون لأسباب كثيرة متعلقة بسلوك ترمب وتصرفاته على صعيد السياسات المحلية، ولذلك نرى تركيز الديمقراطيين على ما يحصل في اليمن، فالشكل الذي يظهر الإعلام فيها هو بطريقة تقودها الأذرع التابعة لقطر، فهؤلاء يريدون حتماً ألا تنجح السعودية في أي جزء من استراتيجيتها ومن ضمن ذلك حرب اليمن. لكن نرى الكثير من المنتقدين لسلوك قطر أيضاً في واشنطن والخطاب الذي تنشره وبالمناسبة قطر تستهدف تحديداً التغييرات الإيجابية في السعودية، المواقف المعتدلة للسعودية. * هل يفهم الرأي العام الأميركي أن قطر تهاجم السعودية الآن مع أذرعها الإخوانية مثل "كير" تحديداً الآن مع رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، هل تفهم واشنطن لماذا يحدث هذا الآن ليس قبل عشر سنوات أو سبع سنوات؟ * الإعلام المدفوع من قطر، لديه أجندة تبحث عن طرق للنظر إلى إظهار أن الإصلاح في السعودية لا يعمل، يحاولون إعاقة هذا الإصلاح الذي يحصل في السعودية، أنا كخبير في هذا المجال أرى هذا الأمر قصور في الرؤى وخطأ استراتيجي فادح لأن أهمية العلاقة السعودية الأميركية على الصعيد الاستراتيجي هو أمر مبدئي وحساس.. بإمكاننا التحدث عن هذه العلاقة التاريخية والاختلاف حول السياسية، إلا أن البيئة الآن باتت مسممة، بسبب طريقة الإعلام محاولة إعاقة التحول في السعودية، مع حساسية وتعقيد هذا التحول في بلد يقع في وسط 3 - 4 مناطق جغرافية من العالم مع عدد كبير من السكان ما بين ريفيين وحضر فهذا واحد أكبر من أكبر التجارب الاجتماعية في وقتنا الحاضر، وهي محاولة التحول في مجتمع محافظ جداً ونقله الى مكان أكثر انفتاحاً.. وأن تفعل ذلك خلال سنتين فهذا أمر استثنائي جداً.. في الواقع تجب الإشادة بالسعودية على إنجاز هذه الأهداف في هذا الوقت القصير جداً.. لا شيء يصل إلى الكمال ولكن ما تم إنجازه ملفت جداً. إذا نظرنا إلى كيفية تعامل قطر التعامل مع التغير في السعودية، نراها تأتي بأدوات إسلاموية سياسية تؤيدها قطر وعلى رأس هذا أجندة القرضاوي، الذي يجلس في قطر ووجوده ينشر خطاب الدوحة وغيرها بنكهة سيئة، وذلك بسبب تاريخ القرضاوي كداعم للإرهاب، وبالتالي الاستخفاف بهذا الخطاب الآتي من قطر، بوجود مشاكل في السعودية، وأن رؤية 2030 لا تعمل، هي فقط حملة للأخبار المزيفة لا أكثر.