الموقف الإيجابي جداً الذي اتخذته قمة تونس العربية تجاه سورية موجه وبالتأكيد للشعب السوري وإشعاره أن أشقاءه يقفون معه وأن هضبة الجولان التي «أهداها» الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إسرائيل والاعتراف بسيادتها عليها هي أرض عربية اُحتلت في عام 1967، وأن هناك قرارات دولية في هذا الشأن وإنه بإمكان «سيد البيت الأبيض» ، إن هو استطاع، أن يهدي «حبيب قلبه» بنيامين نتنياهو ولاية أميركية وليس أرضاً يملكها الشعب السوري، فهو «أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق» والمؤكد أن هذه الأرض ستعود لأهلها وكما ستعود فلسطين وبالتأكيد للشعب الفلسطيني ذات يوم قريب أو بعيد. إن كل القادة العرب الذين حضروا قمة تونس، ربما باستثناء واحد فقط هو الذي انسحب من اجتماع عربي من أجل عيون رجب طيب أردوغان كما قال، مع عودة سورية إلى حاضنتها العربية لكن المشكلة تكمن في أنَّ بشار الأسد غير قادر على اتخاذ مثل هذه الخطوة طالما أن القرار في «قلب العروبة النابض» هو للولي الفقيه في طهران وللجنرال «الطاؤوسي» قاسم سليماني. وهكذا فإنه غير ممكن عربياً أن تأخذ سورية، التي يصفها المتربعون على كراسي الحكم في دمشق بأنها: «القطر العربي السوري» مكانها في الجامعة العربية، وكما كانت عليه الأمور قبل عام 2011، طالما أنَّ هناك كل هذا الوجود الإيراني، العسكري والسياسي و»الميليشياوي».. وكل شيء في هذا البلد، الذي هو بالنتيجة عربي وجزء أساسي ورئيسي من الوطن العربي وهنا فإنه لا بد من التذكير بأنّ قائد حراس الثورة الإيرانية محمد علي جعفري قد تباهى، وهو يقف على رؤوس أصابع قدميه، بأنَّ طهران غدت تسيطر على أربع عواصم عربية أي بغدادودمشق وصنعاء وبيروت. لقد كان لا بد من أن تُصْدِر قمة تونس هذا القرار الذي صدر عنها بشأن سورية لإشعار الشعب السوري بأنَّ أمته معه وأن أشقاءه العرب لن يتخلوا عنه وأن خياره سيبقى عربياً وأن المشكلة كانت ولا تزال هي أن هذا النظام، الذي على رأسه بشار الأسد، قد ذهب بعيداً في فتح الأبواب السورية وعلى مصاريعها للإيرانيين الذين باتوا يعيثون فساداً في هذه المنطقة والذين يمارسون «سياسات عدوانية» ضد معظم الدول العربية ويزعزعون بما يفعلونه الأمن القومي العربي في هذه المرحلة التاريخية المفصلية الخطيرة.