كشف الحكم الدولي المعتزل عبد الرحمن السلطان بعد صمتٍ طويل، الأسباب التي أدت إلى اعتزاله وابتعاده عن الوسط الرياضي، موضحاً أن التعامل السيئ من رئيس لجنة الحكام السابق الإنجليزي مارك كلاتنبيرج، والمستحقات المالية التي يطالب بها من الموسم الماضي، واحتلال الحكم الأجنبي لفرصة الحكم المحلي، تعد أبرز العوامل التي جعلته يفضّل قرار الاعتزال، وأكد أن تقنية (var) التي اعتمدها الاتحاد السعودي لكرة القدم هذا الموسم يحوم حولها كثير من الشكوك والتساؤلات في طريقة تطبيقها، إذ إنها لم تطبق في بعض المباريات بلا أسباب واضحة. وكشف السلطان في حواره ل»دنيا الرياضة» عن كثير من الأسرار والتفاصيل خلال مسيرته التحكيمية. * أين عبدالرحمن السلطان عن الوسط الرياضي؟ * الحقيقة بعد قرار اعتزالي للتحكيم ابتعدت نهائيا عن الوسط الرياضي، وغيّرت من نمط الحياة فترة بسيطة، حتى متابعة الأحداث والمباريات ربما تكون بنسبة ضعيفة جداً. * ما الأسباب التي دعتك إلى الاعتزال في وقت باكر؟ * هناك أسباب كثيرة سأذكر أبرزها، في الفترة الأخيرة ظهر الحكم الأجنبي في المسابقات المحلية، ولا يوجد فرصة للحكم السعودي بشكل واضح، والأقسى والأمرّ من ذلك موضوع صرف المستحقات للحكام، الذي مع الأسف يُعطى للأجنبي على وجه السرعة، أما السعودي فلم يتسلم مستحقاته من الموسم الماضي، كذلك التعامل السيئ جداً من رئيس لجنة الحكام السابق مارك كلاتنبيرج، الذي كان يحارب الحكم السعودي، وأنا شخصياً كان دائماً يهددني بسحب الشارة الدولية مني، فأخبرته أن التهديد ليس أسلوبا حضاريا رياضيا، فكرامتي فوق كل اعتبار وقررت الاعتزال. دعني أذكر لك قصة عندما كنت حكماً في إحدى المباريات، بعد نهاية المباراة مباشرة تم استدعاء الحكم الأجنبي وإعطاؤه مكافأته أمام عيني، وأنا عدت خالي اليدين، أليس هذا أمرا مستفزا؟! * إذن ما زالت لك مستحقات مالية لدى اتحاد القدم؟ * نعم، لدي مستحقات من الموسم الماضي لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم لم أتسلمها حتى الآن. * حدثنا عن مشكلة لجنة المسابقات ومباراة المزاحمية ونجران، ماذا حدث؟ * القصة من البداية، كنا في المعسكر الأخير، وشرح المحاضر طريقة ركلات الترجيح التي طبقتها في المباراة لجميع الحكام، ولم يتم التوضيح أنها مجرد اقتراح وليس للتطبيق، فطالما أنها اقتراحات فقط لا يُعمل به فلماذا يتم شرحها؟ ولاحظت ردود الفعل الكبيرة التي حصلت لدى الشارع الرياضي والمسؤولين وقرار إعادة المباراة وأيضاً قرار إيقافي، ولم أرمِ المسؤولية على أحد، فتحملت الخطأ لشجاعتي، وهذا الحديث لأول مرة أتحدث عنه. * ما رأيك في وجود الحكم الأجنبي في المنافسات السعودية؟ * وجود الحكم الأجنبي بلا فائدة، ولا يشكل أي إضافة في ظل تطبيق تقنية (var)، وعندما نشاهد مباريات كثيرة أدارها حكام أجانب، كانت مليئة بالأخطاء الفادحة، وأثّرت في نتيجة المباراة، لكن مع الأسف لم يقابلها ردود فعل قوية من الأندية والإعلام، ماذا لو كان الحكم محلياً فكيف ستكون ردة الفعل؟ كذلك تقنية (var) فيها كثير من الأخطاء التي تعرضت لها بعض الأندية. * هل وجوده باستمرار يعد تهميشاً للحكام المحليين؟ * بالتأكيد، ويعتبر تهميشا واضحا، ويسهم في ضعف وتدني مستوى الحكم السعودي بشكل كبير جداً، كونه بعيدا عن المباريات التي ترفع من مستوياته وعن الأضواء. * ماذا ينقص الحكم السعودي لإدارة المباريات الحساسة والجماهيرية؟ * صدقني لا ينقصه شيء سوى الدعم والثقة من الوسط الرياضي والمسؤولين، كذلك الحماية من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأخيراً يجد تعاملا محترما مثل ما يتم مع الحكم الأجنبي الذي يصل للمطار، ويجد مرافق ومقار سكن جاهزة ومكافأة تصرف في وقتها، أما داخل الملعب فأعتقد أن هناك نجاحات كبيرة حققها الحكام المحليون، وقادوا مباريات مهمة بكل جدارة وبشهادة الجميع. * كيف رأيت تقنية (var) المطبقة هذا الموسم؟ * جيّدة وتعتبر وسيلة مساعدة للحكم للسير بالمباراة إلى بر الأمان، ولكن هناك علامات استفهام كثيرة على بعض المباريات التي لم يطبق فيها تقنية الفيديو، ولا أعلم ما الأسباب. * بعض الحكام أعلن ميوله، هل ترى أن هذا خطأ؟ وهل لديك القدرة على إعلان ميولك الرياضية؟ * لكل شخص حريته الشخصية، ولو كانت لي ميول تجاه نادٍ معين لأعلنتها مسبقاً. * كثير من الشكوك كانت تدور حول كلاتنبيرج، هل قدّم إضافة للحكم السعودي؟ * لا بد أن يعلم الجميع أن كلاتنبيرج أتى بسبب قيمة العقد الضخم، ولم يأت لتطوير الحكام، وهذا ما تمت ملاحظته خلال الدورات والمعسكرات. * حدثنا عن موقف لا تنساه خلال مسيرتك التحكيمية؟ * كان لحظة انتظار الإعلان عن قائمة الحكام الدوليين لعام 2017م، وكنت أعاني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وقدمت مستوى مميزا جداً عام 2016م، وحققت أعلى حكم ساحة إدارةً للمباريات بمعدل 13 مباراة، ورفع السيد هاورد ويب اسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على الشارة الدولية، لحظات لا أستطيع نسيانها أبداً، ومع الأسف لم يتم تكريمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم. * كيف رأيت مشاركة الأخضر في كأس آسيا 2019 بالإمارات؟ * قدّم مستوى كبيرا في دور المجموعات، ولكن لم يحالفنا الحظ في التقدم للأدوار الإقصائية، والمسؤولون عن المنتخب قادرون على إعداد جيل ذهبي قريباً، والإعداد يحتاج إلى الوقت والصبر من الجميع. * من ترشح بطلاً للقب الدوري هذا الموسم؟ * الدوري صعب جداً ومختلف تماماً، خصوصاً بعد زيادة عدد اللاعبين الأجانب، والفارق النقطي بين الهلال والنصر قريب، وما زالت هناك مباريات قوية، التنبؤ ببطل الدوري هذا الموسم أمر في غاية الصعوبة. * رغبة العودة إلى التحكيم، هل ما زالت موجودة؟ * عندما يطلب ذلك رئيس لجنة الحكام تقديراً لموهبتي، ويعلم أنني لا أزال في عمر يسمح لي بالعودة إلى القائمة الدولية، فليس لدي مانع، كذلك يعلم جيداً أن سحب الشارة الدولية مني كان ظلماً من الرئيس السابق، هنا سأرحب بالعودة إلى التحكيم مجدداً، وسأكون على قدر الثقة، ولكن بعد اعتزالي إلى الآن لم يتواصل معي أحد، وهذا يدل على أن الموهبة التحكيمية لا تهم أحدا إطلاقاً. * في يدك بطاقة صفراء وأخرى حمراء، لمن ترفعهما؟ * الصفراء لكل شخص يعتقد أن أخطائي كانت مقصودة ومتعمدة، والحمراء لكل من شكك في نزاهتي، واتهمني بما لم أرتكبه، وحاول أو تعمد تشويه سمعتي قولاً أو فعلاً. * بماذا تحب أن تختم حديثك؟ * أشكر كل من وقف معي وساندني خلال مسيرتي في المجال التحكيمي، وأخص بالذكر والدي ووالدتي وإخواني، كذلك محمد سعد بخيت، الذي وقف معي منذ اللحظة الأولى لي في عالم التحكيم، وصلاح عبدالواحد الذي كان بجانبي عام 2016م، وقدمت خلاله الكثير، وحصلت على الشارة الدولية وقتها، ومدير دائرة التحكيم هاورد ويب والسيد هيربي، اللذين تعاملا معي معاملة الأب لابنه من خلال النصح والتوجيه، كما أشكركم في صحيفة الرياض على إتاحة الفرصة والظهور بعد انقطاع، وأتمنى أن يكون حواراً مفيداً للقراء الكرام. السلطان مع ويب وهيربي كلاتنبيرج محمد سعد بخيت هاورد ويب رشح الهلال والنصر لبطولة الدوري