سيبقى يوم الثالث والعشرين من فبراير من العام 2019 ميلادي محفوراً في ذاكرة كل امرأة سعودية وفِي تاريخ الوطن عموماً ورمز فخر واعتزاز، كيف لا وهو اليوم الذي تم فيه تعيين أول سفيرة سعودية سمو الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان وفِي أهم عواصم العالم واشنطن. هذا الإنجاز بتعيين أول سفيرة سعودية والذي يسجله التاريخ للمرأة السعودية يأتي كبرهان وترجمة عملية لرؤية المملكة 2030 والذي تجاوزنا فيه مرحلة مجرد تمكين المرأة السعودية إلى مرحلة التمكين بالكفاءة والقدرات وأياً من كان يمتلكها، وهذا ما أكده وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير أن تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة لخادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة الأميركية يعكس اهتمام القيادة بتمكين المرأة السعودية. الأميرة ريما ذات الكاريزما القيادية والمتحدثة اللبقة المبهرة والحضور الذهني المتقد والشخصية الدبلوماسية التي اكتسبتها توارثاً ونشأة، وهي في جميع ما جمعت من العلم والثقافة والفكر والتنشئة السياسية من كل ثوب بطرف غنية عن التقديم والتعريف والتفصيل. ولا ريب فالأميرة ريما سليلة البيت الدبلوماسي العريق، فهي بين عميد الدبلوماسية الأمير سعود الفيصل - رحمه الله تعالى - وبين الأمير بندر بن سلطان سفير المملكة في واشنطن منذ العام 1983 وحتى العام 2005، وحيث ولدت وانتقلت إلى الولاياتالمتحدة لرفقة أسرتها، وتربت في كنف الدبلوماسية في عاصمة صنع القرار الأميركي، وترعرعت على يد صاحب أطول مدة خدمة دبلوماسية سعودية في الولاياتالمتحدة وعُدّ من أقوى سفراء العالم. سفيرة خادم الحرمين الشريفين كان قد تم اختيارها لتكون في المرتبة السادسة عشرة ضمن قائمة مجلة "فوربس الشرق الأوسط" لأقوى 200 امرأة عربية وهذا مما يفسر ردود الأفعال العالمية على تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة بالولاياتالمتحدة الأميركية كأول امرأة سعودية تشغل هذا المنصب الرفيع ولدى واشنطن خاصة ما شهدناه من ردود فعل بين وسائل الإعلام العالمية بشكل عام والأميركية خاصة حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز": إن تعيين الأميرة ريما في هذا المنصب في واشنطن يؤكّد الإصلاحات الاجتماعية التي تقوم بها المملكة في عاصمة الحليف الأكثر أهمية لها. إذاً في ظل هذه القيادة الحكيمة، ذات الرؤية التي لا حدود لها سوى عنان السماء وهذا العهد ستثبت لنا الأيام الحضور الاستثنائي لدور المرأة السعودية فيه، وسنرى المرأة صنوان أخيها المواطن الرجل نحو تحقيق تلك الرؤية التي يمضي الوطن في إحقاقها!