كانت سفيرة بأخلاقها وعطائها وثقافتها قبل أن تصبح سفيرة فعلية بشكل رسمي يوم قبل أمس وقبل أن يتم تأنيث الدبلوماسية السعودية بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان كأول سفيرة امرأة في تاريخ الدبلوماسية السعودية بمرتبة وزير لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث كان يعمل والدها صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان مهندساً للعلاقات السعودية الأمريكية وسفيراً لدى واشنطن لأكثر من عقدين ومنذ عام 1983 وحتى عام 2005. في وطن متحرك لا يهدأ، ولا تتوقف عجلة التغيير فيه، تتحرك به أيضاً عجلة المناصب والتغييرات بغية الوصول إلى مسار آمن يمهد لنا طريق رؤية الوطن 2030 ويصعد بنا إلى أعلى درجات التقدم، فكان تعيين الأميرة ريما قراراً صائباً يصب في هذا الاتجاه المفعم بالحيوية والطموح، فمعاليها ولدت ونشأت بين أحد قطبي هندسة السياسة السعودية فوالدها داهية الدبلوماسية بندر بن سلطان وخالها الأمير سعود الفيصل عراب السياسة الخارجية للمملكة وشبل الفيصل يرحمهما الله، يجمعهم جميعاً المؤسس المحنك لهذه الأرض المباركة طيب الله ثراه، فكانت سموها خير خلف لخير سلف الأمير خالد بن سلمان الذي كان له بصمة واضحة وناصعة في إدارة العلاقات السعودية الأمريكية. فخري وإعجابي وسعادتي بسمو الأميرة ريما ليس له حدود، وهو شعور الكثيرات مثلي، ليس لكونها امرأة فقط بل لأنها الشخصية ذات الكاريزما والحضور الطاغي والمتحدثة اللبقة ذات الكياسة والحكمة في انتقاء المفردات وذات الحجة الدامغة في إقناع الخصوم ومن يستعرض لقاءاتها المرئية سوف يستشعر أنها شخصية استثنائية وأنها المرأة المناسبة في المكان المناسب. في وطننا الكثير من المبدعات والشخصيات النسائية التي تستحق التمكين واللاتي أجزم أنهن سيبهرن العالم في ثقافتهن وحسن أدائهن بمجرد تمكينهن من بعض المناصب القيادية كوزيرات وسفيرات ومسؤولات عن كل ما يتعلق بخدمة المجتمع، فأرضنا ولادة ونساؤها المبدعات لا يحتجن سوى الثقة والتمكين للارتقاء بهذا الوطن إلى عنان السماء.