الفورمولا 1 هي رياضة السرعة وملكة السباقات التي تتسابق فيها أسرع سيارات العالم وأعلاها تكلفة والتي تكلف فيها السيارة الواحدة ملايين الدولارات وتستضيفها 21 دولة مختلفة في القارات الخمس، وهي رياضة المال والدراما والأدرينالين. فقبل أن تكون بطولة الفورمولا 1 حدثاً مهماً لرفع سمعة البلد رياضياً، تعرف بأنها من الرياضات الباهظة الثمن التي تضع الدولة على الخارطة العالمية بشكل لافت في سوق الاستثمارات التي تعود للدولة بمليارات الدولارات. فهي أكبر إيراد اقتصادي رياضي يعمل على تعزيز اقتصاد المدينة المضيفة والدولة من خلال تحفيز إنفاق المستهلكين وخلق فرص جديدة في قطاعي الاقتصاد الثانوي والثالث. جمهور عريض مع جمهور تلفزيوني سنوي يبلغ 1.8 مليار شخص وأكثر من 506 ملايين مشجع عالمي وأكثر معدل حضور للسباقات ب 200،000 شخص، تسهم هذه الرياضة في تعزيز الجوانب الاقتصادية والثقافية للمدينة المضيفة في حين أنها تعمل على تنمية السياحة المحلية والوطنية، والارتقاء الاقتصادي، والمساهمة في تعزيز السياحة الرياضية واستقطاب الاستثمارات الخارجية وخلق فرص العمل. الاستضافة العربية عربياً، تعد حلبة صخير البحرينية وياس مارينا الإماراتية من الحلبات العربية التي رسخت مكانتهما الرائدة إقليمياً ودولياً في رياضة المحركات، فإذا أخذنا مملكة البحرين على سبيل المثال، فقد تم تدشين حلبة البحرين الدولية في عام 2004 في مشروع استمر مدة بنائه نحو 485 يوما فقط، وقد حققت مملكة البحرين مكاسب اقتصادية كبيرة بصورة متزايدة، ففي 2004 حققت البحرين 110 ملايين دولار وحققت 160 مليون دولار في 2005 و349 مليون دولار في 2006 و548 مليون دولار في 2007 وفي عام 2008 بلغت قيمة الإيرادات الربحية 650 مليون دولار، لترتفع قيمة العوائد المالية التي حققتها مملكة البحرين فقط على مدار خمس سنوات منذ إنشائها أكثر من 81 ,1 مليار دولار، وهو ما يفوق تكاليف إنشاء الحلبة التي بلغت (150 مليون دولار) بنحو 12 مرة. وهذا ما يسمى ب العوائد المستقبلية المجزية للدولة. البحرين حققت من حلبة الصخير 1.81 مليار دولار 2.8 مليار دخل سباقات أميركا وفي أمريكا، ساهم سباق جائزة أميركا الكبرى للفورمولا 1 الذي أقيم على حلبة الأميركيتين (COTA) مساهمة كبيرة في الاقتصاد المحلي، فقد بلغ الإيراد الاقتصادي لمنطقة أوستن 2.8 مليار دولار بين عامي 2012 و2015. وبالمثل في أوروبا، حيث وجدت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة برايس ووترهاوس كوبرز أن سباق جائزة أذربيجان الكبرى في باكو قد حقق 277.3 مليون دولار من الأرباح في عام واحد فقط من إنشاء الحلبة في 2016. ولكن من أين أتت هذه الأرباح؟ تأتي هذه العوائد المربحة للدولة من أكثر من مدخل سواء كانت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فأول الإيرادات المباشرة تكون من التذاكر التي يبتاعها آلاف الجماهير والمشجعين الحريصين على مشاهدة السباق والذين يأتون من مختلف بلدان العالم لمتابعة السباق من المدرجات بفئاتها المختلفة، لكل فئة منها قيمة محددة أعلاها فئة «الجراند ستاند» والتي تعدّ من أغلى التذاكر سعراً حيث تصل هذه التذاكر تقريباً إلى 4,900$ دولار أميركي أو أكثر على حسب الدولة المستضيفة وهي قيمة حضور السباق على مدار ثلاثة أيام من نهاية الأسبوع علماً أن هناك فئة جماهيرية كبيرة على استعداد لدفع المزيد فقط من أجل الاستمتاع وحضور السباق. مكاسب من كل مكان وهناك المكاسب غير المباشرة، مثل العوائد المالية الناتجة من رحلات الطيران المسجلة خلال البطولة، فعلى سبيل المثال، في عام 2007، استقبل مطار البحرين الدولي خلال حدث الفورمولا 1 (150 رحلة دولية) يومياً، بالإضافة الى انتعاش شركات النقل وسيارات الأجرة وقتها. وفي عام 2008، بلغ عدد الزائرين الدوليين إلى البحرين أكثر من سبعة مليون زائر. وبعدها تأتي الأرباح الناتجة من الفنادق والعديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل مكاتب الحجوزات والسفريات والمطاعم مجمعات التجارية ومحطات الوقود وأنشطة النقل والمواصلات والاتصالات فضلاً عن المصاريف التي يصرفها عشاق هذه الرياضة داخل البلد المستضيف في أسواق التحف والحرف اليدوية والتراثيات الشعبية التي يعشقها الزوار والتي يحتفظون بها كتذكار ولا ننسى أيضاً، الأرباح التي تأتي من «حزمة من الفعاليات» تترافق مع الحدث الرياضي المرتقب مثل فعاليات الحفلات الفنية والثقافية والعروض الترفيهية والرياضية المختلفة مثل هذه العوائد تلعب دوراً محورياً في تنمية الاقتصاد، خاصة على المدى البعيد. وتعمل استضافة بطولة الفورمولا 1 على توليد فرص عمل جديدة من التوظيف السنوي في مجالات مختلفة، فمثلاً، عندما تتجه البطولة إلى جولة جائزة أميركا الكبرى في تكساس يتم إنشاء 9,100 وظيفة إضافية في أوستن بقيمة 306 ملايين دولار سنوياً. وفي البحرين مثلاً، يوفر السباق نحو 2000 فرصة عمل للشباب خلال ستة أشهر، منها 1000 وظيفة فقط خلال أيام السباق الثلاثة. امتلاك حلبة عالمية تقام فيها بطولة الفورمولا 1 ستكون قادرة على استضافة منافسات عالمية أخرى مثل بطولة الفورمولا 2 وبطولة العالم لسباقات التحمل (دبليو إي سي) سباقات الجائزة الكبرى للدراجات النارية الموتو جي بي بفئاتها المختلفة، بالإضافة إلى استقطاب غيرها من البطولات العالمية والتي ستعمل على تحقيق إيرادات اقتصادية إضافية. هذه الإيرادات الاقتصادية الكبيرة والتي تساعد في تعزيز اقتصاد الدولة المضيفة والتي تساهم في الترويج وإبراز الوجه الحضاري والإرث التاريخي والثقافي والوجه السياحي للدولة المستضيفة تجعل من الفورمولا 1 أكثر من مجرد رياضة. جماهير حلبة الأميركيتين في أوستن أميركا صورة للجماهير في حلبة باكو في أذربيجان