نجحت مملكة البحرين في استضافة وتنظيم سباق الفورمولا واحد، وحققت نجاحًا باهرًا في تنظيم السباق سواء من الناحية الجماهيرية أو من ناحية التغطيات الإعلامية التي حظي بها السباق. وعوّلت البحرين على استضافة سباق الفورمولا واحد للتأكيد على ان المملكة بلد الاستقرار والامن والأمان، وجاءت الرياح هذه المرة بما تشتهي السفن، حيث كانت اجواء السباق في حلبة الصخير جنوب البحرين هادئة وانتهت كالعادة باحتفال كبير، وجابت السيارات الرابحة حلبة السباق امام مدرجات مكتظة بالجماهير. ثقة العالم وعكس سباق الفورمولا ثقة العالم في قدرة البحرين على احتضان مثل هذه التظاهرة الدولية. كما أن السباق وجّه رسالة واضحة وصريحة للعالم أجمع لا لبس فيها بأن البحرين بلد أمن وأمان. وجنت البحرين فوائد عديدة جراء تنظيم واقامة السباق، فبالاضافة الى اكتساب ثقة العالم بأنها بلد الامن والامان اكتسبت شريحة جديدة من السياح من المغرمين بسباق السيارات في العالم، واصبح السباق مصدرًا رئيسيًا من مصادر السياحة في المملكة. انتصار للحكومة وجاء نجاح السباق بمثابة انتصار للحكومة، حيث ساند اغلب الشعب الحكومة البحرينية من اجل اقامة ونجاح السباق. وحضر عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة السباق في حلبة الصخير جنوب البلاد شاكرًا الاتحاد الدولي للسيارات لإبقاء الحدث في البحرين. وتوّج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى بمملكة البحرين الفائزين بسباق جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج للفورمولا واحد 2012، في الجولة الرابعة من موسم هذا العام وهم: سيباستيان فيتيل متسابق فريق رد بل، وكيمي رايكونوين متسابق فريق لوتس، ورومين جروجان من لوتس. وهنأ سموه الفائزين في هذه المنافسة المقامة على أرض مملكة البحرين في حلبة البحرين الدولية، شاكرًا القائمين على تنظيم السباق والفرق المشاركة والجماهير، وكل من ساهم في نجاح كافة الأمور التنظيمية المتعلقة بالفعالية. ومضى الاتحاد الدولي للسيارات (فيا) قدمًا بالسباق هذا العام بعدما قرر أن البحرين مستقرة بما يكفي لذلك. وكانت البحرين اول دولة في الشرق الاوسط تستضيف أحد سباقات فورمولا 1 عام 2004 قبل ان تنضم ابوظبي الى جدول سباقات بطولة العالم عام 2009. وجرى السباق امام جمهور كبير، وكانت المنصة الرئيسية مليئة بالمشاهدين الذين بلغ عددهم 10500 شخص، وبلغ اجمالي الحضور الجماهيري 28 ألفًا وهو معدّل كبير مقارنة ببقية الالعاب الاخرى التي تقام في البحرين. واعاد سباق 2012 الحياة الطبيعية إلى البحرين، ويعدّ سباق البحرين واحدًا من 20 سباقًا ببطولة العالم التي تدرُّ دخلًا سنويًا يبلغ ملياري دولار. وتتكلف الحكومة البحرينية حوالي 40 مليون دولار بشكل سنوي لاستضافة السباق، بلغ اجمالي الاستثمارات في الحلبة حوالي 150 مليون دولار. وتبلغ السعة الاجمالية للحلبة 45 ألف متفرج وتبلغ سعة المدرج الرئيسي 10500 شخص وهو نفس عدد مدرج الدرجة الأولى. في 2010 عندما اقيم سباق البحرين كان آنذاك السباق الافتتاحي للموسم وجذبت التجارب والسباق نفسه حوالي 100 ألف زائر من الشرق الأوسط ودول أخرى. وقالت دراسة إن مردود السباق على الاقتصاد بلغ حوالي 295 مليون دولار ووفر حوالي ثلاثة آلاف فرصة عمل. ويبلغ طول الحلبة 5.412 كيلو مترًا، واجمالي مسافة السباق 308.238 كيلو مترًا (بواقع 57 لفة)، والرقم القياسي لأسرع لفة في السباق.. دقيقة واحدة و30.252 ثانية باسم الألماني مايكل شوماخر سائق فيراري في 2004. واستعاد الالماني سيباستيان فيتل سائق رد بول وبطل العالم صدارة بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات محققًا الانتصار الاول هذا الموسم لرد بول في البحرين. وهذا هو الفوز الثاني والعشرون لفيتل (24 عامًا) في مشواره مع فورمولا 1 والاول له في البحرين. وقال فيتل "اعتقد ان السباق كان رائعًا وصعبًا جدًا". ويعتبر فرناندو الونسو اكثر من فاز بسباق جائزة البحرين من اي سائق آخر. واحتفل بطل العالم مرتين بالفوز مع رينو في 2005 و2006 ومع فيراري عام 2010. كما فاز فيليبي ماسا زميله الحالي في فريق فيراري بسباق البحرين مرتين عامي 2007 و2008. وفاز مايكل شوماخر بأول نسخة من السباق وذلك مع فيراري ايضًا في 2004، ولم يفز مكلارين في البحرين على الإطلاق إلا ان جنسون باتون انتصر مع براون عام 2009. فشل الخطط التشويهية وانتهى سباق السيارات "فورمولا 1" في البحرين بسلام، رغم محاولة الاعلام المغرض استغلال الحدث لتشويه صورة البحرين امام وسائل الاعلام العالمية التي جاءت لتغطية الحدث، إلا ان كل محاولاتهم باءت بالفشل، ولم ينجح الاعلام المغرض في تنفيذ خططه التشويهية. بيرني ايكلستون مالك الحقوق التجارية لسباقات فورمولا 1 قال: انه ملتزم باقامة سباق البحرين، طالما اراد القائمون عليه ذلك، مؤكدًا ان كل الدعاية التي جرت هي دعاية جيدة في مجملها. وقال ايكلستون: إن البحرين لها مستقبل مضمون في سباقات الجائزة الكبرى. وردًا على سؤال عما اذا كان سباق البحرين سيبقى ضمن بطولة العالم قال ايكلستون (81 عامًا): "بالطبع سيبقى الى الأبد.. لا توجد مشكلة". ولم تقع أي متاعب اثناء السباق الذي أقيم على حلبة الصخير الدولية. وقال ايكلستون: "أعتقد انها شعبية الفورمولا 1 تزيد طوال الوقت وهناك اماكن اخرى مهتمة بها." واضاف "أنا متأكد من ان شعبيتها في ازدياد مستمر". تعقب الأموال وتتعقب الرياضة صاحبة الانفاق الكبير مكان وجود الاموال دومًا.. وقد وجدت سباقات فورمولا 1 مستثمرين وشركاء في دول غنية بالنفط والغاز تسعى لتنويع مصادرها من خلال تعزيز مجالي السياحة والتكنولوجيا واستغلال تنامي الهوس برياضة المحركات. وقال جيرارد لوبيز مالك فريق لوتس: "على صعيد تدفق الاموال فإنها تمثل اكثر المناطق تركيزًا للاموال في العالم وبفارق كبير عن اي منطقة اخرى. اذا اردت ان تصيغ الخريطة بهذا الشكل فانك لا تمتلك ما يكفي من السباقات هنا. وكانت البحرين أول دولة في الشرق الاوسط تستضيف سباقًا للجائزة الكبرى وذلك في عام 2004 وهي تمتلك 50 في المائة من مجموعة مكلارين التي يتصدّر فريقها بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 عقب اربع جولات. وانضمت ابوظبي الى قائمة السباقات في عام 2009 على حلبة مرسى ياس والتي تعدّ واحدة من اروع الحلبات وفقًا لمعايير بطولة العالم لفورمولا 1.