يوماً بعد آخر، تؤكد القيادة الرشيدة أنها عازمة على استمرار تطوير مدن المملكة، والانتقال بها إلى عالم آخر، عنوانه "التقدم والازدهار"، الذي لا يستثني أياً من مناطقها أو مدنها.. بل يشملها جميعاً بالمشروعات النوعية والاستثمارات الضخمة. وبالأمس القريب، كانت العاصمة "الرياض" مع موعد جديد مع عمليات التطور المنشود، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الذي دشن ووضع حجر الأساس ل 1281 مشروعاً تنموياً، بإجمالي استثمارات بلغت 82 مليار ريال. ضخامة الاستثمارات وكثرة المشروعات، في الرياض وحدها، لا يعكس سوى أمر واحد، وهو أن مستقبل العاصمة مطمئن للغاية، وأن قطار التنمية الذي انطلق فيها، بالتزامن مع إعلان رؤية المملكة 2030 قبل أكثر من عامين، سيواصل طريقه المرسوم له، وأن على الجميع الترقب للمشهد التنموي الذي ستكون عليه الرياض، عندما تكتمل هذه المشروعات، وتبدأ تعطي ثمارها المرجوة.. وهذا ليس جديداً على العاصمة، إذا عرفنا أن الملك سلمان كان أميرها، لمدة تصل إلى خمسة عقود، شهدت مراحل من النمو والتنمية والازدهار والتقدم الذي كان محل اهتمام الأوساط الدولية، التي صنفت الرياض بأنها ضمن أهم مدن المال والأعمال في الخليج والمنطقة العربية. مشروعات الرياض التنموية لم تقتصر على قطاع اقتصادي دون غيره، توزعت بين ما يدعم ريادي الأعمال، وأخرى تجلب التقنيات الحديثة، وثالثة تختص بالترفيه والسياحة والطاقة النظيفة والقائمة تطول. لا أبالغ إذا أكدت أنه بالأمس، كان العالم كله يتابع، كيف تترجم المملكة الآمال والتطلعات التي احتوتها رؤية 2030 إلى واقع قائم معاش، في صورة مشروعات ضخمة نراها ونتلمسها، بعضها أبصر النور بالفعل، والبعض الآخر في طور التأسيس والتجهيز، وكيف تجتذب المملكة كبرى الشركات الأجنبية للعمل في البلاد، وكيف تقنع كبار المستثمرين في العالم أن المملكة بيئة صالحة لاستثماراتهم ونموها بالصورة التي يتمنونها. المشهد الذي حفلت به الرياض أمس، برعاية خادم الحرمين الشريفين لمشروعاتها التنموية، لم يكن الأول من نوعه، وإنما تكرر كثيراً، وكان آخرها في الشهور الماضية، عندما زار -يحفظه الله- عدداً من مناطق المملكة، من بينها القصيم وحائل والحدود الشمالية، لافتتاح كم هائل من مشروعات التنموية فيها، باستثمارات بمليارات الريالات، وقتئذ، كان العالم يتابع أيضاً، كيف تحقق المملكة كل أحلامها وتطلعاتها في أن يكون لها اقتصاد قوي، واستثمارات ضخمة، ومشروعات نوعية، وشباب مؤهل ومدرب على إدارة هذه المشروعات بأسلوب احترافي، وهذا يؤكد أن المملكة تواصل كل برامجها ومشروعاتها في خط متوازٍ، تأهباً لنقطة الانطلاق المنتظرة، في أن تكون المملكة ضمن أكبر اقتصادات العالم، بما تملكه من رؤية ثاقبة، ومشروعات نوعية، واستثمارات ضخمة، وهذا يدعونا للتفاؤل الكبير، بأن الغد سيكون أفضل من اليوم.