غالبا ما ينظر إلى الإبقاء على دفتر يوميات على أنه شيء يبدأ وينتهي في مرحلة المراهقة، والصورة النمطية هي لمراهقة تقول أسرارها لدفتر يوميات عليه زهور مزود بقفل. ولكن علماء النفس الذين ينصحون مرضاهم بالإبقاء على دفتر يوميات يقولون إنه يمكن أن يكون وسيلة للتنفيس عن الضغوط النفسية وتجاوز صدمة نفسية، وهو ما يُطلق ملكة الإبداع ويعطي معنى للحياة. وقال الطبيب النفسي هاورد فايسمان الذي أسس مركز " شيكاغو ستريس ريليف" :إن "كتابة المذكرات تمنح الأشخاص رؤية.. يحدث هذا بالاتصال بالعقل الباطن. وبمجرد أن تضع القلم بين أصابعك أو بمجرد أن تلامس أناملك لوحة المفاتيح، تفتح هذه العملية الترابطية للعقل الباطن الذي يفتح الباب أمام الإبداع". وقال فايسمان إن دفتر اليوميات يمكن أن يساعد الأشخاص في التأقلم بمنحهم "رؤية من زاوية أعلى" لمشاكلهم، بدلا من رؤيتها من مستوى ميكروسكوبي. وأضاف: "عندما تكتب عن تفاصيل الضغوط النفسية والتحديات في حياتك، تقوم بتقليص حجم المشكلة حتى توسع رؤيتك". وقال فايسمان إنه خلال الفترات التاريخية أو الشخصية المضطربة عندما تبدو الأمور خارجة عن السيطرة، يمكن أن تكون كتابة اليوميات وسيلة لتعزيز صوت المرء الداخلي، ما يسمح ب"فترة صمت". وأضاف: "أنها تقدم فترة هدوء للتفكير وهذا التفكير يوفر فرصة لتوفير الوقت والهدوء وهذه الوحدة الهادفة مهمة للغاية خلال أوقات الفوضى". وقالت ليزا بيدج، وهي طبيبة علم نفس سريري في بارك ريدج بولاية إلينوي، إنها تشجع الجميع على كتابة اليوميات لأنها تساعد في تعزيز جهاز المناعة بناء بحسب أحد الأبحاث . وتستخدم كتابة اليوميات في عملها للمساعدة على تخفيف الضغط النفسي وقلة النوم. وتعتقد أن هذا يجدي نفعا لأن الكتابة في دفتر اليوميات يمكن أن يبطئ من وتيرة التفكير الذهني ، ويوقف الأفكار المتسارعة. وقالت: "لا يجب أن تكون اليوميات منمقة . ولا يجب حتى أن تكون جملا كاملة، فلتقم بالكتابة لخمس دقائق فحسب. ويعود إلي بعض الأشخاص ويقولون لي /يا إلهي لقد كان الأمر تفريغيا لشحنة نفسية ، لقد واصلت الكتابة لعشرين أو ثلاثين دقيقة". ويوصي خبراء الصحة العقلية بالإبقاء على دفتر يوميات خطي وليس على جهاز الحاسب الآلي إذا أمكن. وقالت بيدج: "إنها تستخدم معالجة ذهنية مختلفة، وإنها تساعد على التفريغ النفسي أكثر من الكتابة من خلال لوحة مفاتيح". وفي سياق متصل يظهر بحث جديد أن الطلاب الذين يكتبون ملحوظاتهم باليد يتعلمون حقا أكثر ممن يكتبونها من خلال لوحة مفاتيح. ومن ناحية أخرى تقول أيمي دارامس، وهي طبيبة علم نفس في شركة " Behavioral Health Associates " في شيكاغو إنه يمكن أن تكون هناك مخاطر في تدوين اليوميات وأنها يمكن ألا تجدي نفعا مع الجميع. وأضافت أن الممارسة يمكن أن تسير على نحو خاطئ وتكون بمثابة طريقة لكي تظل أسيرا للموقف بدلا من تتركه وراء ظهرك . ويعتقد فايسمان أن بعض الأشخاص يمكنهم التخلي من التدوين في سن المراهقة لأنهم يتيهون في تفاصيل حياتهم. وتمضي الأيام لتسير عقودا قبل أن يتوقف بعض الأشخاص ويفكرون كيف وصلوا إلى ما وصلوا إليه. وقال فايسمان: "تدوين اليوميات وسيلة لإبطاء فترة مكوثنا المحدودة في الحياة وتثمين بامتنان ما يجعل الحياة ذات مغزى ومرحة وجديرة بالاهتمام".