إن أكثر ما يزعج الفتيات المراهقات بشكل عام هو مراقبة الأهالي لهن بشكل مستمر إلى الحد الذي يجعل منهم محققين، خاصة مع كثرة الأسئلة والاستفسارات، وقد تصل عند البعض أحياناً إلى درجة التجسس. ولكن يجب أن يعلم الآباء أن لكل إنسان في هذه الحياة الحق في الاحتفاظ ببعض الخصوصية، فالكبار يظنون أحياناً أنهم فقط من لهم الحق في ذلك، ربما من منطلق خوفهم على الأبناء، خاصة في مرحلة المراهقة الصعبة التي قد يجنح فيها الكثير من الأولاد والبنات لتصرفات متهورة قد تسبب ضرراً ليس فقط للفرد نفسه، بل للأسرة كلها أحياناً. وقد تتفاجأ الفتاة يوماً ما أن دفتر يومياتها وخواطرها بين يدي والدتها وتقلب صفحاته وتقرأ كل أسرارها مما يجعلها تكتئب وتأخذ مواقف أحياناً تكون سلبية في ذلك الوقت، على الرغم من أنها حينئذ عليها ألا تتوقف عن الكتابة والاحتفاظ بأفكارها وخواطرها؛ لأن التدوين بشكل عام يعتبر أمراً صحياً ومفيداً جداً للاستقرار النفسي، كما أن المداومة على الكتابة قد تفجر موهبة أدبية. وفي هذه الحالة يمكنك الحرص على الاحتفاظ بدفتر اليوميات في مكان آمن بعيداً عن عيون الكبار، لضمان عدم وقوعه في يد والدتك بالصدفة كما يمكن أن تحرصي على تنظيف غرفتك وترتيبها دوماً بنفسك. كما يجب أن تفكري بجدية في الأسباب التي دعت والدتك للتفتيش في أغراضك، وقراءة دفتر يومياتك دون إذنك، فهي بالتأكيد لم تفعل ذلك من باب الفضول والتطفل على خصوصياتك، بقدر ما فعلته لشعورها بابتعادك المعنوي عنها، وحرصك على عدم الحديث معها في شؤونك الخاصة، والأحداث والمواقف التي تمر بكِ خارج المنزل. ويمكنك بعد ذلك تغيير الوضع ومحاولة التقرب من والدتك، واعتبارها صديقة يمكنك الثقة بها والبوح لها بما في نفسك أولاً بأول، وفي هذه الحالة ستبتعد عن محاولة معرفة خصوصياتك من مصادر أخرى لأنها ستكون مطمئنة أنك لا تخفين عنها شيئاً. كما يمكنك مواجهة والدتك بفعلها إذا كان دفتر يومياتك لا يحتوي على أفعال مرفوضة أو أخطاء، وأخبريها بأنه يجب أن تكون واثقة من أخلاقك وحسن تصرفك، وقد رأت هي ذلك بنفسها من خلال قراءة يومياتك، وبالتالي فليس هناك ما يدعو لأن تخترق خصوصيتك بهذا الشكل مرة ثانية.