عرفت النخيل بأنها رمز العطاء الأول، ورغم زحف الحياة المدنية إلاّ أنّه بقيت رفيقة لسكان القرى منذ الأزل، شاركتهم الصبر على حرارة الديار وجفافها، إلا أنها اليوم تنحي ضموراً وجفافاً بعدما هجر المزارعون في مناطق مختلفة مزارعهم جراء ضغوط لا طاقة لهم بها، ففي وقت يعاني فيه المزارعون من ضعف قنوات التسويق، مما يضطرهم إلى بيع منتجاتهم في مزارعهم على سماسرة يدفعون لهم أبخس الأثمان، جاءت زيادة أسعار الطاقة لتقضي على البقية الباقية من المزارع التي كان أصحابها يكافحون للإبقاء عليها، حتى بات مألوفاً اليوم مشاهد المزارع التي تتشع نخيلها الشحوب والعطش. وتشير تقارير صحفية إلى أن المملكة تأتي في المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج التمور، وسط مخاوف من أن يؤدي هجران المزارعون لمزارعهم جراء ارتفاع التكاليف إلى فقدان المملكة مكانتها المتقدمة في إنتاج التمور عالمياً.