تسبب الجفاف في محافظة بيشة خلال السنوات العشر الماضية في موت نحو 800 ألف نخلة، وتوقف العمل في مزارع النخيل والحبوب، وهو ما كبد المزارعين خسائر كبيرة قدرها عدد من المزارعين بأكثر من 200 مليون ريال. وطالب المزارعون بإقامة شبكة ري حديثة في المحافظة، خصوصاً مع تفاقم المشكلة مع مرور السنوات، وقلة الأمطار في الآونة الأخيرة، والاستعانة بمراكز البحوث الزراعية المتخصصة في مجال الزراعة والجفاف، لوضح حلول للمشكلة. وقال عدد من المزارعين تحدثوا إلى"الحياة"، إن محافظة بيشة كانت تنتج أكثر من 80 في المئة من إنتاج منطقة عسير من التمور، إذ تضم أكثر من 1.8 مليون نخلة، وتراجعت عقب الجفاف إلى نحو مليون نخلة، بسبب أزمة الجفاف التي اجتاحت المنطقة على مدى السنوات الماضية، ما أدى إلى تراجع إنتاج التمور في المحافظة بشكل كبير، على رغم أن 39 في المئة من الأراضي الزراعية في بيشة مخصصة للتمور. وقال المزارع عبدالله آل سالم، إن الجفاف في المحافظة تسبب في القضاء على كثير من المزارع، سواء مزارع النخيل أو مزارع الحبوب، وهذه المشكلة عمرها يتجاوز 10 سنوات، وأصبحت مشكلة مزمنة عجز كثير من المزارعين عن إيجاد حل لها، على رغم مطالباتهم المستمرة والكثيرة لوزارة الزراعة بإيجاد حلول جذرية لتلك المشكلة، وذلك عقب قيام عدد من اللجان الزراعية المختصة بزيارة المنطقة مرات عدة. وأضاف أن الكثير من المزارعين تكبدوا خسائر جسيمة، بسبب توقف العمل في هذه المزارع، خصوصاً أن الكثير منها محملة بقروض كبيرة لا يقل بعضها عن مليون ريال، إضافة إلى أن كثيراً من المزارعين تحملوا تكاليف إنشاء مزارع بمبالغ لا تقل عن المليون ريال، لافتاً إلى أن حجم الخسائر المتوقعة بسبب مشكلة الجفاف تزيد على 200 مليون ريال. وأوضح آل سالم أن عدداً كبيراً من القرى والهجر التي توجد فيها المزارع مثل النغيلة ونمران وصوفان والحرف والباقرة وقوز نعمان والحميمة والشداخة وتباله والعطف والحريرة والريان والنقيع، وغيرها من القرى التي تنتشر فيها المزارع، تحولت مزارع النخيل فيها إلى جذوع يابسة جراء الجفاف، ما تسبب في فقدان 70 في المئة من إنتاج التمور في المحافظة. من جهته، أوضح المزارع محمد الشهراني، أنه على رغم وجود سد بيشة ووفرة المياه المتوافرة فيه، إلا أن كثيراً من المزارع، لم تستفد منه بسبب بعدها عن السد، وعدم وجود نظام ري حديث إلا في بعض المزارع المحدودة. وطالب بضرورة إقامة شبكة ري حديثة بين مزارع المحافظة، لتصل المياه إلى المزارع وتعود الحياة إلى مزارعنا، لافتاً إلى أن المشكلة تزداد تفاقماً مع مرور السنوات، خصوصاً في ظل قلة الأمطار في الآونة الأخيرة التي كانت من نتائجها قلة المياه الجوفية. وأشار إلى أن الكثير من المزارعين قاموا بحفر آبار في مزارعهم بتكاليف باهظة بهدف سقي نخيلهم ومزارعهم، لكنها نضبت خلال اشهر محدودة، ما فاقم من حجم الخسائر. وطالب الشهراني بالاستعانة بمراكز البحوث الزراعية في الجامعات والكليات المتخصصة، وكذلك في المراكز العلمية الأخرى المتخصصة في مجال الزراعة والجفاف لوضع حلول للمشكلة، مؤكداً أن الكثير من المزارعين حالياً في محافظة بيشة، يبذلون جهوداً كبيرة لتأمين منتجات زراعية محدودة بهدف الاكتفاء الذاتي لهم ولعوائلهم، على رغم قلة الإمكانات المالية والبشرية العاملة في المزرعة، لافتاً إلى اتجاه كثير من المزارعين إلى بيع مزارعهم أو تحويلها إلى مخططات سكنية وبيعها.