اضطر مزارعو النخيل في مدينة التمور بيشة، لبيع نخيلهم لتعرضه للعطش بسبب الجفاف الذي ضرب المحافظة، وباعوا 14272 نخلة لتزيين الشوارع والميادين والمجمعات السكنية منها 11405 صدرت إلى داخل المملكة، 2867 إلى دول الخليج العربية. وأشار المزارعون إلى أنهم أصبحوا أمام أمرين أحلاهما مر؛ إما بيع نخيلهم بثمن بخس أو تركه يعاني العطش حتى يموت أمامهم واقفا، وذلك لعجزهم عن شراء مياه الوايتات المكلفة، فيما يضطر البعض لسقي نخيلهم مرة واحدة في الشهر لضمان استمرار إخضراره دون أن يثمر. اضطر المزارع عبدالله محمد جبار لبيع نخيل مزرعته في قرية الصبيحي، لتوقفه عن الإثمار والنمو بسبب قلة الأمطار، وارتفاع أسعار مياه الوايتات. كما اضطر عبدالله سعود السلولي، صاحب مزرعة وعضو مجلس بلدية النقيع، لبيع النخيل لعدم توفر المياه وشحها، مشيرا إلى أنه كان يمتلك ثلاثة آلاف نخلة لم يتبق منها إلا 400 نخلة فقط يسقيها بالوايت ولم يبعها لمكانتها لديه. وفي السياق نفسه، يقول فاهد بن محمد الشهراني «بعت نخيلي بسبب الظمأ ولم أستطع سقايته، وكنت أملك 300 نخلة تتراوح ارتفاعاتها بين ثلاثة وأربعة أمتار، وتنتج أجود أنواع التمور، وكنت أسقيها بمياه الري، لم يدم ذلك طويلا إذ حل الجفاف في المحافظة، وأصبحت أسقيه بالوايتات ولم أستطع الاستمرار لارتفاع أسعارها، ما اضطرني لبيع 200 نخلة لأحد الوسطاء وبقيت لدي 100 نخلة أسقيها مرة واحدة في الشهر لضمان إخضرارها ونأمل هطول الأمطار لتثمر أشجار النخيل من جديد. من جانبه، قال ل«عكاظ» وسيط بيع النخيل في المحافظة عبدالله الرفاعي «أشتري النخيل من المزارعين بما يقارب 200 ريال للنخلة الواحدة وأتحمل قطفها وتحميلها إلى مناطق المملكة ودول الخليج بمتوسط سعر 500 ريال، ولا بد من غرسها خلال ثلاثة أيام حتى لا تموت»، لافتا إلى أن أكثر وجهات النخيل تكون داخل السعودية لاستخدامها في المشاريع الحكومية، أما أكثر دول الخليج استيرادا للنخيل هي البحرين ثم قطر. وكشف مدير عام مديرية الزراعة في المحافظة المهندس سالم القرني، أن بيع النخيل يكون بكميات بسيطة مقارنة بالنخيل التالف بسبب العطش، مضيفا أن بيشة كانت تمتلك عام 1416ه ثلاثة ملايين نخلة مثمرة، وتراجع العدد إلى مليون و400 ألف نخلة في ظل وجود مليون و600 ألف نخلة ميتة غير مثمرة بسبب مشكلات تلوث بيئية ناتجة عن الحرائق والمخلفات، مشيرا إلى أن الدفاع المدني يستغرق أكثر من خمس ساعات في إطفاء حرائق النخيل، ويرى أن بيع النخل أفضل من تركه يموت في هذه الحالة. وأرجع القرني أسباب الجفاف إلى قلة الأمطار، عدم وجود تعويض عن المياه المستنزفة، واستخدام سد الملك فهد للاستهلاك الآدمي فقط، مشيرا إلى أن المزارعين لديهم وعي بأهمية الري بالتنقيط بدلا من الري بالغمر، مهيبا بالتجار وأصحاب رؤوس الأموال، تحويل النخل الميت ومخلفاته إلى سماد عضوي أو أي منتج آخر.