أرجع مدير منتخبنا الأسبق والمعلق الرياضي السابق علي داود مشاركة منتخبنا المتواضعة في كأس آسيا وخروجه من دور ال 16 إلى غياب العمل الممنهج والسليم، وأوضح بأن منتخبنا لا يزال يعيش على أمجاده السابقة، وأن الاحتراف لدينا «ناقص»، وتطرق إلى ضرورة منح مساحة أكبر للاعبين السعوديين وتقليص عدد اللاعبين الأجانب، ورفض داود فكرة العودة للعمل في الرياضة لأن الزمن ليس زمانه على حد قوله. وتطرق أيضاً للتعليق وأحواله مشيراً إلى أن «صراخ» المعلقين أصبح مطلوباً من مسؤولي اليوم، ووجه نصيحة للمعلقين الشبان بالابتعاد عن «التقليد»، وأشار إلى أنه لا يوجد من لفت نظره من المعلقين الجدد، مؤكداً في ذات الوقت بأن ذلك ليس عيباً فيهم إنما لأنهم حرموا الفرص والرعاية والتوجيه، وتحدث داود عن الإعلام الرياضي وأحواله. لو كنت مسؤولاً سأقلص الأجانب.. واحترافنا ناقص جاء ذلك خلال حوار مع «دنيا الرياضة»: * بداية هارد لك خروج منتخبنا في كأس آسيا، بصفتك خبيراً كيف تصف المشهد؟ * خرجنا لأننا مازلنا نعيش على الأمجاد السابقة، وخروجنا من كأس آسيا بالإمارات هذه المرة يؤكد ذلك. * برأيك لماذا لم يعد منتخبنا كالسابق في كأس آسيا، وأصبح يودع البطولة في الأدوار الأولى؟ لعدم وجود عمل ممنهج وسليم وفق خطط صحيحة على أرض صلبة. * ما الذي تغير بين الجيل السابق من اللاعبين الذين أشرفت عليهم، وبين الجيل الحالي؟ o الذي تغير بين الجيلين، الأول كان جيلاً يعشق كرة القدم ويمارسها بقناعة وهواية، والثاني جيل وجد في ممارسة الكرة في النادي كل ما يشبع رغبته ويملأ جعبته بعد الاحتراف الناقص الذي تعيشه الكرة السعودية. * كيف يستعيد منتخبنا هيبته ويعود أقوى من قبل ويحصد الذهب؟ o ليستعيد المنتخب هيبته ويعود قوياً لا بد من إتاحة الفرصة للاعب السعودي ليمارس الكرة في النادي، بدلاً من الكم الكبير من العنصر الأجنبي بالأندية ليستفيدوا أكثر مما يفيدوا، وإعطاء الأولوية للمنتخب قبل الأندية من خلال «الروزنامة» السعودية، ومراعاة مشاركاته في الموسم حتى من دون مسابقات رسمية، وذلك لخلق مزيد من الانسجام وفتح أكبر فرصة لمشاركة عدد أكثر من اللاعبين، والعودة إلى نظام الإدارة العامة للمنتخبات بكل فئاتها وفصل الإدارة عن اتحاد الكرة فيما عدا الإشراف المالي لحماية المنتخبات من سطوة الأندية. * برأيك من يتحمل مسؤولية خروج منتخبنا من دور ال16؟ - كل من أوكلت إليه المسؤولية ولم يؤدها حق أدائها ونظر إليها كنوع من المكانة الاجتماعية فقط. * لو كنت مسؤولاً في اتحاد القدم، ما هو أول قرار ستتخذه بعد الخروج من كأس آسيا؟ o لو كنت مسؤول باتحاد الكرة ولو حتى ليوم واحد فسيكون قراري ألا يزيد عدد الأجانب على ثلاثة لاعبين ومن دون حارس مرمى أجنبي. * كيف تقيّم ردة فعل الإعلام بعد خسارة اليابان وتوديع البطولة؟ o للأسف لم يعد الإعلام الرياضي مقياساً للتقييم. * هل يتحمل الإعلام مسؤولية ماحدث لمنتخبنا؟ o كل إعلام لا يعمل وفق ضوابط وطنية ومهنية يساهم بجزء مما حدث. *حدثنا عن مشوارك مع «كابينة التعليق».. كيف كانت البداية والنهاية؟ o مشواري مع التعليق الحديث عنه أصبح مكرراً، والحقيقة إن البداية والنهاية كانت مع انتصارات المنتخبات الوطنية باختصار شديد، وذلك أن المعلق لا يصنع الإنجاز بل يوثقه بشكل مناسب حتى يصبح مع الوقت جزءاً منه. *ماذا عن التعليق السعودي اليوم، كيف تقيّمه؟ o لم يعد هناك سوى معلق سعودي واحد بحكم تكليفه الدائم مع معلقين من الإمارات الشقيقة وكذلك من مصر. * هنالك ظاهرة في التعليق وهي «التقليد»، فنرى معلق شاب يقلد اسم معروف، كيف تصفها وما نصيحتك للمعلقين الشبان؟ o ظاهرة التقليد يلجأ إليها كل فاقدي التأثير الذاتي، لأنهم لا يملكون مقوماته بل يستفاد منه في سد الفراغ بالإمدادات غير المهمة، وهذا يحدث في الفن أيضاً، فنصيحتي للمعلق الشاب إذا وجد فرصة أن يكون هو وليس غيره. * مدرسة المعلقين الهادئة مثل تعليقك وزاهد قدسي ومحمد رمضان اندثرت، وأصبح التعليق يغلب عليه «الصراخ»، ما السبب؟ -التعليق الهادئ لم يكن مدرسة بذاتها، بل كان مطلباً للحد من الانفعالات والعصبية يوم كان هناك من يراقب ويتابع المعلق ويواجهه، واليوم أصبح الصراخ مطلباً لمسؤولي اليوم. * هل أنت مع اكتفاء المعلقين بوصف مجريات المباراة فقط، أم ترى ضرورة أن يكون المعلق ملماً بالأمور الفنية ويحلل بعض جوانبها خلال تعليقه؟ o هناك فرق بين المعلق والواصف، الأول قطع شوطاً بالتعليق مع خبرته التي تمكنه من التعليق على المباريات، أما الواصف فهو المرحلة الابتدائية للمعلق، ولهذا ترى أحياناً مدرسة تجمع بين المعلق والواصف معاً في مباراة واحدة. * هل هنالك معلق سعودي موهوب لفت نظرك وتتنبأ له بمستقبل كبير؟ للأسف ليس هناك ما يلفت النظر، ليس عيباً فيهم ولكن لأنهم حرموا الفرص والرعاية والتوجيه. المعلقون المقلدون «تكملة عدد» ورئاسة الوحدة فخر *الإعلام الرياضي يدور حوله جدل كبير، كيف تراه وترى عمله وعمل الإعلاميين السعوديين؟ * ليس هناك من جدل يدور حول الإعلام الرياضي بل إنه هو من يصنع حول نفسه الجدل وقد أصبحوا يتفننون في ذلك للأسف. o كيف كانت تجربة عودتك للعمل في الرياضة من خلال رئاسة الوحدة؟ * تجربة ممتعة افتخر فيها كثيراً لأنني تأكدت عبرها من حبي لها. o رياضتنا بحاجة لأهل الخبرة، هل سنراك مستقبلاً في منصب رياضي لو عرض عليك ذلك؟ لا.. لن تراني أبداً فهذا ليس زماني. * لو عاد بك الزمن للوراء، ما القرار الذي اتخذته وندمت عليه؟ o لم أندم أبداً على قرار اتخذته، لأني أعلم القدر الذي يضعك على طريق القرار، وكم من طريق قد تتجنبه لتهرب من قرار فتجد نفسك اخترت طريقاً آخر يقودك لاتخاذ نفس القرار. o الكلمة الأخيرة لك؟ أتمنى الخير للجميع وأرجو السماح من الجميع.