ليلة التباصر الحضاري والتواصل الثقافي وليلة الاختلاف والاتفاق واحتفاظ كل ثقافة بهويتها، بهذه الكلمات بدأت ضيفة النادي الأدبي بتبوك الشاعرة والقاصة والمترجمة تركية العمري أمسيتها الثقافية بعنوان «الترجمة الأدبية: العبور إلى النهر»، وسط حضور عدد من المثقفين والمثقفات، مؤكدة على أن الترجمة الأدبية هي جسر الياسمين لتلاقي الثقافات والتواصل مع الآخرين. وكشفت العمري في محاضرتها عن ملامح الروح الأدبية التي تتجسد في اختيار المترجم للمفردات والعبارات والدلالات، والتي يجب أن لا تخرج النص الأصلي عن روح كاتبه، مشيرة إلى أن على المترجم مسؤولية عدم التعصب لرأيه أو التعصب لدين أو مذهب؛ لأن الترجمة بحسب رأيها فكر ينتصر للإنسانية كما أشارت إلى أن المترجم فنان مفعم بجماليات الحياة والخيال وبالصور وبالألوان، قادر على سماع إيقاعات العمل الأدبي وتغاريد اللغة وأنينها، يرى وهج المجازات والتشبيهات والاستعارات، وشاسع الفكر وواسع الاطلاع على أن الروح الأدبية الشفافة هي إحدى أدوات المترجم والتي تجعل ترجمته في بعض الأحيان أفضل من الأصل. كما أشارت في محاضرتها إلى إشكاليات الترجمة الأدبية وأخلاقية الترجمة والمترجم الفنان وترجمات عالمية منها «أنا وعاصفة كيت شوبان». وكشفت عن أهم العقبات التي يواجهها المترجم السعودي والمتمثلة في عدم وجود التشجيع من المؤسسات الثقافية.