المترجمة والقاصة تركية العمري.. تعتز أنها أسست أول ملتقى ثقافي نسائي بمنطقة عسير باسم "ترنيمة الوادي" عام 2007، وأعدت البرنامج الإذاعي «همسات قصصية» لإذاعة البرنامج الثاني من جدة، وعملت أول محررة لصفحة "أدب مترجم" بجريدة الجزيرة السعودية، ثم أسست مقهى "مدى" الثقافي في الخبر عام 2012، وكذلك برنامج التنمية الثقافية المجتمعية بالمنطقة الشرقية في العام نفسه.. أقيمت لها أمسيات ومحاضرات ثقافية في مناطق عدة من المملكة على مدى السنوات الماضية، كان لنا معها هذا الحوار فإلى تفاصيله.. * من أين نبدأ حوارنا، من تركية القاصة أم الشاعرة أم الكاتبة أم المترجمة؟ * أنا كل هؤلاء في إنسانة تحيا بين ضحكات عشب الطفولة، وهديل صباحات الطيور، وتنتمي لفكر من إنسانية، وتنصت لأغنيات ملونة برقصات الحب والحياة، وتحاول أن تشق عبر كلماتها جداول صغيرة من نور. * متى كانت بدايتك في الترجمة؟ * بدايتي مع الترجمة كان شغفاً صغيراً، بدأ منذ بدأت أدرس اللغة الإنجليزية في الصف الأول متوسط، ولاحظت معلمات اللغات الإنجليزية هذا الشغف الصغير، الذي تشكل تميزاً في تعلمي للغة، فكنت أستمتع بترجمة كل كلمة، وأحفظها عن ظهر قلب، وكانت أمي تشجعني، أيضا كنت أستمتع بحصة القواعد، وكنت أستمتع بتركيب الجمل، وكانت جملي تنال استحسان معلماتي. * من هو المترجم الأدبي.. برأيك؟ * يقول الكاتب ويتشسلر (يجب أن نتذكر أن المترجم فنان)، وأتفق معه، فالمترجم فنان مفعم بجماليات الحياة، بالخيال وبالصور وبالألوان، قادر على سماع إيقاعات العمل الأدبي، وتغاريد اللغة وأنينها، يرى وهج المجازات، والتشبيهات والاستعارات، شاسع الفكر، وواسع الاطلاع. * ما الذي يحتاجه المترجم الأدبي السعودي؟ o يحتاج التقدير، كما يحتاج إقامة ورش عمل، ولقاءات مع المترجمين العالميين، بالإضافة الى الاحتفاء بإصداراته. * تواجه المترجم عقبات في المشهد الثقافي السعودي ما هي؟ * أرى المترجم السعودي كطائر غرّيد له تغريد رخيم، ولكنه يغرد في فضاء شاسع لوحده ولا يلوح له أحد بتلويحة إعجاب عدا أصدقائه، ومن أهم العقبات التي يواجهها المترجم السعودي، عدم وجود التشجيع من المؤسسات الثقافية. * كيف تجدين تجربة "جائزة الملك عبدالله العالمية للترجمة"؟ * هي رائعة، وأتمنى أن تدعو إدارتها المترجمين السعوديين (القلائل) في حفل تتويج الفائزين بها. * هل يكفي يوم "اليوم العالمي للترجمة" للتعريف بها؟ * اليوم العالمي للترجمة في العالم المتقدم تجاوز التعريف بالترجمة، فأصبح يعزز ويدعم الترجمة ويسلط الضوء على أهميتها والدور الذي يقوم به المترجمون في بناء جسور المحبة والسلام بين الأمم. وأصبح يقيم محاضرات وندوات وورش عمل تتناول الترجمة وإشكالاتها، ووحقوقها الفكرية، والمترجمين وحقوقهم المادية، ودور المؤسسات الثقافية في دعم الترجمة. وأيضا يقدم الجوائز للمترجمين، كما يسلط الضوء على أهم الكتب المترجمة خلال العام. فاحتفالية اليوم العالمي للترجمة يستمر لشهور عبر فعاليات ثقافية مكثفة من متخصصين ومهتمين بها. * في نهاية حوارنا ما القادم لك؟ * عملي القادم في مجال الترجمة جمع سير كاتبات سويديات بدأتُ منذ أكثر من عامين رحلتي نحو إبداعهن، وسوف أكمل الرحلة معهن وسأجمع سيرهن في كتاب. أما في السرد الروائي، على وشك إنهاء روايتي الأولى.