شكلت قطر منذ أكثر من عقدين "مفتاح الاختراق الإسرائيلي" للمجتمعات العربية، وأداة صهيونية للوصول إلى العمق العربي والتأثير على الرأي العام عبر عدد من الأذرع والأحزاب والجماعات السياسية والإعلامية المتطرفة التابعة للدوحة والمنتشرة في الوطن العربي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وقناة الجزيرة ولعبت دورا تخريبيا لتفتيت الدول وزرع الفتن وإذكاء الطائفية وتمرير أجندات أجنبية تنهش في الجسد العربي والخليجي من خلال توزيع الأموال على المرتزقة والميليشيات الطائفية والمتطرفة، هذا ما أكده تقرير لمركز المزماة للدراسات والبحوث بدولة الإمارات. وأضاف التقرير وفي بداية الأمر، ووفقا للكثير من التقارير، فإن إسرائيل تمكنت من اختراق أكبر جماعة عربية وإسلامية منظمة، وهي جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، عن طريق قيادات قطرية، حيث أغرت إسرائيل النظام القطري بتوسيع نفوذ الدوحة ومنحها تأثيرا إقليميا وعالميا، وبدوره أغرى تنظيم الحمدين قيادات إخوانية بالمال وتقليد المناصب في الدول التي يتمكن التنظيم من الوصول إلى السلطة فيه، ليتحول وصول تنظيم الإخوان إلى الحكم في مصر ومحاولته في دول أخرى، ثم سقوطه سقوطا مدويا، إلى فضيحة كشفت حجم التآمر الإخواني القطري مع إسرائيل ضد الدول والشعوب العربية، حيث شكّل سقوط الإخوان هزيمة مشتركة تجرع مرارتها الكيان الصهيوني وقطر وتركيا وإيران، وهو الرباعي الداعم لتنظيم الإخوان المسلمين، ولكن بسبب عروبة قطر، وممارسة القوى الثلاث المتبقية لسياسات عدائية علنية تجاه الأمة العربية، بقيت قطر في الواجهة، والأداة الفاعلة لهذه القوى لتمرير مشروعاتها التوسعية والتخريبية والإرهابية في الدول العربية، فلجأت قطر إلى إلباس الباطل ثوب الحق لتمرير هذه المشروعات المدمرة، مستخدمة ثرواتها المالية، وطاقاتها الدبلوماسية والسياسية، ومواكنها الإعلامية والصحفية. وأوضح التقرير وبعد المقاطعة، وما تكبدته قطر من خسائر على كافة الأصعدة، بدأ النظام القطري يأخذ منحى انتحاريا آخر أكثر خطورة ومغامرة بمصالح الأمة العربية والإسلامية، عبر تشكيل تحالفات علانية مع قوى الشر التي تكتلت بفعل سياساتها الإرهابية وما جنته من خسائر وعزلة إقليمية ودولية، دون حتى الحاجة أن تبرر قطر علاقاتها مع هذه الأنظمة والتنظيمات الإرهابية، وهو ما فتح شهية الكيان الصهيوني في توسيع وتعزيز علاقاته مع الدوحة أكثر فأكثر، كونها أصبحت أكثر عداوة للأمة العربية وتسعى إلى مزيد من الخراب ودعم الإرهاب ونشر الفوضى، وحاليا، وبعد فشل المخطط القطري في معظم الدول العربية الآسيوية، وافتضاح أهدافها من سياساتها التخريبية، تتجه أنظار إسرائيل إلى استنساخ السياسات القطرية في القارة الأفريقية، واختراق المجتمعات الأفريقية عبر قطر وجماعة الإخوان المسلمين، من خلال إعادة تموضع الدوحة وحلفائها أنقرة وطهران في القارة السمراء، وتحويلها إلى مراكز لاستهداف منطقة الشرق الأوسط وضرب مصالح الدول العربية وخاصة مصر والسعودية والإمارات والبحرين والدول التي أجهضت المشروعات القطرية الإخوانية في المنطقة. وأضاف التقرير أن الأنشطة القطرية في القارة الأفريقية في الوقت الراهن، وبالتزامن مع أنشطة إسرائيلية مثيلة، عقبت تحركات إيرانية وتركية في السودان وتشاد وجنوب أفريقيا وبعض دول شمال أفريقيا، تشير جميعها إلى وجود تحالف رباعي "قطري إسرائيلي تركي إيراني" يهدف إلى إعادة التموضع ورسم الأهداف والمخططات من جديد بهدف نشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، ومحاولة ضرب واستهداف مصالح الدول العربية والخليجية وخاصة مصر والسعودية والإمارات والبحرين، عن طريق استخدام أراضٍ وسواحل وموانئ أفريقية، وتعد قطر المنسق الرئيس وهمزة الوصل بين أعضاء هذا التحالف المشؤوم. وأضاف التقرير وتسعى قطر في إطار تنسيقها المكثف بين أعضاء حلف الشر والإرهاب، إلى بناء قواعد ومراكز مشتركة في مناطق أفريقية لإعادة رسم المخططات الهادفة إلى نشر الفوضى في المنطقة، عبر تشكيل جماعات إرهابية وتدريبها ودفعها إلى تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مصالح دول الرباعي العربي بحرا وبرا وتكثيف الأنشطة الإرهابية بما يخدم مشروع الفوضى الخلاقة التي تتبناه إسرائيل وتركيا وإيران، وهي القوى الإقليمة الثلاث التي لها مشروعات توسعية على حساب الدول العربية، أولى خطوات تنفيذها هي نشر الفوضى وانعدام الأمان.