نوّه باحثون أكاديميون ومترجمون إيطاليون بالنقلة الحضارية والثقافية المذهلة التي تعيشها المملكة في الوقت الراهن، معتبرين أنها خطوة مهمة جعلت المملكة وجهة ثقافية تستهوي العالم. وقال الباحثون خلال زيارتهم لمقر مؤسسة اليمامة الصحفية ظهر أمس الأربعاء، إن الثقافة تمثل وسيلة اتصال مهمة بين المملكة وإيطاليا وأن الاهتمام باللغة العربية ينمو بشكل مطرد في الجامعات الإيطالية. ترجمنا روائع الأدب السعودي.. وكتاب عن الشعر العربي باع 50 ألف نسخة وجاءت زيارة الوفد الإيطالي بتنسيق من مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية بالتعاون مع الملحقية الثقافية السعودية بإيطاليا، وقد ضمّ الوفد كلاً من؛ أ. د. إيزابيلا كاميرا دافليتو من كرسي الأدب العربي الحديث والمعاصر بجامعة روما سابيانزا، وأ. د. ماريا أفينو أستاذة اللغة والآداب العربية بجامعة نابولي، وأ. د. فرانشيسكا كورّاو من كرسي اللغة الثقافة العربية بجامعة روما لويس ود. ارتورو موناكو الباحث في مجال اللغة والآداب العربية بجامعة سابيانزا. واستهل مدير التحرير للشؤون الثقافية الزميل عبدالله الحسني اللقاء بكلمة شكر فيها الوفد على اختيار "الرياض" ضمن محطات زيارته كما نقل شكر وتحيات الزميل رئيس التحرير منوهاً بالعلاقة القوية بين المملكة وإيطاليا والتي تمتد تاريخياً لعقود طويلة من التبادل الثقافي والتجاري والتمثيل السياسي. فيما عبّرت الباحثة د. إيزابيلا دافليتو عن اعتزازها بزيارة المملكة لأكثر من مرة خلال عشرين عاماً، مشيرة إلى التطور الحضاري الكبير الذي لمسته خلال زياراتها، وأوضحت أن شغفها باللغة العربية بدأ منذ وقت مبكر رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهتها والتي من أهمها عدم وجود فرصة لممارسة اللغة داخل إيطاليا. وكشفت د. إيزابيلا عن ترجمتها لمجموعات قصصية سعودية من العربية إلى الإيطالية، من ضمنها قصص لأميمة الخميس وليلى الأحيدب، وذلك ضمن مشروعات أكاديمية تتبناها جامعات إيطالية لترجمة روائع الأدب العربي عموماً إلى اللغة الإيطالية. مبدية سعادتها بهذا التواصل والذي يأتي بالتزامن مع الانفتاح الحضاري الرائع الذي تعيشه المملكة. من جانبها قالت د. فرانشيسكا كورّاو إن انتشار الأدب العربي المترجم في إيطاليا، يعتمد على قوة دور النشر المهتمة بهذا النوع من الأدب، مضيفة بأنها ألفت كتاباً عن الشعر العربي جمعت فيه مختارات من الشعر الجاهلي وصولاً إلى العصر الحديث، وقد بيع من الكتاب نحو 50 ألف نسخة. كاشفة عن اهتمامها المبكر باللغة العربية والذي يرجع إلى كونها من صقلية التي تملك إرثاً من العلاقات بين العالمين الغربي والشرقي، وقد انعكس اهتمامها باللغة العربية بترجمتها لحكايات جحا للجمهور الإيطالي العادي. وقالت إن حرصها على تغيير الصورة النمطية عن المملكة في إيطاليا قادها إلى تأليف فصل عن "أسماء الله الحسنى" ضمن كتاب بعنوان "الإسلام ليس إرهاباً". وبيّنت د. ماريا أفينو أن جامعة نابولي تقدم سنوياً 450 طالباً يدرسون اللغة العربية، كما أن المدينة تحتوي على متاحف خاصة بالحضارة العربية، مشيرة إلى أن ترجمتها لرواية "طوق الحمام" للروائية السعودية رجاء عالم تأتي ضمن مشروع ثقافي ترجمت خلاله لروائع أدبية عربية من بينها أعمال لعبدالسلام العجيلي ومحمد شكري وإبراهيم الكوني. فيما قال د. أرتورو موناكو إنه سعيد بزيارة المملكة وبالجولة التي نظمها لهم مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية بين الرياض والقصيم والتي تضمنت لقاءات وندوات مع مثقفين سعوديين، مبيناً بأنه يستعد لنشر ترجمة لروايات سعودية من بينها ترجمة لرواية ليوسف المحيميد لم تنشر بعد. يذكر أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية نظم برنامجاً حافلاً للوفد الإيطالي في عدة جامعات في منطقتي الرياض والقصيم، كما يستعد لطباعة كتابين عن اللغة العربية في إيطاليا بالتعاون مع الباحثين. وتأتي هذه الزيارة ضمن توجّه المركز لرصد حالة اللغة العربية في دول العالم ومعرفة واقعها وتعزيز آفاق التعاون مع المهتمين بها. الباحثون ينتقون مجموعة من إصدارات «كتاب الرياض» د. ارتورو موناكو د. فرانشيسكا كورّاو إيزابيلا باسيريني د. ماريا أفينو د. إيزابيلا كاميرا دافليتو