أصبحت العلوم الإستراتيجية بفروعها المتعددة والتخصصية من أبرز المتطلبات ويسعى الكثير ممن يشغلون مناصب القيادة والإدارات العليا والفرعية إلى حيازة مهارات التطوير الإستراتيجية في القيادة والإدارة وإدارة الأزمات وحل المشكلات، والتي تمكن حيازتها القائد أو المدير وحتى الموظف من خوض غمار التعدد الإداري والقيادي، وتوظيف الكوادر البشرية والموارد المالية نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية من خلال التأثير الذكي على الآخرين من الجمهور المصنف بمختلف توجهاتهم ونطاق صلاحيتهم والمهام الموكلة إليهم وصولاً إلى تحقيق الغاية الإستراتيجية وأهدافها التخصصية. وبالرغم من أن التشريعات والقرارات والسياقات تعطي دليل عمل منظم للقائد والمدير إلا أن المهارات الفردية لها دور مميز في القيادة الفعالة والدافعية الوظيفية للعمل كفريق ناجح يحقق الإنجاز وفقاً لمعايير الجودة العالمية. الجدارة القيادية هي عملية ابتكار الرؤية البعيدة الرحبة وصياغة الهدف ووضع الإستراتيجية وتحقيق التعاون واستنهاض الهمم للعمل، والقائد الناجح هو الذي يصوغ الرؤى للمستقبل آخذاً، ويضع إستراتيجية راشدة للتحرك في اتجاه تلك الرؤى، ويضمن دعم مراكز القوة الرئيسة له والتي يعد تعاونها أو توافقها أو العمل معها أمراً ضرورياً في إنجاز التحرك المطلوب، ويستنهض همم النواة الرئيسة للعمل من حوله، والتي يعد تحركها أساسياً لتحقيق إستراتيجية الحركة. إن توافر الإمكانية القيادية في شخص ما يتوقف على ائتلاف عوامل بيولوجية واجتماعية ونفسية مركبة، كما ينبغي أن توظف تلك الإمكانات القيادية في ممارسات ناجحة لتحقيق الفعالية. فقد يمتلك المرء صفات قيادية عالية، لكنه لا يمارس القيادة. وقد تبرز الخصائص القيادية عند مختلف الناس في مواقف معينة وفي مراحل مختلفة، كما أن ممارسة القيادة أمر يتأثر بالبيئة والفرص والقيود التي تواجه الفرد. القيادة هي عملية التأثير في الناس، وتوجيههم لإنجاز الهدف، عندما تبادر بتنظيم مجموعة من الأصدقاء أو زملاء في العمل لجمع تبرعات لمساعدة المحتاجين، أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع مع بعضكم بعضاً، أو لتجهيز حفلة بسيطة لأحد الزملاء، في هذه الحالات ستظهر أنت بمظهر القائد، وعندما يخبرك رئيسك برغبته بمناقشتك لاحقاً في بعض المشروعات العالقة، فهو يظهر كقائد، أما في المنزل، عندما تحدد العمل الذي سيقوم به طفلك، ومتى وكيف سيقوم به، فأنت بذلك تظهر كقائد. النقطة الرئيسية هنا هي سواء أكنت في منصب إشرافي أم إداري أم لا، ستمارس القيادة لمدى معين وبنوع ما. إنّ العنصر القيادي هو ضالة المنظمات والمؤسسات، فالقائد يفعل بأثره ما لا تفعله مجموعات كبيرة من الناس.