هل المنصب ؟ هل المسمى الوظيفي ؟ هل الترقية ؟ هل المسؤولية ؟ أم كل ذلك يجعل القائد الإداري في حالة ضيق وغضب دائم يجعله مصاحبا لوجه عبوس، هل هذه ما يسمى بالهيبة؟، بغض النظر عن بعض النظريات في الهيبة وبعض الرؤى الفكرية فيها.. تقصد هذه المقالة الهيبة التي ذكرت في القاموس المسمى بthe free dictionary أنها الخوف أو الرهبة أو الاعتبار. فالقيادة كما عرفها الدكتور طارق السويدان أنها القدرة على التحريك نحو الهدف. ويركز الدكتور هيمان على أن القيادة تأثير على الآخرين وتوجيه وإرشاد وضبط بهدف تحقيق غاية جماعية. وربما أضيف على تعريفه أن القيادة هو التأثير الإيجابي مما يحصر التأثير بأن يكون تأثيرا إيجابيا ليكون أكثر فعالية وأكثر جدوى حتى نستطيع القول إن القيادة وسيلة للوصول للهدف بفعالية. كيف له ذلك وهذا القائد الإداري له من الجفاء والقسوة والتسلط والإكراه ما له!! ألم يعلم أن تقطيبه للجبين مسبب لفشل المنظمة التي يقودها.. فذلك الوجه له السبب الأوجه لتراجع المنظمة وتسرب العاملين وانصراف العملاء وسلبية التأثير على جودة الأداء وقلة الربحية، ناهيك عما تسببه من ضرر يرجع إليه هو شخصيا ويبدأ به أولا. وهنا يجدر بي إدراج بعض من سمات القيادة الفعالة كما ذكرها الأستاذ علي الصباحي: القيادة نشاط وحركة، فالقائد يتعامل مع قدرات جسمية وعقلية ووجدانية، إذن من سمات القائد الناجح هو القدرة على توجيه هذه القدرات توجيها إيجابيا بناء لا سلبيا هداما. القيادة في جوهرها هي قضية تأثير على المجموعات ليحققوا أهدافا مشتركة للجميع. القيادة تتحقق بالتعاون بين جميع أعضاء المجموعة ولاسيما في وقت التنفيذ الموصل إلى الأهداف المشتركة. على القائد أن يحفز همم الأفراد ويصقلها ويشجعها بطرق وأساليب مختلفة. لابد على القيادة أن تعترف بالفرد كشخصية وفكر وتقدر له كفاءاته وتشاركه في القرارات وتتعامل معه على نهج سياسة المساواة وعدم التعالي. أن يكون للقائد معارف متنوعة ومهارات مختلفة متميزة وأن يتحلى بمهارة الإنسانية. أن تكون أقرب لطبيعة الموجه أكثر من كونه رئيس. ربما هذا المقال يحمل في طياته دعوة لعلماء الإدارة للاهتمام أكثر بمجال القيادة واكتشاف القيادة المثالية بما تشمله من سمات ومهارات وأسس ومعايير وثقافة وقيم وأخلاقيات حتى يتسنى للمجتمع معرفة كيفية توليد جيل قائد قائم على درجة من المثالية المقبولة، فالقائد الإداري لابد أن يحمل معاني الإنسانية والالتزام والولاء والجد والبذل والاندماج والألفة والتراحم المتبادل بين القائد وأعضاء المجموعة في المنظمة، ويلغي المستويات الهرمية والرسميات الزائفة والأوجه المصطنعة ويرفع شعار أساسه الابتسامة ومساره قيادة نابضة وهدفه تقديم مجتمع مبتسم متفائل وناجح، تصنع الإيجابية في كل مكان.. وهذا لا يعني أن يكون القائد متسيبا متساهلا غير حازم بحيث يشجع مجموعته على الكسل والتهرب من تحمل المسؤولية والفوضوية التي لابد من أن تجعله في نهاية هذا المسار أن يتنازل عن الهدف الذي يسعى إليه، فالابتسامة والرفق ليسا مضادين للإنجاز والاهتمام والحزم والعمل الجاد. ندى بنت عبد الله بن محمد المصلح