اختتمت فعاليات ملتقى القيادة الشابة 2014م الذي نظمه مركز الأمير سلمان بن عبدالعزيز للشباب تحت عنوان: «التميّز القيادي للشباب»، وذلك مساء أول أمس الاثنين في مقر الغرفة التجارية الصناعية بمدينة الرياض، بمشاركة مجموعة من القيادات والأكاديميين وشباب الأعمال على مستوى المملكة. ويأتي الملتقى انطلاقاً من اهتمام مركز الأمير سلمان بالعناية بالشباب وتأهيلهم لتحقيق التميّز، والعمل على إعداد جيل من القادة القادرين على إثبات إمكاناتهم. وكانت الجلسة الأولى للملتقى بإدارة محمد الحسن شارك فيها المهندس عبدالرحمن الذهيبان نائب رئيس شركة أوراكل في الشرق الأوسط، حيث أوضح أن اختياره للتخصص الخاطئ لم يمنعه من مواصلة مسيرته، وحاول أن يأخذ وكالة أوركال ب3 موظفين فقط حتى طالبوه بأن يكون موظفا عندهم، فبدأ مندوبا للمبيعات وسأله رئيس الشركة ما هدفك؟ فأجابه: أن أكون في منصبك، لقد حددت هدفي وكنت أطمح إلى أن تكون المملكة هي المركز الإقليمي للشركة، حتى حققت هذا الطموح رغم المصاعب التي واجهتني إلى أن القائد يتعاون مع فريق عمله لتحقيق الأهداف. وتحدث الشاب عبدالرحمن طرابزوني الرئيس الإقليمي لشركة قوقل في الشرق الأوسط عن تجربته التي جاهد فيها حتى وصل إلى هذا المنصب، حيث واجهته تجارب فاشلة استفاد منها، فقد كان زميلا مؤسسيا لشركة دروب بوكس العالمية في الجامعة، وعرضوا عليه ان يخوض معهم هذه التجربة إلا أنه لم يقتنع، والآن يقدر رأس مال الشركة ب10 مليارات، وضاعت الفرصة، وأضاف الطرابزوني: ان الفرص نادرة ولذلك حاول أن تستغلها وانظر إليها من جميع النواحي قبل أن تتخذ قرارك، ورتب أولوياتك لإنجاز أعمالك، وأهم مقومات القائد التعلم المستمر، ووظف من هو أذكى منك حتى تكسبه. وأشار يعرب الثنيان مدير المسؤولية الاجتماعية الدولية في سابك الى أن الشركة أسست أكاديمية خاصة للقيادات في المجتمع وتم تطويرها وتحديد عوامل القيادة بحيث تم التركيز على معايير منها الوصول بشكل جيد للأهداف وتحقيقها بالإضافة إلى إلهام الآخرين والابتكار، وأكد على أهمية العمل الجماعي لان المرء لا يستطيع تحقيق الأفكار بلا قوة، وانه يجب أن يكون للقائد رؤية وألا يستسلم للفشل. وأما عبدالمحسن البدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة الأمير أحمد بن سلمان للإعلام فيقول: حصلت على العديد من الفرص بسبب الجرأة والثقة بالنفس، وكانت هناك نقاط تحول في حياتي أبرزها الابتعاث الخارجي، فعندما تصبح ثقتك بنفسك عالية بالتأكيد ستصبح قائدا، والتعلق بالحلم والأمل هما الدافعان للنجاح، واختتم البدر حديثه: لدي التزام شخصي عند وصولي إلى مكان مسؤول بأن أتيح الفرصة للشباب السعودي، فالقائد يجب عليه أن يخلق الفرص حتى لو لم تكن متاحة بإيمانه وفكره وقدرته واصراره على تحقيق رؤيته على ارض الواقع بتميز. وقال عمر الماضي الرئيس التنفيذي لشركة فولكس واجن ان القائد الناجح يضع استراتيجية راشدة للتحرك في اتجاه تلك الرؤى بحيث يضمن دعم مراكز القوة الرئيسة ويصوغ الرؤى للمستقبل، آخذاً في الاعتبار المصالح المشروعة بعيدة المدى لجميع الاطراف المعنية، فالقيادة الفعالة هي عملية ابتكار الرؤية البعيدة الرحبة وصياغة الهدف ووضع الاستراتيجية وتحقيق التعاون واستنهاض الهمم للعمل. وبين صالح الرشيد مدير هيئة مدن الصناعية انه رسم طائرا يطير واعتبر هذه الرسمة ذاته، ولا بد أن يكون جاهزا لأي منصب قادم، وان يوجد لنفسه بيئة يستطيع من خلالها أن ينجح، فالنجاح يكون بالتغيير وأكد أن الناس الذين حولك لهم تأثير كبير على حياتك ونجاحك، ثم اضاف: ان الدافع من وراء عملي في هيئة المدن الصناعية هو الدكتور توفيق الربيعة، وقد أطلقنا حاليا جائزة للإبداع الصناعي لاستهداف الشباب. وشارك في الملتقى الدكتور عبدالرحمن الصغير عميد شؤون الطلاب بجامعة الإمام محمد بن سعود حيث صرح ل»اليوم» أن على الجامعات السعودية جهدا كبيرا لتطوير القادة الشباب وعدم اندثار هذه المواهب فيجب أن تكثف الملتقيات والبرامج التي تساعد في إبراز القادة. وأكد أن جامعة الإمام تنظم دورات طلابية لزرع مفاهيم القيادة، وكذلك تفعيل الجانب التطبيقي من خلال فتح المجال للشباب بالقيام بالأنشطة الطلابية التطوعية والكشفية والرياضية التي لها دور في صقل المهارات القيادية، كما شارك عدد من طلبة الجامعة في برنامج القيادات الشابة بالتعاون مع مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع الذي يهتم ببناء متميز للقيادة في المرحلة الجامعية، واختيار القيادات الواعدة من طلاب وطالبات المرحلة الجامعية من كل أنحاء المملكة، وتهيئة وإعداد هذه القيادات الشابة، وربط هذه القيادات بمجالات وقطاعات تتناسب مع معارفهم وميولهم.