عندما هبت رياح الثورة في فرنسا بالعام المنصرم ردت السلطات الفرنسية بعنف على المتظاهرين وأمام عدسات الإعلام متجاهلة شعارات الحرية وحقوق الإنسان، بل خرج رئيس الوزراء الفرنسي متوعداً المتظاهرين وعازياً ثورتهم بأنها نتيجة تدخلات خارجية وتحريض في شؤون دولته. ما استغربناه حينها الصمت من أصوات إعلامية عربية وسعودية بعضها يعيش في فرنسا تعودنا ظهورهم الإعلامي لكل ما يسيء للحكومة السعودية بما فيها ما سأذكره لاحقاً.. ففي كندا شاهدنا تناقضاً في الدبلوماسية والسياسة الخارجية تمثلت في التدخلات السافرة في السيادة السعودية تكشفت بعد اصطيادهم شخصيات سعودية باهتمامات مختلفة لكن قابلين للتجنيد وتنفيذ أجندات تخريبية تثير الفوضى والفتنة من خلال طابور خامس تم اكتشافه وتفكيك خلاياه بجهود أجهزتنا الأمنية مع تضافر الشعب المتلاحم مع قيادته. لم يكن الأمر معقداً، فهو يدور حول صناعة الرموز وإشهارهم إعلامياً وتحويلهم لأبطال ومن ثم تمرير الرسائل السلبية وبث الإحباط في المجتمع السعودي وتشكيكه بقيادته والتحولات الإصلاحية، بالمقابل تزيين الضفة المقابلة (المعادية للمملكة) بأنها الأمل المنشود لإنقاذهم من ما صوروه هم جحيماً! ما تكشف لاحقاً أن هذه الأيقونات قد قُدمت لها مزايا وسبل من رعاية واهتمام وتدريب ودعم مادي بل حتى جواز كندي لبعضهم من دون اشتراطات التجنيس المعلنة. كان الثمن هو تنفيذ مطالب تثير الفوضى في المملكة بحجة المطالبة بالحقوق بأساليب عدة منها تجنيد الأتباع، ونشر الأكاذيب والشائعات لرسم صورة ذهنية سيئة أمام الغرب خصوصاً للتدخل في السيادة السعودية. كُشِفَت تلك المخططات وباعترافات منفذيها بعد استحكام الأدلة عليهم ومن ثم القبض عليهم. أو من هربوا للخارج قبل القبض عليهم أو من كانوا أصلاً بالخارج، ويمثلون حلقة وصل بين المخطط والمنفذ. يوماً بعد يوم تسقط الأوراق وتتكشف الأدوار، تجلى ذلك الوجه في السياسة الكندية مع المملكة مخترقاً القوى الناعمة، المرأة نصف المجتمع والشريك الأساسي في نهضة وتنمية الوطن ومربية الأجيال، وانكشف تغلغلهم ونفوذهم في الأوساط الأممية، صاحبه تحريض سافر للفتيات السعوديات على التمرد على الأسرة والعرف والدين ليكن الخنجر في خاصرة الوطن. تجسد ذلك في حادثة المراهقة رهف ذات الثمانية عشر ربيعاً التي تنتمي لأسرة كريمة لها مكانتها أعطتها من الرفاهية والجاه والمال والحرية أيضاً ما استغلتها في الإساءة لأسرتها ومن دون تقديم أي دليل على ما ادعته عليهم وبتجاهل لما تسببته عليهم وعلى والدتها «المرأة» كذلك من أذى، وبعد تمثيلية إعلامية لتصورها في مسرحية إعلامية من وضع اللاجئة الخائفة، ثم تسفيرها عبر رحلة عاجلة في أقل من 72 ساعة من هروبها على الدرجة الأولى إلى كندا تتباهى هي بانتصارها فتستقبلها وزيرة الخارجية الكندية استقبال الفاتحين، لتشكرها على ما سمته شجاعتها وتسليمها الجائزة الجنسية الكندية من دون أي شروط ولا التزامات. أرسلت من خلالها الدبلوماسية الكندية متمثلاً بوزارتها الخارجية رسالة واضحة لنا كسعوديين وسعوديات نحن ندعم التمرد والتخريب في المملكة أياً كانت الوسيلة ولو كانت باختراق عقر منازلكم وندفع الثمن فوراً. لكن ماذا بعد استلام الثمن وانتهاء مهمتكم يا من بعتم أوطانكم بثمن بخس هل ستعيشون لاجئين وحيدين، تبيعون ما تبقى من ماء وجهكم لمن يدفع قوتكم.. الواقع يحكي عن مصير اللاجئين، وعن المتجنسين بخيانة أوطانهم حين تكشف عورتهم ولا يسترها حتى ورقة القيقب.