أحياناً نشعر بتكاسل شديد وعدم الرغبة في الذهاب إلى العمل أو الدراسة ويسمى هذا الإحساس في علم النفس باكتئاب أو اضطراب بعد العودة من الإجازة، لكن لا ننكر بأن الإجازة السنوية مهمة بالتأكيد لكي نبتعد عن أجواء العمل، والأمور الكثيرة كمشاغل الحياة التي تسبب ضغوطاً معنوية وجسدياً خصوصاً خفض النوبات القلبية وانخفاض نسبة مستوى ضغط الدم وتخفيض الإصابة بالاكتئاب وتحسين المزاج النفسي والبدني والعقلي لتصفية أذهاننا، وتجعل النوم بأفضل حالة، فالإنسان يمكن أن يستفيد من فترة إجازته في حال إذا أحسن استثمارها، فمدة لا تتجاوز عشرة أيام وأن توزيع الإجازة على فترات متفرقة قصيرة هو أكثر إفادة للجسم فهي أفضل من إجازة سنوية واحدة طويلة. إن كثيراً ما يعانون من حالات اكتئاب بعد العودة من فترات إجازاتهم وعودتهم إلى أعمالهم بعضهم يصاب بالصداع وقلة الشهية على الأكل وعدم القدرة على النوم، وفى الغالب النساء أكثر من الرجال في هذه الحالة فهذا شعور طبيعي ناجم عن التخوف من عدم القدرة على القيام بالمهام المطلوبة بعد الإجازة، فكثير من الأحيان ما نشعر بإحساس الرغبة في امتداد الإجازة حتى بعد انتهائها والعودة إلى العمل، وبذلك يبقى الجسد والفكر تحت تأثير أجواء الإجازة التي يكون فيها الروتين مختلفاً كلياً عن روتين العمل لكن هذا لا يعني الاستسلام لأنها ستترتب عليه آثار سلبية على الصحة مثل فقدان القدرة على التركيز، وعدم إدارة الأمور جيداً والتشاؤم والقلق والأرق. إن هذا الإحساس يمكن التغلب علية بأن السعادة ليست فقط في السفر، وإنما بالعلاقات الاجتماعية والزيارات الأسرية، والأعمال الخيرية فكل ذلك يجدد النشاط وكسر الروتين اليومي والحرص على تحديد فترات الراحة اليومية، وإجازة نهاية الأسبوع مع الأسرة أو الأصدقاء في أماكن متغيرة، وفى الهواء الطلق إذا أمكن وتسترجع الصور وذكريات الرحلة مع الأهل، والأصدقاء، وما بها من طرائف وذكريات لطيفة حتى تسترجع الشعور السابق بالراحة وتحسين المزاج النفسي فتتجدد طاقتك وتختفي هذه الحالة سريعاً. نشدد على أهمية دور مؤسسات الدولة في التوعية حول هذا الموضوع قاصدين وسائل الإعلام والوزارات التي لها علاقة بالتوعية مع إقامة برامج ودورات توعوية بالإضافة لدور المدارس والجامعات من خلال إرشادات توعية للطلاب والمعلمين، وأعضاء هيئة التدريس، ويتكون ذلك من أنشطة ترفيهية وندوات بمعنى أن يكون هناك داخل كل مركز تعليم سواء مدرسة أو جامعة بمكان مخصص يسمى بمركز الإرشاد النفسي يشرف عليه متخصصون لتقديم الخدمات الإرشادية والعلاجية التي تحتاج لذلك، وخصوصاً أننا الآن بدأنا رحلة عمل بعد إجازة استمتع فيها أبناؤنا وبناتنا وعدد كبير من الأساتذة والموظفين.