تبدأ طيران «ناس» اعتباراً من الشهر الجاري في الاستفادة من خدمات السعوديات في برنامج المضيفات والمضيفين الجويين بعد أن تم تخريج أول دفعة من المضيفات السعوديات كأول ناقل وطني سعودي يوطن عمل المرأة فى برنامج الضيافة الجوية وبرنامج طيارى المستقبل كجزء من خطط تمكين المرأة السعودية وفقاً لبرنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030 باستحداث مجالات جديدة لعمل المرأة وزيادة مشاركتها في خطط المملكة التنموية الطموحة. وتهدف شركة طيران «ناس» إلى توظيف 300 مضيفة جوية خلال سنتين بعد استفادتهن من برنامج التدريب المكثف الذي وضعته الشركة لهن والذي يتضمن التدريب على طرق الأمن والسلامة للركاب المسافرين، والتعامل مع المواقف الصعبة أثناء تحليق الطائرة، وكذلك كيفية التعامل مع الجمهور وضيافتهم والحرص على راحتهم. وتحقيقاً لإنجاح هذه التجربة الفريدة وضعت الشركة «ناس» شعاراً مميزاً لها ليكون (المضيفات السعوديات سفيرات بين طيران ناس وضيوفه المسافرين من أجل سلامتهم وراحتهم). وحددت «ناس» زياً سعودياً خاصاً للمضيفات يتوافق مع القيم والعادات ويحقق الستر لهن مع ضرورة ارتداء الحجاب، كما أن عملهن سيكون فقط أوقات النهار من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً حرصاً على أن لا يكون هناك مبيت في مدينة أخرى، وفي حال المبيت سيكون في مقر السكن المخصص لهن والذي تتوفر فيه جميع أنواع الخصوصية، كما أن عمل المضيفات السعوديات سيكون على متن الرحلات الداخلية فقط. وكانت «ناس» قد شهدت إقبالا كثيفاً فاق توقعاتها منذ الإعلان عن رغبتها في شغل وظائف المضيفات حيث تقدمت أكثر من ثلاثة آلاف سعودية أبدين رغبتهن للعمل في هذا المجال الجديد. وكانت الشركة قد اشترطت ضرورة حصول المتقدمة على شهادة الثانوية كحد أدنى إضافة إلى تناسب الطول والوزن مع معايير الطيران العالمية وإجادة التحدث باللغة الإنجليزية وأن يكون عمر المتقدمة ما بين 22 إلى 30 سنة. والفرص الوظيفية للمرأة السعودية في مجال الطيران لا تقتصر على وظيفة مضيفة جوية حيث سبق وأن أعلنت الخطوط السعودية عن عدد من الوظائف النسائية في مجال خدمة العملاء في مكاتب الحجز سواء في المكاتب أو المطارات الداخلية، وكذلك في القطاع التجاري والذي يشمل المبيعات المخصصة لخدمة النساء، والقطاع المالي وتقنية المعلومات، وحتى في مجال الطيران استطاعت المرأة السعودية العمل في وظائف المراقبة الجوية والوظائف التشغيلية والإدارية، كما أن كثيراً من الشابات السعوديات تخصصن في دراسة الطيران والعلوم المختلفة المتعلقة بمجال الطيران، وحصل بعضهن على رخصة كابتن طيار ومساعد طيار، وربما تكون الخطوة التالية هي تمكين المرأة من العمل كابتن طيار خاصة وأن عدداً من السعوديات يعملن في الوقت الحاضر مع شركات طيران خارجية ويقدن طائراتهم. ويأتي تمكين المرأة السعودية وزيادة فرصها الوظيفية كأحد الجوانب المهمة في رؤية المملكة 2030 التي وضعت في أهدافها الاستراتيجية زيادة فرص العمل المتاحة أمام المرأة وحصولها على فرص عادلة جنباً إلى جنب مع الرجل، رغبة في زيادة دورها ومساهمتها في القفزات الجديدة التي يمثلها مستقبل هذا الوطن، فقد رأينا المرأة السعودية وهي تتفوق في الوظائف الإشرافية الإدارية سواء في وزارة التعليم أو الجامعات أو وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أو الصحة وغيرها من الجهات الحكومية وحتى في القطاع الخاص كما بدأت وزارة الداخلية بالتنسيق لعمل دورات متخصصة في مجالات الأمن والدفاع المدني لتخريج الفتيات السعوديات في المجالات الأمنية المختلفة ليسهمن بعدها في تحقيق بناء ذاتهن.