أعاد جناح لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية التابع لشركة «أرامكو» المشارك في مهرجان الجنادرية رحلة اكتشاف النفط وسيرة خميس بن رمثان، أشهر دليل مواقع في الجزيرة العربية، حيث ساهم في اكتشاف أول بئر نفط في المملكة، وكان خميس بن رمثان أحد رجال البادية من العجمان ماهراً في معرفة الصحراء خاصة شرق المملكة، واستعانت به شركة أرامكو لمساعدة مهندسيها في معرفة الطرق والمواقع، وعلى الرغم من وجود بعض الأجهزة في ذلك التاريخ مع الجيولوجيين الأميركيين، إلا أن الحدس والمعرفة بمسار النجوم والاتجاهات كانت الأقوى لدى ابن رمثان، وعندما بدأت الشركة في التنقيب عن النفط شرق المملكة احتاجت إلى دليل ماهر، فوقع الاختيار على خميس حيث كان يعيش مع أسرته وعشيرته في عمق صحراء الدهناء وطُلِب منه الحضور، وكان ذلك، ليبدأ العمل مع شركة التنقيب العام 1353ه/ 1934، ثم عين موظفاً رسمياً في شركة أرامكو العام 1361ه/1942م. واستطاع الجيولوجي الأميركي ماكس ستاينكي بمساعدة خميس في الرابع من مارس العام 1938 أن يعثر على بئر البترول الشهير، بئر الدمام رقم سبعة، التي أمر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أن تسمى «بئر الخير»، وأعجب المهندسون والجيولوجيون الأميركيون بمهارة ابن رمثان ودلالته في الصحراء، فقال عنه توماس بارجر في كتاب «تحت القبة الزرقاء»: «في الصحراء لا يتوه خميس أبداً، لأنه إضافة إلى حاسته السادسة، وهي نوع من البوصلة الدفينة التي لا تخطئ، كانت لديه ذاكرة مدهشة تمكنه من تذكر (دغلة) كان قد مر بها وهو شاب، أو اتجاه موقع بئر سمع عنه قبل عشر سنوات». قام ابن رمثان بمساعدة الجيولوجي الأميركي ماكس ستاينكي بالبحث والتنقيب عن النفط، لأنه كان يعرف الأماكن والمواقع عن ظهر قلب، وكان يهتدي بالنجوم لمعرفته بالطرق، وكان يقطع الربع الخالي ذهاباً وإيابًا دون أن يضيع، كما كان ملازماً لماكس ستاينكي الذي بحث وقال إنه يوجد نفط في الجزيرة العربية في بعض المناطق، ولكن كان يحتاج إلى من يدله على تلك المواقع للقيام بعملية الحفر والتنقيب، وقام ابن رمثان بهذه المهمة العظيمة التي أثمرت نتائج عادت على البلاد بالخير الوفير، وظل ابن رمثان على رأس العمل في شركة أرامكو حتى وفاته في مستشفى أرامكو في الظهران متأثراً بمرضه العام 1378ه/ 1959م ، وتجدر الإشارة إلى أن شركة «أرامكو» أطلقت العام 1974م اسم «ابن رمثان» على أحد حقول النفط المكتشفة في المنطقة الشرقية تخليداً لاسمه، لمساهمته في اكتشاف أول بئر نفط في المملكة، كما كرمت شركة النقل البحري السعودية ابن رمثان بتسمية إحدى ناقلاتها العملاقة باسمه. خميس بن رمثان مع رحلته الشاقة