بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله-التعليم السابق بتعيين د. حمد آل الشيخ وزيراً للتعليم، لابد من وقفة تأمل للواقع التعليمي والمأمول من الوزير الجديد تصحيح المسار في بعض قضايا الميدان التعليمي. وباعتقادي أن هناك الكثير من الملفات التي ينُتظر إعادة النظر فيها، قد نختلف في ترتيب أهميتها ولكن نتفق على أن الميدان قد عانى من بعض القرارات عندما صدرت وتم تطبيقها في الميدان حيث طغت سلبياتها على إيجابياتها، ولم تكن ذا قبول في الوسط التعليمي، فبالتالي كان من الأجدر قبل اتخاذها من مشاركة الميدان قبل إقرارها، فهم -بلا شك- لديهم النظرة الشمولية لما يصلح تطبيقه من عدمه! ولعل من أبرز القرارات التي أثارت جدلاً واسعاً ساعة النشاط، لما تشكله عبء على الميدان بجميع اتجاهاته، وكذلك قرار إيقاف الدبلوم التربوي ووضع آلية جديدة غير واضحة المعالم حتى الآن، مما تسبب في إحباط كبير للخريجين والخريجات، الذين ينتظرون بارقة أمل لمستقبلهم المجهول! ولا ننسى أن نعرج على هيبة المعلم المفقودة، والتي تعرضت لكثير من سهام الانتقاص والتهكم، بل وصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي عبر حالات عديدة سُجلت ولاتزال! فمتى أُعطيت هذه المهنة العظيمة قدرها، ومُنحت حقها من التقدير والإجلال والاحترام، فسنرى أثارها على العملية التعليمية بأكملها! وكانت هناك أيضاً قرارات تسببت في خلق فجوة أكبر بين الميدان وصاحب القرار، مثل قرار تعليق الدراسة بدون طلاب! صحيح أنها بالكاد تكون مجرد أيام معدودة في السنة، ولكن لماذا المعلم ملزماً في الحضور رغم التعليق، والجميع يعلم أن عمله مرتبط تماماً بوجود الطلاب! إن بعض هذه القرارات تحتاج إلى إعادة النظر فيها عاجلاً، فعلى سبيل المثال، كان قرار عودة الإداريين قبل بدء الدراسة بنحو شهر وأكثر غير مبرر، وقد شهدنا عند تطبيقه هذا العام كيف كانت البداية الركيكة من تأخر في تسليم الكتب، وتعطل الصيانة، فضلاً عن وجود عجز في المعلمين في بعض المدارس! ولربما أيضاً من أهم الملفات الشائكة ليست في عهد الوزير السابق فحسب، بل في جميع ممن كان قبله، ملف النقل الخارجي للمعلمين والمعلمات، هذه القضية التي تؤرق كثيراً من زملاء الميدان، ممن يكابدون مشقة الاغتراب، دون مراعاة لظروفهم، أو إيجاد حوافز لهم للتخفيف عنهم سيما وأنّ نسبة تحقيق النقل لآخر ثلاث سنوات ضعيفة جداً ولم تحقق المأمول. إن الاستقرار النفسي للمعلم مطلب مهم يجب توفيره، لكي يتحقق ما نرجوه من عملية التعليم والتعلم داخل حجرة الصف الدراسي. أمام الوزير تحدٍ كبير في ردم الفجوة بين الميدان والوزارة ومحاولة تقريب وجهات النظر المتباعدة حالياً، وذلك عن طريق إتاحة الفرصة للمعلمين خصوصاً بالسماع منهم والأخذ بآرائهم، ولا يكون ذلك محدوداً بالمجلس الاستشاري الذي أنشىء مؤخراً، فالمعلم هو الأعلم بما يحتاجه الميدان من قرارات. ونحن مع مقدمه للوزارة لنتفاءل خيراً بإذن الله في انطلاق تعليمنا نحو الأفضل، رغم ضخامة وتشعب هذا النظام ومكوناته، فبوضوح الأهداف وتوحيد الجهود، يمكن أن تُحل كثير من الإشكاليات العالقة، والأهم من ذلك عدم تحميل الميدان التعليمي بالمزيد من البرامج والمبادرات. لا نملك أخيراً إلا دعواتنا للوزير الجديد بالتوفيق في مهامه وأعماله.