اعترفت نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة الفايز، بمدى أهمية ملف نقل المعلمات، ووصفته ب«الشائك». كما أقرت بأن مخرجات المرحلة الثانوية العامة للبنات، «لا تلبي حاجات سوق العمل». وبشرت بتشكيل لجنة تعاون عليا بين وزارتي «التربية والتعليم» و«التعليم العالي». ودعت الفايز في حوار أجرته معها «الحياة» خلال زيارتها إلى المنطقة الشرقية أخيراً، المعلمات إلى «مزيد من الثقة في النفس، في التعامل مع التقنية الحديثة»، مشيدة بإقامة مسابقات للموهوبين، رحبت بها مؤسسة «الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع» نص الحوار. قضت كثير من المعلمات موتاً أثناء رحلات التنقل الطويلة إلى القرى والهجر، ما القرارات التي اتخذتها، بعد توليك المنصب، حيال هذا الملف؟ - الملف شائك، وهو في طور الدراسة، لأنه من الملفات المهمة جداً، لدى جميع المسؤولين في وزارة التربية والتعليم. وأتمنى أن تُحل هذه المعضلة في فترة وشيكة. كما أتمنى عدم تكرار ذلك في الأعوام المقبلة. ما أبرز خطوة، ترين بأنكِ حققتها إلى الآن، بعد توليكِ منصب نائبة الوزير؟ - أهم خطوة منذ كلفت بهذا المنصب، هي إفادتي من التعرف والغوص في التربية والتعليم، فأنا إلى الآن، لم أنجز شيئاً، فقط عرفت، والاكتشاف والمعرفة في حد ذاتهما، مكسب في المقام الأول. وثانياً، لا يزال أمامي وقت طويل، لكي أكمل الفهم، وبعد ذلك أستطيع معرفة كيف أعمل. قلتِ في حوار نُشر بعد تنصيبك: «أولى أولوياتي النزول إلى الميدان، والتعرف على واقع التربية والتعليم». وبعد أن نزلت إلى الميدان، كيف وجدتِ واقع التربية والتعليم؟ - وجدت أن هناك الكثير من الجهود الرائعة. كما وجدت الكثير من التميز، بيد أنه ما زال ثمة حاجة إلى بعض التطوير والتعديلات، وإن كانت ليست في مستوى يستدعي القلق، لأن الأمور مُستقرة، والميدان جميل، والعمل متميز. مخرجات الثانوية العامة لتعليم البنات، هل تلبي حاجات سوق العمل في السعودية؟ - خريجة الثانوية العامة ليست جاهزة للعمل، يجب أن تواصل دراستها، وتحصل على مؤهل عالٍ، مثل البكالوريوس. والأفضل من وجهة نظري، أن تحصل على ماجستير، ودكتوراه، وبعد الدراسات العليا، تكون مهيأة لأن تلبي حاجة سوق العمل. ماذا عن مخرجات التعليم الثانوي هل تناسب التعليم العالي؟ - نعم، في الحقيقة قد تناسب، وقد لا تناسب، الأمر راجع إلى معايير مختلفة، منها المعلمة، والطالبة، والمنهج، إضافة إلى أشياء أخرى، لكن أبشركِ أنه يتم تشكيل لجنة عليا، للتعاون المشترك بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، وذلك لتحقيق التكامل بين مخرجات الأولى (خريجو الثانوية وخريجاتها)، لتلائم متطلبات الثانية، وأيضاً بين مخرجات التعليم العالي، لتلائم حاجة التربية والتعليم (معلمين ومعلمات). تُبدي شريحة كبيرة من معلمات المنطقة الشرقية، قلقهن من محاولة التطبيق التي يصفنها ب«المتعجلة» للمناهج المُطورة، عبر «البوربوينت»، و«السبورة الذكية»، لأنهن «لسن مؤهلات بعد إلى هذه الخطوة»، كما ان «المدارس تنقصها الحواسيب، وخطوط الإنترنت أيضاً» بحسب قولهن. ما تعليقكِ؟ - أعتقد أن تخوف معلماتنا في المنطقة الشرقية، من استخدام التقنية طبيعي، لكنه يحتاج إلى مبادرة منهن أولاً، وثقة في النفس. كما يحتاج منهن إلى مطالبة القائمات على الوزارة بزيادة تدريبهن. وأنا واثقة تماماً أنه لو تم تدريبهن في شكل كافٍ، فسيستمتعن بالتقنية، وستكون عاملاً مساعداً للرفع من مستوى العملية التعليمية. شاركتِ أخيراً، في تكريم الفائزات في مسابقة «مواهب وإبداعات لطالبات المنطقة الشرقية»، التي نظمها مركز «الأمير سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية» (سايتك)، كيف تنظرين إلى إقامة مثل هذه المسابقات؟ - أعتقد أن المسابقات فرصة رائعة جداً، لكشف إبداعات وجهود بناتنا في الميدان. وأنا متأكدة أن لدينا من الفتيات المُبدعات الكثير، برزن في هذه المسابقة، وفي مسابقات أقيمت في مناطق أخرى، إضافة إلى المسابقات الدولية، التي شاركت فيها بناتنا وأبدعن، مثبتات كفاءاتهن. ما الجهات التي يمكن أن تتبنى الموهوبات والمخترعات التي فزن في المسابقة؟ - هناك مؤسسة «الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع»، جاهزة لتبني مثل هذه المشاريع الجميلة، وجاهزة لتبني جميع فتياتنا الموهوبات.