في حفل جائزة أفضل بيئة عمل سعودية لعام 2017 الذي نظمته شركة (قريت بليس تو ورك) يلفت النظر أن قائمة الفائزين التي ضمت عشرين جهة كانت في معظمها من مؤسسات القطاع الخاص. جهتان حكوميتان فقط في قائمة الفائزين هما هيئة السوق المالية، وصحة البيئة بأمانة الرياض. الجهات الحكومية والخاصة الفائزة بالجائزة كلها قطاعات وطنية تستحق التهنئة بالجائزة، وهذا لا يمنع من التساؤل حول وجود جهتين حكوميتين فقط في قائمة الجائزة. التساؤل هنا هو مدخل للتقييم والتقويم ليس بحثاً عن الجائزة ولكن من أجل إيجاد بيئة عمل إيجابية. معايير التقييم للجائزة تشمل المصداقية، الاحترام، النزاهة، الشعور بالفخر، العمل بروح الفريق، تقييم الثقافة السائدة في بيئة العمل، الممارسات المتبعة في المنشأة. يتضح من تلك المعايير أن الجائزة تركز على بيئة العمل المعنوية وليس المادية. هذا لا يعني عدم أهمية البيئة المادية بل يعني أن وجود بيئة عمل مادية سيتحقق كنتيجة لوجود فكر إداري يهتم بالإنسان غاية ووسيلة، ويقدر أهمية ظروف العمل والحوافز والعلاقات الإنسانية. معايير جائزة أفضل بيئة عمل تقول لنا إن بيئة العمل المادية متاحة للجميع بتوفر الإمكانات المالية. التحدي أو المحك هو القيم الأخلاقية والمهنية، هو المعايير التي تعتمدها الجائزة وفي مقدمتها الثقافة السائدة في بيئة العمل. هذه الثقافة لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل مؤسسات القطاع العام فيكون الأداء أشبه بالعمل الروتيني لإنجاز المهام وفق إجراءات محددة وليس في إطار ثقافة سائدة تنعكس على الأداء وعلى سلوك العاملين في كافة المستويات. وتحت عنوان الثقافة تأتي القيم التي تؤمن بها المنظمات مثل الجودة والشفافية والمصداقية والمشاركة والتقدير وغيرها. كثير من المؤسسات العامة والخاصة لا يوجد لها ثقافة مكتوبة مع أن ثقافة العمل كما يراها البعض لا تمثل الطريقة التي نقوم من خلالها بالأفعال فحسب، وإنما تمثل أيضاً أسباب قيامنا بها، وتجدر الإشارة إلى «أن لثقافة العمل تأثيراً كبيراً في طريق التفكير الخاصة بالشركة وقيم العمل». (301 طريقة لإضفاء روح المرح في العمل/ تأليف ديف هيمسات). بناء على أهمية الثقافة السائدة في المنظمات، يفترض أن تكون هي المدخل لتقييم بيئة العمل من أجل مقارنة القيم بالممارسات. ومن أهم المبادئ التي تعلنها كثير من المنظمات وتضعه شعاراً لها مبدأ الجودة في المنتجات والخدمات، وكذلك الجودة في التعامل الإنساني وهذا يفترض أن يكون المعيار الأول في تقييم بيئة العمل، فقد توجد جهات ترفع شعار التعامل الإنساني وتتناقض ممارساتها مع هذا الشعار؟ Your browser does not support the video tag.