عندما يظهر على الشخص شيء من الاتزان ومحاسبة النفس يقولون وهم يوجهون القول له من باب الثناء والتأييد لتعقله: "العاقل خصيم نفسه"، كذلك يقولون ذلك أيضاً لكل شخص يتطلب سلوكه شيئاً من التوجيه والعتاب، فبعدما ينتقدون بعض تصرفاته يختمون إرشادهم له بعبارة تحمله مسؤولية تصرفاته وأنه وحده القادر على تعديل ما وقع فيه وما يرى من إعوجاج أيضاً في تصرفاته، فيقولون: "العاقل خصيم نفسه"، وكأنهم بهذا يطلبون منه تحكيم العقل وقياس كل تصرف منه بمقياس العقل الذي يحاسب نفس صاحبه على زللها أو يزيد في إيجابياتها. ومن المعروف أن كل شخص يعرف نفسه جيداً ويضعها في موضعها الصحيح، فلا يغتر بمدح ولا يؤثر فيه أيضاً قدح؛ لأن الصورة الحقيقية عن ذاته وتصرفاته يدركها واضحة جلية، فهو أخبر بها من غيره. يقول الشاعر سعد العلياني: التغافل عن الزلات طبع الكريم والتمادي في الزلات طبع الردي والعرب قالوا: "العاقل لنفسه خصيم" انت تعرف مكانك لاش والا اجودي