دافع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الخميس عن قراره إعلان النصر على تنظيم "داعش" وسحب القوات الأميركية بالكامل من سورية، قائلا: إنه يفي بتعهد قطعه خلال حملته الانتخابية. وقال ترمب: "الخروج من سورية لم يكن مفاجئا. أطالب به منذ سنوات، وقبل ستة أشهر، عندما عبرت علنا عن رغبتي الشديدة في فعل ذلك، وافقت على البقاء لمدة أطول، روسياوإيران وسورية وآخرون هم العدو المحلي لداعش، نحن نؤدي عملهم، حان الوقت للعودة للوطن، وإعادة البناء". من جانبه اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولاياتالمتحدة "على صواب" في قرارها سحب قواتها من سورية. وقال بوتين، للصحفيين في موسكو: إنه لا توجد حاجة لبقاء القوات الأميركية في سورية، من أجل تسهيل الحل السياسي للصراع. وأشار إلى وجود فارق بين الوجود الأميركي وبين الوجود العسكري الروسي الذي جاء بناء على طلب من النظام السوري. واتفق مع تقييم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن تنظيم داعش مُني بخسائر فادحة في سورية. قسد: الإرهاب سيتمدد إلى ذلك حذرت قوات سورية الديموقراطية، التي تعد وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، الخميس من أن قرار الولاياتالمتحدة بسحب قواتها من سورية يعطي تنظيم داعش "زخماً.. للانتعاش مجدداً" وشن هجمات معاكسة، بعد طرده من مساحات واسعة في البلاد. وأفادت قيادة هذه القوات في بيان بأن القرار "سيؤثر سلباً على حملة مكافحة الإرهاب وسيعطي للإرهاب وداعميه ومؤيديه زخماً سياسياً وميدانياً وعسكرياً للانتعاش مجدداً والقيام بحملة إرهابية معاكسة في المنطقة". وأكدت قيادة قوات سورية الديموقراطية أنّ "معركة مكافحة الإرهاب لم تنته بعد، ولم يتم بعد إلحاق الهزيمة النهائية به، بل هي في مرحلة حاسمة ومصيرية تتطلب تضافر الجهود من قِبل الجميع ودعماً أكبر من التحالف الدولي". وشددت في بيانها على أن "قرار الانسحاب سيؤدي بشكلٍ مباشر إلى ضرب مساعي القضاء النهائي على التنظيم الإرهابي (..) كون الانسحاب في مثل هذه الظروف سيؤدي إلى حالة من اللا استقرار وزعزعة الأمن، وخلق فراغ سياسي وعسكري في المنطقة". تحذير أوروبي من ناحية أخرى اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أن تنظيم داعش لم يُهزم بعد في سورية خلافا لما قاله الرئيس الأميركي. وقال ناطق باسم الوزارة في بيان: إن "التحالف الدولي ضد داعش أحرز تقدما كبيرا، ومنذ بدء العمليات العسكرية، استعاد التحالف وحلفاؤه في سورية والعراق معظم الأراضي التي احتلها داعش وتم تحقيق تقدم كبير خلال الأيام الأخيرة في آخر منطقة بشرق سورية تحتلها داعش". بيد أنه أضاف: "لكن لا يزال هناك الكثير من العمل ويجب ألا نغفل عن التهديد الذي يشكله، حتى من دون (السيطرة على) أرض، لا يزال داعش يشكل تهديدا". وأضافت الوزارة أن المملكة المتحدة ستبقى "منخرطة في التحالف الدولي وحملته لحرمان داعش من (السيطرة) على أراض وضمان هزيمته القاطعة". وتشارك لندن في الغارات الجوية التي ينفذها التحالف. في المقابل عبر وزير الدفاع البريطاني توبياس الوود عن معارضته للقرار. وقال "لا أتفق البتة مع ذلك. الأمر تحول إلى أشكال أخرى من التطرف والتهديد ما زال ماثلاً بقوة". إلى ذلك قال مسؤولون إن فرنسا ستبقي قواتها في شمال سورية في الوقت الراهن في ظل عدم القضاء على متشددي تنظيم داعش واستمرار تشكيلهم خطرا على المصالح الفرنسية. وأبلغ دبلوماسيون فرنسيون رويترز الأربعاء بأن قرار الرئيس الأميركي سحب كل الجنود الأميركيين وعددهم 2000 من المنطقة كان مفاجئا لباريس، وقالت وزيرة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو لتلفزيون (سي-نيوز): "يظهر ذلك أن الأولويات تختلف وأن علينا أن نعتمد على أنفسنا في المقام الأول.. في الوقت الراهن سنبقى بالطبع في سورية لأن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضرورية". وأقرت وزيرة الدفاع فلورانس بارلي على تويتر بأن التنظيم ضعفت شوكته وخسر نحو 90 في المئة من أراضيه لكنها قالت: إن المعركة لم تنته. كما قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس إن قرار ترمب يدعو للدهشة ويهدد بالإضرار بالحرب ضد داعش. وقال: "جرى تحجيم داعش لكن التهديد لم ينته بعد. هناك خطر من أن تضر عواقب هذا القرار بالحرب على داعش وتقوض النجاحات التي تحققت بالفعل". إسرائيل تتوعد إيران قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس: إن إسرائيل ستصعد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران في سورية بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد. وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين: إن تحرك الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي أعلنه أمس الأربعاء قد يساعد إيران بإزالة موقع عسكري أميركي يساعد في الحد من تحركات القوات الإيرانية وأسلحتها من العراق إلى سورية. وقال نتنياهو في تصريحات بثها التلفزيون: "سنواصل التحرك بنشاط قوي ضد مساعي إيران لترسيخ وجودها في سورية". وكان يشير إلى حملة جوية إسرائيلية في سورية ضد عمليات الانتشار الإيرانية ونقل الأسلحة لجماعة حزب الله اللبنانية.