أسبوع حافل بالفخر والعز عاشته أرض المملكة وسماؤها، فقد انطلق باستضافة الرياض لقمة الأشقاء قادة الخليج، وشهد وضع حجر السبق لمشروع سبارك بالشرقية، والفورمولا إي بالدرعية، وكذلك الذكرى الرابعة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والتي نجدد فيها الولاء والطاعة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولنتأمل قليلاً بمناسبة البيعة هدف خادم الحرمين الشريفين "أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم"، حيث ركز على زوايا مثلث قمة هرم السمو المؤسسي، وهي القدوة والمثال الذي يحتذى به، والكفاءة في تحقيق الأهداف والنتائج، والتفرد النوعي في عصر التنافسية. وهذه المنزلة لا يجدر نيلها عبر القناة الضيقة للأداء والفكر التقليدي، بل لا بد من تبني نماذج التميز المحلية والعالمية الموثوقة، والمشاركة في جوائز التميز الفردي والمؤسسي. وكما نلحظ جميعاً، فقد بدأت هذه العدوى المحمودة والإيجابية تدب في التحول التدريجي لتكون جزءاً من الثقافة في أروقة المؤسسات وبين منتسبيها. ولكن دعونا نقف رويداً مع بعض الممارسات المشاهدة واقعياً والتي تتطلب إعادة توجيه مسارها نحو المنهجية والأهداف الصائبة للمشاركة في جوائز التميز، حيث أصبحت الجوائز لدى البعض همهم الأهم، وباتت أولوياتهم إعداد الشواهد المطلوبة، وصف الأوراق المحبوكة، وتجد الليل تبدل لديهم بالنهار، وارتفع الجهد النفسي والبدني من الأعمال والأفكار، وتبع ذلك تزاحم وتعطل المهام، وتأثر الإنتاجية والدوام. أما الطامة الكبرى والانتكاسة العظمى عليهم عندما تخالف نتائج الإعلان ما يخال في سيناريوهات الأحلام، وذلك بخروجهم من منصة التتويج والسلام، وهذا قطعاً لأن الجوائز تحولت لديهم من وسيلة إلى مرام، ومن أداة إلى غرام. وما يزيد الطين بلة هو هشاشة نظم ومعايير بعض الجوائز بشعار "اجمع تربح"، وافتقارها أداة التقييم الدقيقة مما يدعم مثل هذه الممارسات التي تعتمد على الإنجاز الآني والمكتسبات السريعة المؤقتة وليس محصلة الجهد التراكمي. لذا يجب التركيز على تحسين الأداء بتبني أحد النماذج ذات الكفاءة، والعمل عليها بروية وتدرج وأخذ المدة الكافية حتى تنضج المنهجيات وتقاس النتائج ومن ثم الانتقال لمربع الجوائز. أختم برسالة للمؤسسات التي حصدت إحدى جوائز التميز وأقول: إذا لم يشعر الموظفون والمستفيدون حقاً بالتميز الذي حصلت عليه المنظمة ولم تصل إليهم رفاهيته، فعلى القادة إعادة النظر في الأداء، ومراجعته بشكل شمولي مقارنةً مع متطلبات المعايير، وكذلك وضع المنظمة على محك معايير نماذج التميز العالمية ومسطرة التقييم المؤسسي استعانةً ببيوت الخبرة في ذلك. واعلموا أن التميز الحقيقي قمة ملموسة تتبعها قمم، وهمة مستدامة لا تعرف السأم.