أبدى الرؤساء التنفيذيون في المملكة تفاؤلاً معتدلاً حول الآفاق المستقبلية لنمو الاقتصاد السعودي؛ وذلك بفضل المبادرات التحفيزية وخطط التنويع الاقتصادي التي أطلقتها الحكومة للتقليل من الاعتماد على النفط، وفقاً لاستطلاع رأي حديث أجرته «كي بي إم جي» الفوزان وشركاه، المتخصصة بالمراجعة والضرائب والاستشارات. وبحسب نتائج النسخة الثانية من استطلاع «رؤى الرؤساء التنفيذيين في السعودية لعام 2018»، فإنَّ النظرة الحذرة للرؤساء التنفيذيين تجاه الاقتصاد السعودي تعكسها البيئة المحلية والعالمية سريعة التغير، مثل التباطؤ في القطاع الخاص والصراعات التجارية. وأظهرت نتائج استطلاع «كي بي إم جي» الفوزان وشركاه، أنَّ 72 % من الرؤساء التنفيذيين في المملكة إيجابيون بشأن آفاق النمو المستقبلية للاقتصاد السعودي، فيما أعرب 92 % عن ثقتهم في نمو شركاتهم والقطاعات التي يعملون بها على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. ويستند الاستطلاع الجديد إلى آراء 50 رئيسا تنفيذيا في المملكة، ويعد استكمالاً لتقرير «رؤى الرؤساء التنفيذيين» الذي أجرته شركة كي بي إم جي العالمية وشمل أكثر من 1300 رئيس تنفيذي حول العالم، حيث يغطي الاستطلاع 11 قطاعاً اقتصادياً وتجارياً مختلفاً من القطاعين العام والخاص في المملكة، ويتضمن مجموعة من الرؤى حول الفرص والتحديات التي يواجهها الرؤساء التنفيذيون، وكيف يمكن للشركات مواجهة ورسم استراتيجيات الأعمال الجديدة لتحقيق النجاح على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. وبينما وجد الاستطلاع أنَّ الرؤساء التنفيذيين العالميين أصبحوا أقل إيجابية بشأن النمو العالمي مقارنة بالعام السابق، إلا أن الرؤساء التنفيذيين في المملكة ظلوا أكثر ثقة بشأن آفاق النمو المستقبلية من نظرائهم على المستوى العالمي، إذ عبّر 94 % عن ثقتهم بنمو الاقتصاد العالمي مقارنة مع 55 % خلال العام الماضي. وبحسب نتائج الاستطلاع، فقد صنّف الرؤساء التنفيذيون في السعودية «العودة إلى الإقليمية» باعتبارها أحد التحديات الرئيسة لنمو شركاتهم، حيث اعتبر نحو 74 % منهم على أنها واحدة من أكبر ثلاث مخاطر تواجهها شركاتهم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وفي ظل حالة عدم التيقن الاقتصادي، توقع 55 % من الرؤساء التنفيذيين العالميين وبشكل واقعي نمواً أقل من 2 % خلال السنوات الثلاث المقبلة، فيما كان الرؤساء التنفيذيون في المملكة أكثر حذراً، حيث كان 76 % منهم لديهم توقعات مماثلة لنظرائهم العالميين. وأكد عبدالله حمد الفوزان، رئيس مجلس إدارة «كي بي إم جي» الفوزان وشركاه، أنَّ اقتصاديات دول الخليج شهدت تغيراً غير مسبوق في أعقاب فترة طويلة من انخفاض أسعار النفط، إلا أن الرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع أبدوا تفاؤلاً بإطلاق الحكومة للعديد من البرامج والمبادرات الاقتصادية، والتي من المتوقع أن تدعم بدورها النمو الحقيقي في مجال الخدمات والتصنيع، إلى جانب حدوث تحسن معتدل في مستويات إنتاج النفط وارتفاع الإنفاق العام بشكل جيد لدعم التوقعات الاقتصادية الكلية الإيجابية.من جهته، أكد آرفند سنغي، رئيس قطاع الأسواق لدى كي بي إم جي في المملكة، أنَّ 62 % من الرؤساء التنفيذيين في المملكة ممن شملهم الاستطلاع ينظرون إلى الأسواق المتقدمة باعتبارها واحدة من أهم أولوياتهم للتوسع الجغرافي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة، خاصة في مناطق أميركا الشمالية وأستراليا، في الوقت الذي أصبحت فيه الأسواق الناشئة، خاصة أميركا الوسطى وأميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية، إحدى أبرز أولويات التوسع الجغرافي لنحو 70 % من الرؤساء التنفيذيين العالميين. وبينّ أن أحد الأسباب الرئيسة لذلك هو أن الوتيرة المتسارعة وتطور التكنولوجيا الحديثة والناشئة في الأسواق المتقدمة، مقارنة بالأسواق الناشئة، توفر حوافز أكبر للسعودية للاستثمار في تلك الأسواق المتقدمة، حيث تشير الاتجاهات الأخيرة إلى أهمية نظر الاستثمارات إلى تلك الأسواق، وهو الأمر الذي يتضح من خلال الإعلان الأخير لصندوق الاستثمارات العامة في السعودية، والذي شكلّ مع روسيا والصين صندوقا استثماريا ثلاثيا بقيمة تصل إلى 2.5 مليار دولار.